(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يبدو الكتاب المقدّس برمّته دعوة إلى الفرح الحقّ الذي لا يقدر العالم أن ينزعه من القلوب المؤمنة. هذه التطويبة مستقاة من إشعيا 2:61 – 3 وتجد ما يقابلها في لوقا 6: 21 وتُظهر أنّ كلّ شيء ينتهي مع الله بالسعادة والفرح. إنّ تاريخ شعب الله منذ القديم هو تاريخ "وادي البكاء" و "وادي الدموع" (مز 84 : 7)، حتّى أنّ يسوع المتألّم المعلّق على الصليب يصرخ باسم كلّ البشر "إلهي إلهي لماذا تركتني ". لكن كلّ هذه الأحزان هي أحزان الأرض، وأسبابها أرضيّة بشريّة وطبيعيّة. أما الحزن الذي يقصده يسوع فهو "الصليب" طريق المجد، إنه ألم استئصال الإنسان القديم الكامن فينا للوصول إلى أفراح القيامة مع الرب والفرح بتعزية الروح القدس.

هنيئًا للمحزونين التائبين عن خطيئتهم؛ هنيئًا للمحزونين على الشرّ الذي ينتشر في العالم؛ هنيئًا للمحزونين بسبب الاضطهاد الذي يعانون منه وهم واثقون بأن الكلمة الأخيرة هي لله المخلّص؛ هنيئًا للمحزونين بسبب خطايا شعب الله المؤمن وقد انحرفوا عن طريق دعوتهم إلى القداسة؛ هنيئًا للمحزونين من أجل هموم الكنيسة ورسالتها الصعبة في إرشاد الناس وخدمتهم، وفي رأب صدع الانقسامات فيها، وفي تعزية المتأّلمين من أعضائها... هنيئًا لهم... لأنّهم يعزَّون، والله وحده هو المعزّي بروحه القدّوس.

تأمل في النص

بقوله: "هنيئًا للمحزونين، لأنّهم يعزّون"، يربط يسوع بين الحزن والتعزية، لأنّ وحده استطاع أن يربط بين الصليب والقبر الفارغ، بين الموت والقيامة. فأن نكون مسيحيّين هو أن نميت فينا الإنسان القديم لنحيا من جديد مع يسوع المنتصر على كلّ شرّ. هذه الطوبى تختزل عمل يسوع الخلاصي وكلّ تاريخ الخلاص.

إنّ حزن المؤمنين يتحوّل توبة للخلاص، والألم والحزن والتوبة تسمح للروح القدس بالعمل في القلوب ليتحوّل الإنسان إلى صورة المسيح تمجيدًا لله.

الفكرة الرئيسة

نرفع إلى الله شكوانا وآلامنا والصعوبات واثقين بأن آلام هذا العالم لا توازي المجد المعدّ لنا في السماوات. فهنيئًا لمن يعرف كيف يتوب عن السعي إلى المجد الباطل رغبة بالفرح الذي لا يزول.

صلاة

أعطني يا رب نعمة الحزن الروحي على خطاياي وخطايا العالم، ونعمة التوبة إليك لتكون لي تعزية روحك فأحمل فرحك إلى العالم. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم