أبونا إبراهيمعينة

أبونا إبراهيم

يوم 17 من إجمالي 18

اليوم 17: إسرائيل والكنيسة: نسل إبراهيم

إن أردنا أن نرى كيف تنطبقُ قصصُ حياةِ إبراهيم على العالم المعاصر، علينا أن نأخذَ بعينِ الاعتبار ما يعلّمُهُ العهدُ الجديد عن الروابط بين شعبِ إسرائيل الذي تبعَ موسى والكنيسة المسيحية اليوم. حتى نرى الروابط بين إسرائيل والكنيسة كنسل لإبراهيم، سوف نتطرق بإيجاز إلى أربع قضايا.

1) الاتساع العددي:

يوضح سفر التكوين بأن مصطلح "نسل إبراهيم" أشار في بعض الأحيان إلى شخص واحد خاص، وهو إسحاق، ويعتمد العهد الجديد على هذا ليقيّم الرابط بين إبراهيم والمسيح. لكن علينا أن نوسّع رؤيتنا الآن لنرى ميزةً أخرى لنظرة الكتاب المقدس عن نسل إبراهيم. لم يكن إسحاق الشخص الوحيد في قصص حياة إبراهيم، الذي دُعي نسل إبراهيم أو ذريته. ولم يحصل إسحاق على ميراث إبراهيم لنفسه فقط. لكنه كان القناة التي سيتمتعّ الكثيرون من خلالها بمركزهم كأنسال لإبراهيم. ولهذا تكلم موسى مراراً وتكراراً عن أمة إسرائيل على أنها نسل إبراهيم. وبنفس الطريقة، عندما نطبّق قصص إبراهيم على عالمنا العصري، علينا أن نتذكر أن الكنيسة المسيحية هي نسل إبراهيم، رغم أهمية تذكُر أن المسيح هو النسل الأسمى لإبراهيم في العهد الجديد. وقد كتب بولس عن ذلك في رسالة غلاطية 3: 29.

2) الهوية العرقية: 

كُتبت قصص حياة إبراهيم في المقام الأول من أجل أمة إسرائيل التي تبعت موسى. وعلى الرغم من صحة أن الغالبية العظمى من القرّاء الأصليين هم من العرق اليهودي، أي أنسال إبراهيم الجسديين، لكن من الخطأ أن نفكر أن كل القرّاء الأصليين من اليهود فقط. حيث كانت الأعداد الضخمة من الناس الذين تبعوا موسى مزيجاً من اليهود والأمم الذين تمَّ دمجهم في إسرائيل. ونتيجة لذلك، يوضح الكتاب المقدس، وفي عدد من المناسبات، بأن القرّاء الأصليين في سفر التكوين لم يكونوا يهوداً حصراً (خروج 12: 38).

لاحظ هنا أنه كان بين الإسرائيليين "لفيفٌ". وكانت هذه المجموعة مؤلفة من الأمم الذين انضموا إلى إسرائيل وغادروا مصر معهم. تم ذِكر هذه المجموعة في عدة مناسبات في الكتاب المقدس. وبنفس الطريقة، تكشف أجزاء لاحقة من العهد القديم بأن أمميين معروفين مثل راحاب وراعوث قد غُرِسوا في إسرائيل في أجيال لاحقة، وتتضمن سلاسل النسب في أخبار الأيام الأول 1-9 أسماءً من الأمم بين شعب الله.

وهكذا، نرى أن نسل إبراهيم الذين كتب موسى لهم قصص حياة إبراهيم أصلاً كانوا مختلطين عرقياً. وبنفس الطريقة، تُعتَبَر الكنيسة المسيحية اليوم متنوعة عرقياً. إنها تتألف من (المسيحيين) اليهود الذين يؤمنون بالمسيح رباً لهم، و(المسيحيين) الأممين الذين تمَّ دمجهم في عائلة إبراهيم لأنهم يؤمنون أيضاً بالمسيح رباً. يُعتَبَرُ هذا جانباً هاماً جداً للتطبيق المعاصر لأن كثيراً من المسيحيين أقرّوا بالتعليم الزائف بأن الوعود التي أُعطيت لإبراهيم يجب أن تُطَّبقَ فقط على العرق اليهودي اليوم. وبحسب هذا الرأي، لدى الله برنامج منفصل للمؤمنين الأمميين. وبصرف النظر عن قليلٍ من المبادئ الروحية هنا وهناك، فالمؤمنين الأمميين ليسوا ورثةَ الوعود التي أُعطيت لإبراهيم. ومهما كانت هذه النظرة شائعة، علينا أن نتذكر دائماً أن نسل إبراهيم كان متنوعاً عرقياً في أيامِ موسى وما يزالُ اليوم نسل إبراهيم متنوعاً عرقياً. فما علّمه موسى للشعب الذي تبِعَه ينطبق على استمرارية ذلك الشعب اليوم، أي كنيسة يسوع المسيح.

3) الشخصية الروحية: 

كان هناك تنوع روحي ضمن أمة إسرائيل المرئية. كان هناك مؤمنين حقيقيين وغير مؤمنين. ويوضّح سجل العهد القديم أن العديد من الرجال، النساء، والأطفال في أمة إسرائيل كانوا غير مؤمنين، لكن كان مؤمنين حقيقيين آخرون، آمنوا بوعود الله. وحتى نتأكد، حصل كل فرد في إسرائيل، المؤمنين وغير المؤمنين، على العديد من البركات الخاصة المؤقتة من الله. فقد تم إنقاذهم جميعاً من العبودية في مصر؛ دخلوا في علاقة عهدية مع الله على جبل سيناء؛ وكان لدى الجميع فرص للإيمان؛ وعُرِضَ عليهم الدخول إلى أرض الموعد. لكن كان هناك فروقات هامة أيضاً. فمن ناحية، أظهر غير المؤمنين داخل إسرائيل طبيعة قلوبهم الحقيقية عن طريق الكُفر. وقد صُممِت قصص إبراهيم هنا لتدعوهم إلى التوبة الحقيقية والإيمان الخلاصي. في الواقع، ليس من الصعب أن نرى أن التنوّع الروحي ذاته موجود في كنيسة المسيح. حيث يتألف أولئك الذين يرتبطون بالكنيسة المرئية في العهد الجديد عن طريق المعمودية من نوعين من الناس: غير المؤمنين والمؤمنين. وبالطبع، وكما تمتع كل بني إسرائيل في العهد القديم بامتيازات مؤقتة كثيرة بسبب ارتباطهم بالله وشعبه، هناك بركات موقتة كثيرة لكل المنضمين إلى كنيسة المسيح. فإن لديهم مجتمع محب؛ كلمة الله والأسرار الكنسية؛ والإنجيل مشروحاً ومُقدَّماً لهم. لكن يُظهِر الكثير من الناس داخل الكنيسة المرئية طبيعة قلوبهم الحقيقية عن طريق كُفرهم. ولذا ينبغي تطبيق قصص حياة إبراهيم على غير مؤمنين في الكنيسة بدعوتهم للتوبة الحقيقية والإيمان الخلاصي.

ومن الناحية الأخرى، آمن المؤمنون الحقيقيون داخل إسرائيل بوعود الله، وأظهروا طبيعة قلوبهم الحقيقية عن طريق أمانتهم. وقد صُمِمت قصص إبراهيم هنا لتشجيع هؤلاء المؤمنين الحقيقيين على النمو في إيمانهم. وبسبب كُفرهم، حصل غير المؤمنين داخل إسرائيل على البركات المؤقتة فقط. لكنهم سيحصلون على دينونة الله النهائية والأبدية في الحياة الأبدية. لكن المؤمنين الحقيقيين هم نسل إبراهيم الحقيقي، أنساله الروحيين، الأولاد الذين لم يحصلوا على البركات المؤقتة الكثيرة فحسب، لكنهم سيحصلون أيضاً على البركات الأبدية لميراث إبراهيم في السماوات الجديدة والأرض الجديدة يوماً ما. وقد ناقش بولس وجهة النظر هذه بقوة في رومية 9: 6-8.

ليس من الصعب أن نرى أن التنوّع الروحي ذاته موجود في كنيسة المسيح. حيث يتألف أولئك الذين يرتبطون بالكنيسة المرئية في العهد الجديد عن طريق المعمودية من نوعين من الناس: غير المؤمنين والمؤمنين. وبالطبع، وكما تمتع كل بني إسرائيل في العهد القديم بامتيازات مؤقتة كثيرة بسبب ارتباطهم بالله وشعبه، هناك بركات موقتة كثيرة لكل المنضمين إلى كنيسة المسيح. فإن لديهم مجتمع محب؛ كلمة الله والأسرار الكنسية؛ والإنجيل مشروحاً ومُقدَّماً لهم. لكن يُظهِر الكثير من الناس داخل الكنيسة المرئية طبيعة قلوبهم الحقيقية عن طريق كُفرهم. ولذا ينبغي تطبيق قصص حياة إبراهيم على غير مؤمنين في الكنيسة بدعوتهم للتوبة الحقيقية والإيمان الخلاصي.

لكن يوجد داخل الكنيسة المرئية أيضاً المؤمنون الحقيقيون الذين يؤمنون بوعود الله ويُظهِرون طبيعة قلوبهم الحقيقية عن طريق أمانتهم. وينبغي تطبيق قصص حياة إبراهيم على أولئك المؤمنين الحقيقيين بتشجيعهم على النمو في إيمانهم طوال حياتهم. وبسبب كُفرِهم، سيحصل غير المؤمنين في الكنيسة على بركات موقتة فقط. كما وسيحصلون على دينونة الله الأبدية في الحياة الأبدية. لكن نسل إبراهيم الحقيقي، أي أولاد إبراهيم الحقيقيين، أولئك الذين آمنوا بالمسيح لن يحصلوا على البركات الموقتة الكثيرة فحسب، لكنهم سيحصلوا أيضاً على المكافأة الأبدية يوماً ما، أي ميراث إبراهيم في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.

4) الوضع التاريخي: 

هناك تشابهاً كبيراً بين الأوضاع التاريخية للإسرائيليين الذين كانوا يتبعون موسى والكنيسة المسيحية اليوم. إن الوضع التاريخي للقراء الأصليين هام للتطبيق العصري، لأن الكنيسة المسيحية اليوم في وضع تاريخي موازي. وكما تم إنقاذ بني إسرائيل من العبودية في مصر، مع أنهم كانوا متجهين نحو الحياة المجيدة في أرض الموعد، تم إنقاذ كنيسة المسيح من سيادة الخطية من خلال العمل الذي قام به المسيح عندما كان على الأرض، لكن لا تزال الكنيسة متجهة نحو مجد الخليقة الجديدة الذي سيأتي عندما يعود المسيح ثانية. وتزودنا هذه الأوضاع المتوازية بإطار مرجعي لتطبيق حياة إبراهيم على الكنيسة اليوم. وكما كتب موسى عن إبراهيم ليشجع ويرشد بني إسرائيل في رحلتهم من مكان إلى آخر، تشجعنا قصصه وترشدنا في رحلتنا من عالم الموت إلى عالم الحياة الأبدية الجديد (1 كورنثوس 10: 1-6).

يوم 16يوم 18

عن هذه الخطة

أبونا إبراهيم

ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب  لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته  الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من  وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه  الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.

More

 نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​