(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

قصَّة عودة الروح النجس مستوحاة من طرد الشياطين الذي كان يسوع يقوم به مع الممسوسين.

لا يُركِّز المثل على كيفيَّة خروج الروح النجس، لكنَّه ينطلق من هذه المسألة ليُوسِّع ما يُمكن أنْ يجري بعد خروجه.

يأتي هذا المثل بمثابة تحذير أكثر منه رواية بسيطة لتنقُّلات الروح النجس. إنَّه تنبيه للإنسان لئلَّا يصلَ إلى حالة هذا الممسوس المحرَّر، والذي انتهى بأن يكون مقرًّا لمجموعة أرواح نجسة.

لا يقع اللوم في هذه القصَّة على الروح النجس ولا على المسيرة التي قام بها. فالروح النجس يعمل بمنطق نجاسة يتناسب مع حالته. يكمن الخطأ الأساسيّ في الإنسان الذي أبقى المكان فارغًا بعد خروج الروح النجس. حصل هذا الإنسان على خروج الروح النجس، فكان عليه أنْ يملأ المكان الذي كان يسكنه، ولا يتركه خاليًا نظيفًا مرَّتبًا، حتَّى لا تصير نهايته أسوأ من بدايته. من هنا نفهم أنَّ النصَّ يركِّز، ليس فقط على كيفيَّة الحصول على الطهارة، بل على أهمِّيَّة المحافظة عليها.

تأمل في النص

توقِف هذه الصورة عن خروج الروح النجس وعودته كلَّ إنسان، وبخاصَّة كلَّ مؤمن، أمام أسئلة مصيريَّة. مبادرة تطهيرنا من خطايانا أتت من الربِّ يسوع مجَّانًا. قادنا إلى حالة الإنسان الذي خرج منه الروح النجس. فالسؤال الأساسيّ المطروح يُصبح: ماذا أعمل أنا شخصيًّا لكي لا أترك حياتي فارغة، فلا أعرِّضها لهبَّات ريح التقلُّبات والاهتزازات؟

سهل جدًّا عيش الحالة السلبيَّة أو المحايدة. سهل عليَّ ألَّا أقوم بأيِّ عمل. لكنَّ الأصعب يكمن في القيام بأعمال إيجابيَّة. يقول المثل الشعبي المستوحى من هذه القصَّة: رأس الكسلان مسكن للشيطان. لماذا؟ لأنَّ الشيطان يبحث عن المكان الفارغ ليملأه.

في معظم الأحيان، نعتبر أنَّ ضميرنا مرتاح من جهة العلاقات مع الآخرين، فنقول: لسنا في شجار مع أحد، نحن لا نؤذي أحدًا... ولكن، هل هذه هي الحياة المسيحيَّة، أن تكون محايدًا عن العمل الإيجابيّ؟ جوهر تعليم يسوع يقودنا إلى هذه الحقيقة: لا يكفي ألَّا تعمل السلبيَّات، ولا أن تعيش مستقيلًا عن صعوبات الآخرين، بل عليك أنْ تسأل ما هي الإيجابيَّات التي بإمكانك أنْ تقوم بها؟

الفكرة الرئيسة

المحافظة على النعمة وعلى عطيَّة الربّ الأساسيَّة من خلال ملء كلِّ الفراغات الداخليَّة حتَّى يسقط كلُّ احتمال دخول أمور غريبة عن مشروع الربّ في حياتي.

صلاة

أعطني يا ربُّ أن أطرد كلَّ خوف من الشرور والخطايا، لأنَّك أنت سلَّطتني عليها. نعمتك تكفيني لأعيش متطلِّبات حياتي المسيحيَّة... وكلُّ الأمور الأخرى تسقط تلقائيًّا.

خذ قرارًا لهذا اليوم