مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الاطمئنان الكاذب(إشعيا21: 1-9)

~النص البيبلي~

21وحيٌ على بابلَ‌:كالزَّوابِــعِ تَجتاحُ الصَّحراءَ يجيءُ الخَرابُ مِنْ أرضٍ مُخيفةٍ!2رأيتُ رُؤْيا قاسيةً:النَّاهِبُ يَنهَبُ والمُدمِّرُ يُدمِّرُ.إصعَدي لِلهُجومِ يا عيلامُ.حاصِري المُدُنَ يا مادَايُ.ضَعي حدًّا لكُلِّ نُواحٍ.‌3إمتَلأَت خاصِرَتايَ وجَعًا وأخَذَني مِثلُ مَخاضِ الّتي تَلِدُ، وما عُدتُ أسمَعُ مِنْ شِدَّةِ الأسى، ولا أرى مِنْ شِدَّةِ الفزَعِ.4وتَحيَّرَ قلبي وهزَّني الخوفُ.وا‏نتَظَرتُ مَجيءَ المساءِ ليُخفِّفَ عنِّي، فحمَلَ إليَّ الرُّعبَ.5ها هم يُهَيِّئونَ المائِدةَ‌ويفرُشونَ السَّجاجيدَ.وبَينَما هُم يأكُلونَ ويَشرَبونَ صيحَ بهِم: “قوموا أيُّها القادةُ وا‏مسَحوا تُروسَكُم‌للقتالِ!”6وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: “إذهَبْ أقِمْ حارسًا ليُخبِرَ بما يَرى.7إذا رأى رَكْبًا مِنَ الفُرسانِ قادِمينَ أزواجًا أزواجًا، ورِكابَ حميرٍ ورِكابَ جِمالٍ، فليُراقِبْهُم مُراقبةً شديدةً”.8ثُمَّ صرَخَ الحارِسُ‌: “أيُّها السَّيِّدُ، أنا قائِمٌ على بُرجِ المُراقبةِ دائمًا في النَّهارِ وواقِفٌ في مركزِ الحِراسةِ طُولَ اللَّيالي،9فرَأيتُ رَكْبًا مِنَ الفُرسانِ قادِمينَ أزواجًا أزواجًا”.ثمَّ عادَ الحارِسُ وصاحَ: “سقَطَت، سقَطَت بابلُ وتَحطَّمَت‌إلى الأرضِ جميعُ أصنامِ آلِهَتِها”.

~شرح النص~

يتكلّم النص عمّا حصل لبابل سنة539ق.م.فبينما كان البابليون مطمئنين،“يهيئون الموائد ويفرشون السجاجيد”، كما يقول النص، هجم عليهم حلف من الشرق مكوّن من الفرس والماديين والعيلاميين ودكوا حصونهم.سقطت المدينة وسقطت الأمبراطورية البابلية العظيمة(أنظر دانيال5: 28–31).الحارس الذي تعيّن على المدينة لم يستطع أن يمنع عنصر المفاجأة في الهجوم.كان حكّام بابل مطمئنين لتحصيناتهم القوية، ولقوة جيشهم الذي استطاع أن يفتح بلدانًا كثيرة.لكن تبيّن بأن اطمئنانهم كان مؤسسًا على نظرة غير واقعية، وعلى أوهام.

~تأمل في النص~

الاطمئنان الزائد، وعدم السهر، والحرص يُعتبر استهتارًا، والاستهتار يؤدي إلى الكوارث.ينطبق هذا على الحياة عامة، بما في ذلك الجانب الروحي.يقول الرسول بولس عن أناس من هذا النوع: “فحينَ يقولُ النَّاسُ:سلامٌ وأمانٌ، يُفاجِئُهمُ الهَلاكُ بغتَةً كما يُفاجئُ الحُبلى ألمُ الولادَةِ، فلا يقدِرونَ على النَّجاةِ” (1تسالونيكي5: 3).والحل يعطيه الرسول بولس أيضًا: “أمَّا أنتُم، أيُّها الإخوةُ، فلا تعيشونَ في الظَّلامِ حتّى يُفاجِئَكُم ذلِكَ اليومُ مُفاجأةَ اللِّصِّ، لأنَّكُم جميعًا أبناءُ النُّورِ وأبناءُ النَّهارِ.فما نحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظَّلامِ.فلا ننَمْ كسائِرِ النَّاسِ، بلْ علَينا أنْ نسهَرَ ونصحوَ” (1تسالونيكي5: 4–6).السهر الذي يعنيه بولس هو الاهتمام بحياتنا الروحية لناحية التأمل بالكلمة والصلاة، فنكون في النور ولا نُفاجأ في الظلام.

~الفكرة الرئيسة~

“فلا ننَمْ كسائِرِ النَّاسِ،بلْ علَينا أنْ نسهَرَ ونصحوَ”.

~صلاة~

إلهي!أنر بصيرتي الروحية لأبقى مستعدًا لزياراتك لحياتي.

~قرار اليوم~