الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة
اليوم 8: البشارة (ملكوت الله)
اقترن ملكوت الله تحديدًا بالإنجيل سبع مرات على الأقل في العهد الجديد. ونجد عبارة "بِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ" مع بعض الاختلافات البسيطة في متى 4: 23؛ وفي 9: 35؛ و24: 14؛ وكذلك في لوقا 4: 43؛ وفي 8: 1؛ و16: 16؛ كذلك في أعمال الرسل 8: 12. ويشير هذا التكرار إلى أهمية الربط بين الإنجيل – أو رسالة الانتصار - وملكوت الله.
يشير الكتاب المقدس إلى ملكوت الله بطريقتَين رئيسيتَين. فمن جهة، يتحدّث الكتاب عن ملكوت الله كسيادة الله التي لا تتزعزع أو سلطانه الذي لا يتغيّر على كل الخليقة. كذلك يشير ملكوت الله إلى ملكوته المعلن والطريقة التي أعلن فيها الله مُلكه عبر التاريخ البشري.
1) السيادة التي لا تتزعزع:
يجب أن نُبقي في أذهاننا أن الكتاب المقدس يتحدّث عن سيادة الله على مستويين: سيادته في السماء
وسيادته على الأرض. وتشير مقاطع مثل إشعياء 6: 1؛ و2 أخبار الأيام 18: 18؛ وأيوب 1: 6؛ والمزمور 82: 1؛ ودانيال 7: 9-10، بالإضافة إلى مقاطع من العهد الجديد مثل لوقا 22: 30؛ والرؤيا 4-6 أن السماء هي قصر الله فوق العالم المنظور حيث يقوم الله بكل أنواع النشاطات. فالله وهو على العرش في السماء يقوم باستلام التقارير، ويسمع الصلوات، ويتشاور مع الابن والروح القدس، ويخطط، ويصدر قراراته الملكية. وهو يوجه خلائقه الروحية لتطيع أوامره على الأرض. أحيانًا، يسمح الله لبعض البشر الذين اختارهم بالدخول إلى قصره من خلال الرؤى ويفوضهم ليخدموه. وهو يصرّح من بلاطه السماوي بالذنب والبراءة، ويحكم على المخلوقات الروحية، والبشر، والشعوب بحسب عدله ورحمته. ولا تقتصر نشاطات الله على توجيه ملكوت الله في السماء، بل هو سيد مطلق في المجالات الأدنى لخليقته، أي على الأرض.
2) ملكوت الله المعلن:
يشير ملكوت الله المُعلن إلى طريقة محدّدة يعلن الله من خلالها سيادته المطلقة على الخليقة عبر التاريخ، ويُظهرها ويبرهن عنها. وبينما يدعم الكتاب المقدس كيف يُعلن الله مُلكه في السماء، أولى كتّاب الأسفار المقدسة جلّ اهتمامهم ليشرحوا كيف أعلن الله مُلكه على الأرض.
في البداية، أظهر الله مُلكه للعيان في جنة عدن. ووضع أول رجل وامرأة في تلك الجنة المقدسة وفوّضهما ليبسطوا ملكوته المرئي في كل العالم. وكان على البشر أن يملؤوا الأرض ويُخضعوها بصفتهم صورة الله ملوكًا وكهنة. لكن الشيطان أغوى آدم وحواء ليتمردا مسببًا أول نكسة للملكوت. وردًّا على ذلك لعن الله خليقته وجعل مهمة البشر أكثر صعوبة. كما أنه قسم البشر إلى فئتين متنافستَين: من خدموا الله، ومن واصلوا انضمامهم إلى تمرّد الشيطان ضد الله.
وقد أخذت هذه المنافسة أشكالًا عدة في تاريخ الكتاب المقدس، وأدت إلى الكثير من التحديات أمام ملكوت الله. لكن الكتاب المقدس أشار تَكْراراً إلى أن الله سينتصر في النهاية على كل الذين قاوموه. وسينجح الإنسان صورته في ملء الأرض والتسلّط عليها، وستظهر عجائب ملكوت الله في كل مكان. في ذلك الوقت، سيكون انتصار الله على كل عصيان عظيمًا جدًا بحيث يعترف كل مخلوق بالله ملكًا على الخليقة. وكما وصف الرسول بولس في فيلبي 2: 10-11:
لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (فيلبي 2: 10-11)
هذه الرؤيا المجيدة لغاية التاريخ هي الانتصار الذي أعلنه يسوع وأتباعه وهي بمثابة "بشارة ملكوت الله".
الكلمة
عن هذه الخطة
هل تساءلت يوما لماذا تُولي أسفار العهد الجديد الكثير من الاهتمام لملكوت الله؟ أو كيف يتعلّق هذا الموضوع المركزي بالعهد الجديد في المسيح؟ تبحث هذه الخطة في هاتين السمتين الأساسيتين لأسفار العهد الجديد من خلال دراسة مصدر نشأتهم والقصد منهم بالنسبة لنا اليوم. كما نتعرّف على الرسالة العامة لأسفار العهد الجديد. ونقوم بتلخيص التأكيدات اللاهوتيّة لأسفار العهد الجديد. كما نطرح استراتيجيّة لتطبيق أسفار العهد الجديد على الحياة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org