قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 31 من إجمالي 51

اليوم 31: العمل (النعمة)

نتحدث هنا عن منح الروح القدس لثلاثة أنواع للنعمة: النعمة العامة، نعمة العهد، والنعمة الخلاصية.

1) النعمة العامة: 

النعمة العامة هي الصبر الذي يظهره الله والفوائد التي يعطيها لكل البشرية، بغض النظر عن إيمانهم. ولا يعطي الروح القدس النعمة العامة لكل الناس بالتساوي. إنما يعمل هنا وهناك، وفقاً لخططه ورغباته.

على سبيل المثال، نجد النعمة العامة في الطريقة التي يُقيّد بها الروح القدس الخطيّة في العالم. حيث يكون غير المؤمنين الساقطين تحت سلطة الخطيّة، كما علّم بولس في رومية 8: 1–8. فهم معادون لله بالطبيعة، ومحبون للخطيّة. لكن كما علّم بولس في رومية 7-8، يحارب الروح القدس الخطيّة في العالم. وهذا مشابه للطريقة التي يعمل بها الروح في المؤمنين بعد أن يجدّدهم. ورغم أنه لا يهب بركة بهذه العظمة لغير المؤمنين، فهو غالباً ما يقيّدهم، حتى لا يخطئوا بشدة حسب قدرتهم.

غالباً ما نرى جانباً آخر للنعمة العامة في العالم، وهو المعرفة التي يكتسبها غير المؤمنين، والأشياء الجيدة التي يمكنهم فعلها بتلك المعرفة. حيث يمكن أن يتعلم غير المؤمنين العديد من الحقائق القيّمة التي يستخدموها لمنفعة الكنيسة والمؤمنين فيها بالإضافة إلى بقية البشر. وكلما اكتشف أحدهم شيئاً نافعاً، تكون تلك المعرفة عطية نعمة من الروح القدس.

2) نعمة العهد: 

تتألف نعمة العهد من الصبر والفوائد التي يعطيها الله لكل واحد من شعب العهد، حتى إن لم يكونوا مؤمنين حقيقيين. كانت إسرائيل، في العهد القديم، شعب العهد مع الله، لأن الأمة بأكملها كانت تحت عهود الله الخاصة مع إبراهيم، موسى، وداود. أما شعب العهد مع الله، في العهد الجديد، فهو الكنيسة المنظورة التي تتألف من الشعب المرتبط بالكنيسة، حتى إن لم يكونوا مؤمنين حقيقيين. إن نعمة عهد الله هي أكثر وفرة وصبراً من نعمته العامة.

على سبيل المثال، كان الله صبوراً ورحيماً جداً مع إسرائيل القديمة، رغم أنها لم تكن مخلصة له في كثير من الأحيان، وأخطأت كثيراً نحوه. وبسبب عهده مع إسرائيل، لم يقضي الله عليهم كأمة، لكنه حافظ دائماً على البقية المخلصين. وقد تكلم بولس عن هذا بوضوح في رومية 11: 1-5. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب عهد الله، نال حتى غير المؤمنين في إسرائيل القديمة بركاته. ولعل أكبر مثال على ذلك هو الخروج من مصر (خروج 2: 23–25). 

ينطبق الشيء ذاته على الكنيسة اليوم. على سبيل المثال، يتم تقديم الإنجيل والفرصة للتوبة والخلاص لكل من في الكنيسة باستمرار. ويشتركوا بتلك البركات التي منحها الله للكنيسة ككل. في الواقع، يستفيد غير المؤمنين في الكنيسة حتى من المواهب الروحية للكنيسة (عبرانيين 6: 4–6). ولهذا السبب يقول عبرانيين 10: 29 أن غير المؤمنين في الكنيسة يُهينون روح النعمة من خلال عدم أمانتهم.

3) النعمة الخلاصية: 

النعمة الخلاصية هي تطبيق الفوائد الأبدية لحياة المسيح الكاملة، موته، قيامته، صعوده وعودته المجيدة إلى أولئك الذين يقبلوه كرب ومخلّص. حيث ينال كل مؤمن النعمة الخلاصية من الروح القدس. إن البركات التي ننالها كنتيجة لمنح الروح القدس النعمة الخلاصية محفوظة لنا مسبقاً على أساس عمل يسوع. لكننا لا نحصل على فوائدها إلا أن يبدأ الروح القدس بتطبيقها في حياتنا. وأكثر تلك البركات وضوحاً هي أمور مثل التجديد، الذي يعطي به الروح القدس حياة جديدة لأرواحنا، بحيث أننا نولد ثانية (يوحنا 3: 5-8، رومية 8: 2–11، تيطس 3: 5). كما أن التوبة، غفران الخطايا، والتبرير هي أيضاً نِعَمٌ خلاصية يطبقها الروح القدس في حياتنا (زكريا 2: 10، 1 كورنثوس 6: 11، تيطس 3: 5–8). ويتحدث العهد الجديد أيضاً عن الخلاص ككل مطبَّقاً في حياتنا بواسطة الروح القدس (2 تسالونيكي 2: 13، تيطس 3: 5).

عندما يتحدث المسيحيون عن الخلاص الفردي، نميل للتركيز على يسوع المسيح وعمله. وبالطبع هذا شيء جيد. لكن مهمٌ أيضاً أن ندرك الدور الذي يلعبه الروح القدس.

يوم 30يوم 32

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​