مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الله يدعو أدوم الحصينة وقيدار الغنية(إشعيا21: 11-17)

~النص البيبلي~

11وحيٌ على دومَةَ:صوتٌ صارخٌ مِنْ سعيرَ‌: “يا حارِسُ ماذا بقيَ منَ اللَّيلِ؟ يا حارِسُ ماذا بقيَ منَ اللَّيلِ؟”12فيُجيبُ الحارِسُ: “يجيءُ الصُّبحُ، واللَّيلُ يعودُ‌.إنْ أردتُم فا‏طلُبوا.تعالَوا ا‏رجِعوا وا‏طلُبوا”.13وحيٌ على العربِ:بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ‌!14هاتوا ماءً لِلعَطشانِ يا سُكَّانَ تيماءَ‌!إستَقبِلوا الهارِبَ الجائِعَ بالخبزِ.15هُم هارِبونَ مِنْ أمامِ السُّيوفِ، مِنْ أمامِ السَّيفِ المَسلولِ والقَوسِ المَشدودةِ ووَيلاتِ الحربِ.16وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: “بعدَ سنَةٍ بلا زيادةٍ ولا نُقصانٍ يَفنى كُلُّ مَجدِ قيدارَ‌17ولا يَبقى مِنْ أصحابِ القِسيِّ، مِنْ جَبابِرةِ بَني قيدارَ، غيرُ القليلِ.أنا الرّبُّ إلهُ بَني إِسرائيلَ تكلَّمتُ”.

~شرح النص~

يتضمن النص رسالتين:الأولى إلى“دومة”، وهي واحة في وسط الصحراء، شرقي أدوم وجبل سعير، وتُعتبر من مناطق في أدوم ومجاورة لها – أدوم هي المنطقة التي سكنها عيسو أخو يعقوب.تقع هذه المنطقة اليوم شمال غرب المملكة العربية السعودية وقريبة من حدودها مع الأردن.معروف عنها أنها منطقة محصنة طبيعيًا، وغنية بالموارد الطبيعية.اتكل أهل أدوم على التحصينات الطبيعية.ولما داهمهم الخطر، دعاهم النبي إلى الاحتماء بالرب.الرسالة الثانية إلى“العرب”، قبيلة قيدار، وكانوا تجارًا، خانوا أخوتهم وتعاملوا مع الأشوري من أجل ازدهار تجارتهم.لكنهم يدفعون ثمن الخيانة غاليًا، فمجد قيدار سيزول عندما يهزم الكلدانيون الأشوريين ويحتلون جميع الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم.فالحصانة الطبيعية ووفرة الموارد لم تستطع أن تحمي أدوم، والدهاء التجاري لم يستطع أن يحفظ لقيدار ازدهارها.

~تأمل في النص~

قد يشعر الإنسان الذي يملك إمكانيات طبيعية، مثل أملاك، دخل كبير، نفوذ اجتماعي أو سياسي، عمل ناجح إلخ.، بأن هذه الإمكانيات تؤمّن له الكفاية والوفر والحماية، فيحصل على الفرح والطمأنينة من دون الحاجة إلى مصادر أخرى أو متَّكَل آخر، مثل الله.لكن، فضلاً عن أن هذه الإمكانيات لم تجلب السعادة لأي من الأغنياء والمتمكنين في التاريخ، هي لا تدوم، فالزمن غدّار، وقد تنقلب الأوضاع رأسًا على عقب بين ليلة وضحاها.ولا يدوم إلّا الله، ولا مصدر لسعادة الإنسان إلّا الله.لا نرفض الإمكانيات الطبيعية، بل نعتبرها بركة من الرب، أما الملجأ والمتَّكَل فهو الله وحده.

~الفكرة الرئيسة~

الله وحده هو الحماية الحقيقية ومصدر الراحة والطمأنينة،ولا يحلّ أحد،أو شيء مكانه.فكل شيء غيره زائل وهو الدائم أبدًا.

~صلاة~

إلهي، أشكرك من أجل المواهب، والمهارات، والخيرات المادية، لكن احفظني منها حتى لا تحل مكانك في حياتي.

~قرار اليوم~