(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
حسب أعمال الرسل ( 1: 3) بقي يسوع يظهر لتلاميذه بعد القيامة مدّة أربعين يومًا. الصعود هو نهاية وقت الظهورات؛ إنّه الظهور الأخير لجسد يسوع الروحاني: فبعد أن حادثهم بأمور كثيرة رُفع إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب. حسب إنجيل مرقس، يقوم يسوع بعظة إرسالية لتلاميذه ترتكز على ثلاثة أسس: إرسالٌ من قبل القائم (مر 16 : 15)، مفاعيل الرسالة (مر 16 : 16)، والوعد بآيات عجائبية تساعد المرسَلين (مر 16 : 17 – 18). شمولية الرسالة تظهر من خلال عبارة "العالم كلّه"، ومن أهم مفاعيل التبشير هو اعتناق الإيمان ومن ثمّ الاعتماد. إنّ كتاب أعمال الرسل يشهد على هذه الآيات العجائبية التي تحدث عنها يسوع، وتاريخ الألفَي سنة للمسيحية حافلٌ بمعجزات الله على يد أصفيائه، فليس الإنجيلُ خيالًا بل واقعًا: كلُ القديسين يكملون عمل يسوع الخلاصي بين البشر حتى منتهى الدهر. إنّ ضمانةَ فعالية تبشير الرسل في العالم هي مرافقةُ الرب القائم لهم من عليائه، إذ هو الجالس على يمين الله. عبارة "جلس عن يمين الله" تعني أنّه أُقيم ملك الملوك وربّ الأرباب ودّيانًا اسكاتولوجيًا للعالم حائزًا على مجد الألوهة وشرفها. فالبشارة الرسولية قد تفصل بين الناس نسبةً للموقف الذي سيتّخذونه: منهم مَن يؤمن ويخلص، ومنهم مَن لا يؤمن وُيدان. فالمصير الأخير للإنسان يتوقّف على جوابه الإيجابي أو السلبي من دعوة الإنجيل. لقد قال يومًا يسوع: "متى ارتفعتُ من هذه الأرض، جذبتُ إليّ الناس أجمعين" (يو 12 : 32). فالارتفاع على الصليب ينبئ بالصعود، والصعود ينبئ بمجيئ يسوع الثاني. بدخول بشرّيتنا إلى السماء، استبق يسوع دخولنا نحن نفسًا وجسدًا في يوم القيامة.
تأمل في النص
يجعلنا الصعود نتأمل بفضيلة الرجاء. إنّ يسوع الكاهن الوحيد للعهد الجديد لم يدخل مقدسًا صنعته الأيدي، بل دخل السماء، ومنها يمارس كهنوته بغير انقطاع إذ يشفع على الدوام في مَن يتقرّبون به إلى الله (عب 9: 24 ). أمّا رجاؤنا فيقوم على أنّنا "كما حمَلْنا صورة الأرضيّ كذلك سنحمل صورةَ السماوي... ولا بدّ لهذا الكائن الفاسد أن يلبس المنعة من الفساد " ( 1 كور 15 : 49 و 53 ). يسوع هو الطريق إلى الآب. بصعوده ذهب ليهيّئ لنا مكانًا (يو 14 : 2). مدينتنا الخالدة هي السماء، ولسنا على الأرض سوى عابري سبيل. لنضع رجاءنا في شفيعنا الأوحد لدى الآب، فيقيمنا معه.
الفكرة الرئيسة
بصعوده أصبح المسيح ملكًا جبّارًا وإلهًا قديرًا، يشفع بنا لدى الآب ويؤيّد تبشيرنا لخلاص العالم.
صلاة
ساعدني يا رب لأزيل من قلبي الملوك الصغيرة التي أكرّس لها وقتًا طويلًا في حياتي، بصعودك فتحتَ باب السماء وأعطيتَ الرجاء. إجعلني أتّخذك ملكًا وحيدًا لحياتي، فأنعم بخلاصك، آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More