الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة
اليوم 14: إدارة الملكوت (التطور العضوي)
عندما نتحدّث عن سياسات العهود وهي تتطور عضوياً، فنحن نعني بذلك شيئاً ينمو مثل نمو الشجرة. فالشجرة تتغير بينما تنمو من بذرة إلى النضوج الكامل، لكنها تبقى الكائن الحي ذاته. يمكننا أن ننظر إلى عهود العهد القديم بالطريقة ذاتها. كل عهد من عهود العهد القديم كان له ممثل مختلف للعهد ويركّز على سياسات كانت ملائمة لوقت معيّن في التاريخ. لكن مثل الشجرة، كان هناك وحدة عضوية على الرغم من هذه الاختلافات. سننظر إلى التطور العضوي لعهود الله، أولاً في أسفار العهد القديم. ثم سنتناول التطور العضوي من أسفار العهد القديم إلى العهد الجديد.
1) العهد القديم:
يمكننا أن نرى التطور العضوي لعهود العهد القديم عندما نُبقي في أذهاننا كيف أن سياسات العهود استمرت بتأثيرها عبر كل تاريخ العهد القديم. على سبيل المثال، منذ زمن آدم، قرّر الله أن الجنس البشري، كصورة الله، سينشر ملكوته في كل الأرض. وهذه السياسة تطوّرت مع الوقت، ولم يتم نبذها تماماً. ومن أيام نوح، أسّس الله استقرار الطبيعة كمكان آمن للبشر صورته الساقطين في الخطية ليخدموا مقاصد ملكوته. وهذه السياسة الإداريّة تغيّرت بطرق متنوعة مع العهود اللاحقة، لكن الله لم يبطلها قط. ومن زمن إبراهيم أُعطي بنو إسرائيل امتيازات ومسؤوليات خاصة كشعب الله المختار. وهذا الدور المميّز في التاريخ تطوّر مع إضافة عهود أخرى، لكنه لم يستبعد من إدارة ملكوت الله. ومن زمن موسى، خدمت الشريعة كدليل لبني إسرائيل. وقد تغيّر تطبيق الشريعة مع إضافة عهود أخرى، لكنها لم تلغَ إطلاقاً. ومن زمن داود، قادت سلالة داود الملكية شعب الله في خدمتهم للمملكة. وعلى الرغم من أن هذه القيادة تغيّرت مع العهد الجديد ومُلك يسوع، لكنها لم تُطرح جانباً.
ونمط التطور العضوي الذي نراه في أسفار العهد القديم استمر مع العهد الجديد في المسيح. فقد تطوّر هو أيضاً عضوياً من العهود السابقة.
2) العهد الجديد:
بالطبع، مثل كل عهد في العهد القديم سبقه، وضع العهد الجديد سياسات كانت ملائمة لموقعه في التاريخ. وقد أُعلن عن هذه السياسات الجديدة من خلال المسيح ومن خلال رسله وأنبياءه. لكن مثل كل عهد من العهود التي وردت في العهد القديم، جدّد العهد الجديد السياسات التي وضعها الله في إدارة العهود السابقة، أو أعاد بناءها، أو أصلحها، أو استحدثها.
تقدّم لنا هذه التطورات العضوية بين عهود العهد القديم والعهد الجديد منظوراً أساسياً ثالثاً حول لاهوت أسفار العهد الجديد. فعلاوة على كون لاهوت أسفار العهد الجديد يتمركز حول المسيح ويرّكز على سياسات كانت ملائمة للاستعلان الثلاثي لملكوت المسيح، فقد ارتكز هذا اللاهوت أيضاً على لاهوت أسفار العهد القديم.
في جوهره، لم يكن لاهوت العهد الجديد إيماناً جديداً، بل بدلاً من ذلك، طبّق كُتّاب العهد الجديد تعاليم العهد القديم على ضوء إعلان الله في المسيح. لهذا السبب، العهد الجديد صغير نسبياً. حيث يفترض الشرعية الثابتة للعهد القديم. ولهذا السبب أيضاً احتكم كُتّاب العهد الجديد إلى العهد القديم مئات المرات ليدعموا وجهات نظرهم اللاهوتية. من هنا، عندما نقول إن لاهوت أسفار العهد الجديد يتمركز حول لاهوت العهد الجديد، لا نعني بذلك أنه منفصل عن أسفار العهد القديم. بل على العكس، فإن كل جانب من جوانب لاهوت أسفار العهد الجديد يندمج ويعتمد على لاهوت
الكلمة
عن هذه الخطة
هل تساءلت يوما لماذا تُولي أسفار العهد الجديد الكثير من الاهتمام لملكوت الله؟ أو كيف يتعلّق هذا الموضوع المركزي بالعهد الجديد في المسيح؟ تبحث هذه الخطة في هاتين السمتين الأساسيتين لأسفار العهد الجديد من خلال دراسة مصدر نشأتهم والقصد منهم بالنسبة لنا اليوم. كما نتعرّف على الرسالة العامة لأسفار العهد الجديد. ونقوم بتلخيص التأكيدات اللاهوتيّة لأسفار العهد الجديد. كما نطرح استراتيجيّة لتطبيق أسفار العهد الجديد على الحياة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org