أسفار موسى الخمسةعينة

اليوم 9: البُنية والمحتوى (إسحاق والفلسطينيين)

ينقسمُ تكوين 26: 1-33 إلى حادثتَين مترابطتَين بقوةٍ. تصفُ الحادثةُ الأولى مُصالحةَ إسحاق الأولى مع الفلسطينيّين في التكوين 26: 1-11. في هذه الأعداد، خدعَ إسحاق الملكَ الفلسطيني، أَبيمَالِك، مُوهِماً إيّاه بأنّ رِفْقَة هي أُختُه. بعدَ اكتشافِ أبيمَالِك خِدعة إسحاق، قامَ بإعادةِ رِفْقَة إليه. ثم أعطى أبيمالكُ إسحاقَ الإذنَ بالبقاءِ في المنطقةِ وأمرَ شعبَهُ بعدمِ أذيَّتهُما. أما في الحادثةِ الثانية، فنرى مُصالحةَ إسحاق الدائمةَ مع الفلسطينيّين في التكوين 26: 12-33. باركَ اللهُ إسحاقَ في هذا الجزءِ، لكنّ وَفرةَ قِطعانهِ ومواشيهِ جعلت الفلسطينيّين يحسِدونَهُ. فتجنُّباً للعنفِ، ابتعدَ إسحاق متنقلاً من بئرٍ إلى أخرى. وتنتهي الحادثةُ باعترافِ أبيمالك ببركةِ اللهِ على حياةِ إسحاق، وبإبرامِ الاثنينِ اتفاقيةَ سلامٍ بينهُما في بئرِ سَبْع. وتُسلِّطُ روايةُ الصُلحِ بين إسحاقِ والفلسطينيّين الضوءَ على حقيقةِ أن إسحاقَ، ثم ابنَهُ يعقوب من بعدهِ، كانا خُلفاءً لإبراهيم. وعندما نُقارنُ محتوى هذا القسمِ مع حياةِ إبراهيم، نجدُ فيه تشابُهاً مع حياةِ إبراهيم. حيث تعاملَ إبراهيمُ مع ملكٍ فلسطيني اسمهُ أبيمالك أيضاً في التكوين 20: 1-18. حفرَ إبراهيمُ آبارً وعاشَ بين الفلسطينيّين في التكوين 21: 30 و34. كذلك قطعَ إبراهيمُ ميثاقاً مع الفلسطينيّين في بئرِ سَبْع في التكوين 21: 22-34. وقد صمّمَ موسى هذه المقارنات مع إبراهيم، ليُزيلَ كلَّ شكٍ بأنّ اللهَ وافقَ على هذه العلاقةِ السلميةِ بين إسحاق والفلسطينيّين.