قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 32: العمل (الإعلان)
يُعرَّف الروح القدس عادةً بأقنوم الثالوث الذي هو وسيط الإعلان، الشهادة والفهم (يوحنا 14: 26، 1 كورنثوس 2: 4، 10، أفسس 3: 5). في الواقع، إن الاتحاد بين الروح والإعلان وثيقٌ لدرجةِ أن الروح القدس يُدعى بروح الحق (يوحنا 14: 17؛ 15: 26؛ و16: 13). ذهب يوحنا في رسالة يوحنا الأولى 5: 6، بعيداً إلى حد القول:
الرُّوحَ هُوَ الْحَقُّ. (1 يوحنا 5: 6)
وبطريقة مماثلة، لخص بولس دور الروح القدس في أفسس 1: 17 بتسميته: رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ. سنتحدث عن ثلاثة جوانب لعمل الروح في الإعلان. أولاً، سنتكلم عن الإعلان العام. ثانياً، سننظر إلى الإعلان الخاص. وثالثاً، سنركّز على الاستنارة والإرشاد الداخلي.
1) الإعلان العام:
الإعلان العام هو استخدام الله للعالم الطبيعي وأعماله ليجعل وجوده، طبيعته، أعماله وإرادته معروفة لكل البشر. وتتحدث الأسفار المقدسة عن الإعلان العام في عدة أماكن مثل مزامير 8 و19 ورومية 1 و2.
غالباً ما تقول الأسفار المقدسة أنه يتم تسليم الإعلان العام من خلال أعمال قدرة الروح القدس على الخلق في الطبيعة – سواء في عمل الخليقة نفسها، وفي حفظ ما تم خلقه. وتتدفق كل هذه الأعمال من إرادة روح الله وشخصه. وهكذا، عندما نميّز عمله فيها، فإنها تعلّمنا عن طبيعته ومقاصده.
2) الإعلان الخاص:
هو تدخل الله المباشر أو استخدامه للمُرسَلين، ليجعل وجوده، طبيعته، حضوره، أعماله وإرادته معروفة لمجموعات محدودة من البشر. قدم الروح القدس الإعلان الخاص في شكل أسفار مقدسة، نبوة، أحلام، رؤى، زيارات ملائكية، ووسائل اتصال أخرى. وأُعطي الإعلان الخاص لأشخاص أو مجموعات معينة، لا سيما أولئك الذين نالوا عرض الله للخلاص. وقد أُعطي الإعلان الخاص في العهد القديم، لإبراهيم وأنساله بصورة خاصة. بينما أُعطي في العهد الجديد للكنيسة. ومثل المواهب الروحية، الإعلان الخاص هو من أجل منفعة كل شعب الله، من أجل اهتداء وبنيان الجميع في الإيمان.
لقد كان تجسد يسوع المسيح، أعظم إعلان خاص أعطانا إياه الروح القدس. ويسبّح عبرانيين 1 ربنا كقمة إعلان الله كله. وحتى اليوم، يستمر الروح القدس في الإشارة للمسيح من خلال الأسفار المقدسة الموحى بها، والتي تحتوي كلمات المسيح من كل العصور، منقولة لنا من خلال أنبيائه ورسله ذوو السلطة (متى 22: 43، مرقس 12: 36، أعمال الرسل 1: 16؛ و4: 25، 2 تيموثاوس 3: 16-17، 2 بطرس 1: 20-21).
3) الاستنارة والإرشاد الداخلي: الاستنارة هي موهبة معرفة أو فهم إلهية تتعلق بالإدراك بالدرجة الأولى، مثل المعرفة بأن يسوع هو المسيّا، التي نالها بطرس في متى 16 و17.
والإرشاد الداخلي هو موهبة معرفة أو فهم إلهية، وهي عاطفية أو حدسية بالدرجة الأولى. ويتضمن أموراً مثل الضمير، والإحساس بأن الله يريدنا أن نتخذ مساراً معيناً.
إن الاستنارة والإرشاد الداخلي ليسا متميّزين عن بعضهما بوضوح في الكتاب المقدس دائماً. وغالباً ما تتكلم الأسفار بطرق تنطبق على كليهما بالتساوي (1 كورنثوس 2: 9–16، أفسس 1: 17، كولوسي 1: 9، 1 يوحنا 2: 27).
دعا بولس الروح القدس في أفسس 1: 17 روح الحكمة والإعلان. وقد نميل، تماشياً مع فئتي الاستنارة والإرشاد الداخلي، إلى رؤية الحكمة كإرشاد داخلي، والإعلان كاستنارة. وربما هذا ما كان يدور في ذهن بولس. وربما أراد ببساطة الإشارة إلى أعمال الروح القدس كمجموعة، دون التمييز بينها بوضوح.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/