أسفار موسى الخمسةعينة

أسفار موسى الخمسة

يوم 7 من إجمالي 32

اليوم 7: البُنية والمحتوى (بداية الصراع)

سنتأملُ في كيفيّة ترتيب موسى لسجل أحداث سيرةِ حياةِ يعقوب في تكوين 25: 19-37: 1. لا يكشفُ هذا الجزء من سفر التكوين فقط كيف كان يعقوبُ مخادعاً، لكن أيضاً كيفَ جعلَه اللهُ متواضِعاً وشكّلهُ ليصبحَ واحداً من أعظمِ آباءِ إسرائيل. 

هناك سبعةَ أقسامٍ رئيسيّةٍ لسجلِ حياةِ يعقوب:

· القسم الأول: بداية الصراعِ في التكوين 25: 19-34، ويناقشُ المشكلةَ المثيرةَ للصراعِ بين يعقوبُ وعيسو، ولاحقاً بين الشعوبِ التي انحدرت منهُما. وفي نهايةِ هذا القسم الأول، نجدُ انتقالَ بطولةِ الرِوايةِ من يعقوب وعيسو إلى أبيهِما إسحاق.

· القسم الثاني: اللقاءات السلميةِ بين إسحاق والفلسطينيّين، في التكوين 26: 1-33. وينتهي هذا القسمُ بالعودةِ إلى عيسو ويعقوب كشخصياتٍ رئيسيّةٍ.

· القسم الثالث: الانفصال العِدائي بين يعقوب وعيسو في التكوين 26: 34-28: 22. وينتهي هذا القسمُ بانتقالِ يعقوب إلى لابان وأقربائهِ خارجَ أرضِ الموعد.

· القسم الرابع: الوقت الذي أمضاهُ يعقوبُ مع لابان في التكوين 29: 1-31: 55. وينتهي هذا القسمُ بعودةِ يعقوبَ إلى أرضِ الموعد.

· القسم الخامس: أحداث الانفصالِ السِلمي بعدَ عودةِ يعقوب إلى أرضِ الموعد، في التكوين 32: 1-33: 17. ثم ينتقلُ هذا القسمُ من عيسو إلى علاقاتِ يعقوب مع خصومهِ الكنعانيّين.

· القسم السادس: المواجهاتِ بين يعقوب والكنعانيّين في التكوين 33: 18-35: 15. في نهايةِ هذا القسم، يتمُ تسليطُ الضوءِ على ذريّةِ يعقوب.

· القسم السابع: نهاية الصراعِ بين الأخوَين في التكوين 35: 16-37: 1.

إن هذا التقسيمَ الأساسيَ لسيرةِ حياةِ يعقوب يُشكّلُ على نطاقٍ واسعٍ توازناً متقابلاً، وهو: بُنيةٌ أدبيّةٌ فيها تتقابلُ أو تتوازنُ الأقسامُ، الواردةُ قبلَ وبعدَ النقطةُ المركزيّة، فيما بينها.

· كما أشرنَا، يَسردُ القسمُ الأولُ في سيرةِ يعقوب بدايةَ الصراعِ بينَ الأخوين يعقوب وعيسو. ويتوازنُ هذا الجزءُ مع القسمِ السابعِ والأخيرِ، حيث نقرأُ عن نهايةِ الصراعِ بينهما. ولا يتناولُ القِسمان الصراعَ بين الأخوَين فقط، بل أيضاً بين الشعبَين المنحَدِرين منهما.

· يركّز القسمُ الثاني على إسحاق وتعاملاتهِ مع الفلسطينيّين. وهو تتقابلُ مع القسمِ السادسِ حيث نرى يعقوبَ وتعاملاتهِ مع الكنعانيّين. ويتوازنُ هذان القسمان فيما بينَهُما لأن كلاهُما يصفُ مواجهاتٍ حدَثَت بين اثنين من الآباء وجماعاتٍ أخرى في أرضِ الموعد. 

· يسجّلُ لنا القسمُ الثالثُ الانفصالَ العدائيَ بين يعقوب وعيسو. وهو يتوازنُ مع القسمِ الخامسِ حولَ الانفصالِ السلمي بين يعقوب وعيسو. ومن الواضحِ أن كلا القسمَين يركّزانِ على تطوراتِ العلاقاتِ المُحيطةِ بالفترةِ التي افترقَ فيها الأخوين.

· وأخيراً، يتناولُ القسمُ الرابعُ الوقتَ الذي أمضاهُ يعقوبُ مع لابان. ويقفُ هذا القسمُ مُنفرداً كالمركزِ أو المِفصلِ لبُنيةِ التوازي المتقابِل. وهكذا يشكّلُ هذا القسمُ نقطةَ التحوّلِ في سلسلةِ أحداثِ سيرةِ يعقوب.

بداية الصراع:

يتكوّنُ هذا الجزءُ من ثلاثةِ أحداثٍ بسيطةٍ تُبيِّنُ كيف بدأ الصراعُ بين الأخوَين. جرت الحادثةُ الأولى قبلَ ولادةِ التوأمين، في التكوين 25: 19-23. ويخبرُنَا هذا القسمُ أن التوأمَين تصارَعا في رَحِم أمهما. وفي التكوين 25: 23، شرحَ اللهُ الصراعَ قبلَ الولادةِ لرفقة. قالَ اللهُ إن الصراعَ بينَ يعقوب وعيسو هو أبعدُ بكثيرٍ من مجرّدِ صراعٍ شخصيٍ بين أخوَين. فهو يُنذرُ بصراعٍ بين "أمّتَين" أو "شعبَين". ولكن، عن أيّ أمّتَين يتحدّثُ الله؟ نجدُ الإجابةَ عن هذا السؤال في الحادثتَين الثانية والثالثة في هذا الجزء.

تخبرُنَا الحادثةُ الثانية عن صراعِ الأخَوَين عندَ الولادةِ في التكوين 25: 24-26. يُقدّمُ لنا هذا النصُ القصيرُ أولَ تحديدٍ لهُويّةِ الأمّتَين المُشارِ إليهِما سابقاً. حيث يَصفُ التكوين 25: 25 الطفلَ المولودَ البكر، عيسو، "بأحمر" عندَ ولادَتَه. والكلمةُ العبريّةُ المُترجَمةُ "أحمر" هي "أَدْمُوني" אַדְמוֹנִי. ويُمثّلُ هذا المُصطلحُ لَعباً على الألفاظ، لأنه مُشتقٌّ من نفسِ عائلةِ المُصطلحاتِ العبريةِ لكلمةِ (إِدُوم) باللغةِ العبريّة אֱדוֹם أو أَدوم باللغةِ العربيّة. ويَدلُّ هذا على أن عيسو كان جَداً لشعبِ أدوم. ونعرفُ عن الأمّةِ الثانية في التكوين 25: 26، حيث يُدعى الابنُ الثاني يعقوب. ويعقوب بالطبع هو الأبُ الشهيرُ لشعبِ إسرائيل.

تُخبرُنا الحادثةُ الثالثةُ عن المنافسةِ بين يعقوب وعيسو كشابَين بالغَين في التكوين 25: 27-34. أغرى يعقوب عيسو، في هذه الأعداد، ليبيعَه بَكوريَّتَه مقابلَ "طبيخٍ أحمر"، أو (أدوم) אָדֹם في العبريّة. وتعكسُ هذه الكلمةُ العبريّةُ اللونَ "الأحمرَ" لعيسو عندَ ولادتِه. ويُشيرُ التكوين 25: 30 بوضوحٍ أنه لهذا السببِ دُعي عيسو أيضاً "أدوم".

إن الصراع بين يعقوب وأخيه عيسو كانَ أكثرَ بكثيرٍ من مجردِ صراعٍ بينَ أخوَين. فقد كان هذين الأخوين رأسانِ لشعبين، إسرائيل وأدوم، وبالتالي كان صراعُهُما الشخصي يُنبئُ بالصراعِ بين نسلَيهِما في هاذين الشعبين.

يوم 6يوم 8

عن هذه الخطة

أسفار موسى الخمسة

تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي  قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار  موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من  ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال  البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها  أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح  كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول  خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​