أبونا إبراهيمعينة
اليوم 13: المضامين: الاتصالات اللاحقة مع الآخرين
واجه إبراهيم في تكوين في 18: 1-21: 34 أشخاصاً مختلفين كانوا على صلة مع أناس يعيشون في أيام موسى. حيث تفاعل إبراهيم مع الكنعانيين سكان سدوم وعمورة؛ لوط؛ أبيمالك؛ وإسماعيل. بعبارات عامة، إن تفاعلات إبراهيم مع هؤلاء الناس علّمت الإسرائيليين كيف يتفاعلوا مع الكنعانيين، الموآبيين، بني عمون؛ الفلسطينيين والإسماعيليين في يومهم.
إن القصة الأولى في هذا الجزء من حياة إبراهيم هي وصف سدوم وعمورة في 18: 1-19: 38. وتخبر هذه الرواية المعروفة عن التهديد بالعقاب الإلهي ضد المدن الكنعانية الشريرة. حيث تتحدث عن اهتمام إبراهيم بالأبرار في تلك المدن، ودمار هذه المدن بالإضافة إلى إنقاذ لوط. وقد خاطبت هذه الأحداث الوضع الذي يُواجه قرّاء موسى الأصليين بشكل مباشر. وساعدتهم في فهم ما كان يحدث للشعوب التي تعيش في أيامهم: تهديد الله للكنعانيين، الاهتمام الذي كان عليهم أن يظهروه نحو الأبرار من الكنعانيين (مثل راحاب التي كانوا سيقابلونها في أريحا)، الدمار الذي كان سيحل بالمدن الكنعانية بشكل مؤكد، وعلاقتهم بنسل لوط، الموآبيين وبني عمون.
يظهر الجزء الثاني من اتصالات إبراهيم اللاحقة مع الآخرين في 20: 1-18. حيث تشفّع إبراهيم، في هذه القصة، مرة أخرى من أجل أحد سكان الأرض، تحديداً أبيمالك الفلسطيني. وستتذكر أن أبيمالك هدّد مستقبل إبراهيم بأخذ سارة منه، غير عارف أنها زوجته. ثمَّ، أنزل الله عقاباً على أبيمالك، وقد ثَبُتَ أن أبيمالك بارّ وذلك بتوبته عن أفعاله. ونتيجة لتوبته، تشفع إبراهيم من أجل أبيمالك، وتمتع إبراهيم وأبيمالك سويةً بسلام وصداقة طويلي الأمد.
وقد أخبرت هذه القصة الإسرائيليين في أيام موسى عن المواقف التي ينبغي عليهم اتخاذها تجاه الفلسطينيين في أيامهم. حيث هدّد الفلسطينيون بني إسرائيل في مجموعة مختلفة من الطرق. لكن عندما أدى التهديد بالعقاب الإلهي إلى توبة الفلسطينيين، كان على الإسرائيليين أن يتشفّعوا من أجلهم، وأن يتمتعوا بسلام طويل الأمد معهم.
تركّز الرواية الثالثة من هذا الجزء، والموجودة في 21: 1-21، على العلاقة الصعبة بين إسحاق وإسماعيل. كان إسحاق وإسماعيل أبناء لإبراهيم. لكن عندما اشتد التوتر بينهما، أمر الله إبراهيم أن يفصل إسماعيل عن الأسرة. ومع ذلك بارك الله إسماعيل، لكنه أوضح أن الوريث الشرعي الوحيد لإبراهيم هو إسحاق. عندما أخبر موسى قرّاءه الإسرائيليين الأصليين عن هذه الأحداث، ساعدهم هذا على فهم طبيعة علاقتهم بالإسماعيليين في أيامهم. وعندما اشتد التوتر بين الإسرائيليين والإسماعيليين، كان على الإسرائيليين أن يتذكروا أن الله أمر بالفصل بينهم. ورغم أن الله بارك الإسماعيليين بعدة طرق، إلاَّ أن الإسرائيليين هم الورثة الحقيقيين لإبراهيم.
إن الحلقة الرابعة من اتصالات إبراهيم اللاحقة مع الآخرين هي في قصة ميثاق إبراهيم مع أبيمالك في 21: 22-34. حيث تقدم هذه القصة تقريراً عن كيف أقر أبيمالك بإحسان الله تجاه إبراهيم، وكيف وافق إبراهيم على العيش بسلام مع أبيمالك ونسله. ومن ثمَّ تستمر القصة لتخبر عن الخلاف الذي نشأ حول حقوق المياه لأغنام إبراهيم، وكيف دخل إبراهيم وأبيمالك في ميثاق رسمي في بئر سبع، متعهدين بالاحترام والإجلال المتبادلين.
وذكَّر أبيمالك ورئيس جيشه موسى والإسرائيليين بالتهديد القوي الذي كان يشكله الفلسطينيون عليهم في أيامهم. وعلَّم موسى قراءه هنا أنه إذا أقر الفلسطينيون ببركة الله لإسرائيل، ينبغي أن يقتدي الإسرائيليون بمثال إبراهيم ويعيشوا بسلام معهم. ولا يزال البئر الذي يدعى بئر سبع موجوداً في أيام موسى، مذكراً بني إسرائيل بالميثاق الذي عُقِدَ هناك، وبأن يسعوا للسلام والاحترام المتبادل مع الفلسطينيين.
وهكذا، نرى أن القصص المتعلقة باتصالات إبراهيم اللاحقة تضمنت العديد من الشخصيات التي تطابقت مع الناس الذين تقابل معهم موسى وشعب إسرائيل. وبالنظر إلى أعمال إبراهيم، تمكن بني إسرائيل من تعلم الكثير من الدروس في أيامهم.
الكلمة
عن هذه الخطة
ينظر المسيحيون، والمسلمون، واليهود جميعا إلى أبونا إبراهيم كأب لمعتقداتهم. ولكن تستخلص هذه الديانات استنتاجات مختلفة جدا حول سيرته الذاتية. تبحث هذه الخطة في قصة حياة إبراهيم في سفر التكوين من وجهة نظر مسيحية واضحة من أجل الإجابة على أسئلة مثل: ماذا تعني هذه الأسئلة لأولئك الذين تسلموها أولاً؟ وماذا تعني لنا نحن اليوم؟ نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر لتكوين 12–25. كما شرح كيف خدمت حياة إبراهيم كنموذج لإسرائيل في أيام موسى.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/