أبونا إبراهيمعينة
اليوم 16: إبراهيم ويسوع: المواضيع الرئيسية
حتى نرى أهمية المسيح كنسل إبراهيم بصورة أشمل، سيساعدنا أن نستكشف هذه القضايا بالنسبة للمواضيع الرئيسية الأربعة التي ذكرناها في قصص إبراهيم. ستتذكر أننا رأينا أربعة مواضيع رئيسية في هذه الإصحاحات من سفر التكوين: النعمة الإلهية تجاه إبراهيم، ولاء إبراهيم لله، بركات الله لإبراهيم، وبركات الله من خلال إبراهيم.
1) النعمة الإلهية:
رأينا أن الله أظهر نعمة عظيمة في حياة إبراهيم. بالطبع، كان لابد أن يحصل إبراهيم على نعمة شخصية لأنه كان خاطئاً، لكن فوق هذا، كانت رحمة الله نحو إبراهيم عرضاً ظاهراً للطفه أيضاً. وببناء علاقة مع إبراهيم، عزّز الله فداء العالم بأكمله بالفعل.
وبقدر ما أظهر الله لطفه في حياة إبراهيم، نؤمن كمسيحيين أن نعمة الله تجاه إبراهيم كانت أكثر بقليل من ظلّ الرحمة التي أظهرها الله في المسيح. وبالطبع، كان المسيح بدون خطية ولذلك لم يحصل على النعمة الخلاصية، لكن مع ذلك كان مجيء المسيح كنسل إبراهيم عملاً عظيماً أظهر رحمة الله للعالم كله.
أظهرَ اللهُ رحمةً عظيمةً في المجيءِ الأولِ للمسيح، أي عندَ تأسيسَ الملكوت. حيثُ كانَ كلٌ من حياتهِ، موتهِ، قيامتهِ، صعودهِ، وحلولِ الروح القدس إظهارتً رائعةً لنعمةِ الله. ويعطي اللهُ رحمةً أكثرَ بينما يملكُ المسيحُ الآن في السماءِ، خلالَ استمرارِ ملكوتِهِ. وعندما انتشرَ الخلاصُ في جميعِ أرجاءِ العالمِ، أظهرَ اللهُ اللطفَ المُعلَنَ في المسيح في تغييرِ العالمِ الذي لا يمكنُ إنكارَهُ على مرِّ التاريخ. وعندما يعودُ المسيحُ ثانيةً، سيجلبُ اكتمالُ الملكوت النهائي رحمةً لا حدَ لها. سيعودُ المسيحُ ثانيةً ويَجلب معه سماواتً جديدةً وأرضً جديدةً. وكأتباعِ المسيح، ينبغي أن تتوجهُ قلوبَنا وعقولَنا، في كلِّ مرةٍ نرى فيها الله يُظهرُ اللطفَ في قصصِ إبراهيم، إلى الرحمةِ التي أعلنها اللهُ في هذه المراحل الثلاثة لملكوتِهِ في المسيح.
2) ولاء إبراهيم:
إن الموضوع الآخر الهام في عرض موسى لحياة إبراهيم هو ولاء إبراهيم لله. في البداية، طلب الله من إبراهيم أن ينجز مسؤولية الهجرة إلى أرض الموعد. لكن الله طلب أموراً أخرى كثيرة من إبراهيم خلال حياته. فعندما نقرأ، كمسيحيين، عن المسؤوليات التي واجهها إبراهيم، يجب أن تتوجه قلوبنا وعقولنا نحو المسيح، نسل إبراهيم، ونحو ولائه لأبيه السماوي.
وبالطبع، كان المسيح مُخْلصاً للآب في جميع المراحل الثلاث لملكوته. ففي تأسيس الملكوت، برهن المسيح أنه كان مُخْلصاً لمتطلبات الولاء لله بكل ما في الكلمة من معنى. وعلى الرغم من أن إبراهيم كان مخلصاً لله في نواحٍ هامةٍ جداً، كان المسيح مخلصاً بشكل كامل في كل لحظة من حياته. والأكثر من هذا، لا يزال المسيح، كملك على الجميع أثناء استمرار الملكوت، صادقاً ومُخْلصاً لأبيه السماوي. إنه يملك فوق الجميع ويحقق مقاصد الله بطريقة كاملة ناشراً الإنجيل والفداء شعبه.
وأخيراً، عندما يعود المسيح ثانية عند اكتمال الملكوت، سوف ينهي أعمال البّر التي بدأها في حياته على الأرض. وسيدمر كل أعداء الله ويجعل كل شيء جديداً لمجد أبيه. وهكذا، في كل مرة نرى فيها موضوع ولاء إبراهيم لله، نعلم أنه يمكننا كمسيحيين أن نطبق هذه القضايا بشكل صحيح على عالمنا العصري، فقط عندما نربطها بطريقة صحيحة بالمسيح، نسل إبراهيم.
3) بركات إبراهيم:
قال الله لإبراهيم أن إسرائيل ستصبح أمة عظيمة، وأن الازدهار سيَعمّ الأمة في أرض الموعد، وأنه سيكون لإبراهيم وإسرائيل اسمٌ عظيمٌ وشهرةٌ عالميةٌ.
ينبغي أن تتوجه عقولنا، مرة أخرى، نحو البركات التي أعطاها الله للمسيح، نسل إبراهيم. فعند مجيئه الأول، قام المسيح من الأموات وحصل على كل سلطان في السماء وعلى الأرض؛ ولا يوجد اسم عظيم في السماء وعلى الأرض بعَظَمَةِ اسم يسوع. ولا يزال يسوع يتمتع بالبركات المتزايدة الآن خلال استمرار الملكوت. إنه يكتسب المزيد من المجد لنفسه بينما يحكم العالم وفقاً لإرادة الله. لكن عندما يجيء المسيح ثانية في المجد عند اكتمال الملكوت، سوف يتمتع بهذه البركات إلى أبعد الحدود. إنه سيسمو فوق الجميع، وستنحني كل ركبة له، أي للابن العظيم لإبراهيم. وهكذا عندما نرى البركات التي يحصل عليها إبراهيم من الله، تتوجّه عيوننا إلى المسيح الذي يرث وعود إبراهيم ويتمتع ببركات الله بدرجات أعظم.
4) بركات من خلال إبراهيم:
قال الله أنه من خلال عملية البركة واللعنة، سيتبارك كل الناس على الأرض من خلال إبراهيم. إن هذا الوعد العظيم هو مركز اهتمامٍ كبير في العهد الجديد. اصغ إلى الطريقة التي أشار بها بولس إلى هذا الوعد لإبراهيم في رسالة رومية 4: 13. لاحظ أنه عندما وعد الله إبراهيم بأنه سيبارك جميع الأمم، فإنه وعد أن يتحقق هذا الأمر عندما يملك إبراهيم جميع الأمم وينشر ملكوت الله في كل العالم. كان ينبغي أن يكون إبراهيم ونسله ورثة العالم، وجميع الأمم تحت قيادتهم. وكما طُلب من آدم وحواء في البداية أن يُخضِعا الأرض بأكملها، وعد الله أن يرث إبراهيم ونسله الأرض بأكملها، وذلك بنشر بركات الله إلى جميع قبائل الأمم.
ينطبق هذا الموضوع الأخير لتوزيع بركات إبراهيم في كل أنحاء العالم على المسيح أيضاً لأنه نسل إبراهيم ووريث وعود إبراهيم. فعند تأسيس الملكوت، دعا المسيح الشعب الأمين من أمة إسرائيل. لكن عندما قام من بين الأموات وصعد إلى عرشه في السماء، فقد قام كملك على كل الأرض وطلب من البقية المخلصين أن ينشروا بركات إسرائيل إلى كل الأمم. وخلال استمرار الملكوت، كان انتشار مُلك المسيح على كل الأمم من خلال الإنجيل تحقيقاً للوعد الذي أُعطي لإبراهيم ليبارك كل الأمم.
الكلمة
عن هذه الخطة
ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/