مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

صور، قيام بعد سقوط(إشعيا23: 15-18)

~النص البيبلي~

15وفي ذلِكَ اليومِ تُنسى صورُ سبعينَ سنةً، أي عدَدَ أيّامِ ملِكٍ واحدٍ.وبعدَ السَّبعينَ سنَةً تكونُ صورُ مِثلَ الزَّانيةِ في هذِهِ الأُغنيةِ:16خُذي الرَّبابَ وطُوفي في المدينةِ، أيَّتُها الزَّانيةُ المَنسيَّةُ!أحسني العَزفَ وأكثري الغِناءَ حتّى يَذكُرَكِ الرِّجالُ.17وبَعدَ السَّبعينَ سنَةً يتَفقَّدُ الرّبُّ صورَ، فتَعودُ إلى سابِقِ عَهدِها فتُتاجِرُ‌معَ جميعِ مَمالِكِ العالَمِ على وجهِ الأرضِ.18ولكنَّ أرباحَها ومكاسِبَها تُكرَّسُ للرّبِّ.لا تُخزَنُ ولا تُدَّخَرُ، بل تُنفَقُ على الّذينَ يعبُدونَ الرّبَّ، ليأكُلوا ويَشبَعوا ويَلبَسوا أفخَرَ اللِّباسِ.

~شرح النص~

سقطت صور سنة572ق.م.أمام نبوخذنصر الكلداني بعد حصار دام13سنة.يقول النبي أنها تبقى في حالة الخراب مدة سبعين سنة(عدد رمزي، عشرة أضعاف العدد7، كمال الخراب).تكون صور مثل الزانية، مقصدًا لكل رجل عابر طريق.بعد ذلك، يفتقدها الرب – طبعًا بعد أن تعلّمَت الدرس ورجعت إلى الله– وتعود إلى سابق عهدها من حيث الازدهار المادي ولكن ليس في الحالة الروحية نفسها.لا تخزن ولا تدخر نتيجة الطمع والظلم والغش، بل تكون أرباحها ومكاسبها مكرّسة للرب، فتُنفَق على شعب الرب.وهذا كان يريده الرب منها منذ البداية.يُعلّمنا التاريخ بأن صور عادت إلى سابق عهدها من النجاح والازدهار خلال العصر الفارسي(539–330ق.م.).

~تأمل في النص~

صور المتكبرة المتعجرفة سقطت، وخربت، وجلبت لنفسها الذلّ والعار.صور المتواضعة، جلبت لنفسها الرفعة والبركة.يجلب السقوطُ على الإنسان أمرًا من اثنين، مزيدًا من السقوط، أو توبة وتصحيح المسار، فنهوض من جديد في توجّه جديد.قرارٌ يزيد السقوط سرعة، وقرارٌ يوقف السقوط ويبدأ الساقط بالصعود.اختارت صور التوجّه الثاني.ففي سقوطها رجعت إلى نفسها، صحّحت مسيرها ورجعت إلى الرب، فجعلها الرب بركة لشعبه.كان هذا اختبار الابن الضال عندما وصل، في سقوطه، إلى مرتبة أدنى من الخنازير(لوقا15).لكنه عاد إلى نفسه، صحّح المسار، ورجع إلى أبيه.عندما يصبح السقوط وسيلة للتوبة، فليس هو خسارة، بل خطوة إلى الأمام، ومحطة في طريق النهوض.وقد يكون السقوط هو المحفّز للنهوض والذهاب بقوة إلى أبعاد ما كُنّا نصل إليها لولا السقوط.وهكذا، مع الله، يمكننا أن نحوّل الانكسار إلى انتصار.

~الفكرة الرئيسة~

مع الله،السقوط ليس نهاية المطاف.بعقل راجح وروحانية عميقة،وقرار سليم،يمكننا تحويل الانكسار إلى انتصار.

~صلاة~

إلهي!عندما أصاب بخيبة أمل، ساعدني ألّا أفقد الأمل.أنت موجود وحاضر لمساعدتي إذا وجّهتُ طريقي نحوك.

~قرار اليوم~