الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة

اليوم 2: الوحي والسلطان (التوضيحات)

غالبًا ما يسيء المسيحيون فهم مُصطلحَي "الوحي" و"السلطانِ" فيما يتعلق بالعهد الجديد. لذلك بقدر ما هو مهم أن نقرّ بأن هذَين المفهوَمين صحيحان، يجب أن نتأكد أننا نفهمهما بشكل صحيح.

1) الوحي:

يشير الوحي العضوي إلى استحالة الفصل بين عمل الروح القدس وعمل كُتّاب الأسفار البشريين. وبحسب هذا الرأي كان الروح القدس يُلهم الكتّاب البشريين ليكتبوا وكان يُشرِف على كلماتهم ويوجهها. ونتيجة لذلك، فإن كلمات الكتاب المقدس هي كلمات الله. في الوقت نفسه، استخدم الروح القدس شخصيات الكتّاب البشريين، واختباراتهم، ووجهات نظرهم، ومقاصدهم، بينما كان يوجّه كتاباتهم. لذلك فكلمات الكتاب المقدس هي أيضاً كلمات كتّابه البشريين إلى حدٍ كبير.

هناك ثلاثة مستويات للاهوت العهد الجديد:

الأول: المستوى الأبرز والأكثر وضوحًا هو النص نفسه. فهذه التأكيدات الواضحة يمكن أن تعلّمنا الكثير عن لاهوت العهد الجديد.

الثاني: على مستوى ما وراء النص، يجب أن نكون مستعدين أن نفحص العديد من الافتراضات اللاهوتية الضمنية أو غير المكتوبة لكتّاب العهد الجديد. كما يجب أن ندرس خلفيات الكتّاب ومعتقداتهم اللاهوتية، ونسعى جهدنا لنكتشف كيف أثّرت خلفياتهم ومعتقداتهم على كتاباتهم. 

الثالث: على مستوى ما فوق النص، نحتاج أيضًا أن ندرس مقاصد الكاتب الضمنية. أي ما الذي قصد كُتّاب الكتاب المقدس أن يوصلوه إلى قرائهم؟ في بعض الأحيان، كان كتّاب العهد الجديد محدّدين في أنواع التأثيرات التي أملوا أن يتركوها على قرائهم. لكن في معظم الأوقات توقعوا من قرائهم أن يستنتجوا تلك التضمينات من نصوصهم.

طبيعة الوحي العضوي تجعل من الضروري بالنسبة إلينا أن ندرس المستويات الثلاثة للاهوت العهد الجديد كلها.