الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة

اليوم 7: البشارة (المعنى)

في كلِ مرةٍ نقرأُ قصةً معقّدة يكونُ من السهلِ أن نتوهَ في تفاصيلِها. لكن أحد السُبل لتجنّبِ هذه المشكلة هو في التعرّفِ على الأجزاءِ الأكثرِ أهمية في القصةِ، ثم الرجوعِ إليها مراراً وتكراراً. وبإبقاءِ العناصرِ الأساسيّة في ذهنِنا، يُمكنُنا أن نرى كيفَ تنسجمُ تلك التفاصيلُ معًا. من عدةِ نواحٍ، ينطبقُ الأمرُ نفسَه على فهمِ لاهوتِ العهدِ الجديد. فعندما نبدأُ بالبحثِ في تلك النصوص الكتابيّة نكتشفُ الكثيرَ من التفاصيلِ بحيثُ يصبحُ من السهلِ أن نضلَ الطريقَ بسببِها. من هنا، يجبُ أن نكونَ حذرينَ في تحديدِ الأفكارِ الرئيسيّة في العهدِ الجديد والعودةِ إليها مرةً تلو الأخرى. 

يعلمُ كلُ شخصٍ على درايةٍ بالعهدِ الجديد أنَّ لاهوتَه مُعقّدٌ جداً. لكن إن كانَ هناك تعليمٌ واحدٌ للعهدِ الجديد، والذي يجبُ على الجميعِ أن يَسعوا لفهمهِ وتطبيقهِ على حياتِهِم، فإنه يجبُ أن يكونَ بشارةُ الإنجيل. في الواقع، يتّفقُ كثيرٌ منّا على أنه إن كنّا لا نفهمُ بشارةِ المسيح، فإن قدرتَنا على فهمِ أي جانبٍ آخر من لاهوتِ العهدِ الجديد تبقى محدودةً للغاية.

إن الإنجيلَ مهمٌ جدًا في لاهوتِ العهدِ الجديد بسببِ ارتباطِه بالتعليمِ الأوسع نطاقاً عن ملكوتِ الله. وهذا التعليمُ عن بشارةِ ملكوتِ الله يُشكّلُ كلًّ أبعادِ لاهوتِ العهدِ الجديد. الإنجيل هو أكثر من خلاص فرد أو مجموعة من الناس، الإنجيل هو بشارة انتصار ملكوت الله (لوقا 4: 43).

ولكي نفهم ذلك علينا أن ندرك أن كتّاب العهد الجديد أخذوا هذه العبارة "أبشّر" من الترجمة السبعينية، وهي الترجمة اليونانية للعهد القديم. وتستخدم السبعينية الفعل نفسه "إفنجليزو" (εὐαγγελίζω) حوالي عشرين مرة. وهذه الكلمة هي ترجمة للكلمة العبرية "بَسَر" (בָּשַׂר) وتعني "إيصال أو إعلان الخبر السار". لكن مقاطع مثل 1 صموئيل 31: 9، و2 صموئيل 18: 19 تشير إلى أنه عندما كانت تُستخدم هاتَين الكلمتَين للإشارة إلى الملوك والممالك، فهما تعنيان بشارة الانتصار في المعركة. وهذه الملاحظة هامة لأن "البشارة" في العهد الجديد غالبًا ما تقترن بانتصار ملكوت الله.