سفر يشوعEjemplo

اليوم 07: ميراث الأسباط: يشوع 13-14

كما كانَ في زمنِ يشوعَ، واجهَ المستمعونَ الأصليونَ تحدياتِ هزيمةِ أعدائِهم، وتأمينَ ميراثِ الأسباطِ، وتجديدَ ولائِهم العهديِّ من نحوِ اللهِ. وبالتالي، دوَّنَ الكاتبُ هذا السفرَ كي يرشدَ مستمعيه الأصليينَ في كلِّ جانبٍ من هذه الجوانبِ.

على نطاقٍ واسعٍ، يتكوَّنُ هذا القسمُ من سفرِ يشوعَ من ثلاثِ خطواتٍ رئيسيةٍ. فهو يبدأُ من الحدودِ الأوَّليةِ لميراثِ إسرائيلَ، في 13: 1-14. ثم ينتقلُ إلى الأنصبةِ الخاصةِ من الميراثِ التي أُعطِيَت لكلِّ سبطٍ من أسباطِ إسرائيلَ في 13: 15 -21: 45. ثم يختمُ بقصةٍ تركّزُ على الوحدةِ القوميةِ لإسرائيلَ في زمنِ يشوعَ 22: 1-34.

فيما نتناولُ هذا الجزءَ من سفرِ يشوعَ، نحتاجُ أن نضعَ في اعتبارِنا قدرًا من الخلفيةِ التاريخيةِ لحدودِ ميراثِ إسرائيلَ. في سفرِ التكوينِ 15: 18-21، وعدَ اللهُ نسلَ إبراهيمَ بأرضٍ تمتدُّ إلى الغربِ من "نَهْرِ وادي مِصْرَ." كانَ هذا الوادي، أو "النهرُ" أو "الجدولُ"، كما يمكنُ ترجمته، إما فرعًا شرقيًا من نهر النيل لم يعد موجودًا اليوم، أو هو "وادي العريشِ" الذي لا يزالُ موجودًا اليوم شرق نهرِ النيلِ. وصوبُ الشمالِ الشرقي، تصلُ أرضُ إبراهيمَ حتى إلى "ٱلنَّهْرِ ٱلْكَبِير"ِ، نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. ومن هناك، سينشرُ شعبُ إسرائيلَ بركاتِ اللهِ إلى أقصى الأرضِ. لكن في الواقعِ، لم تبلُغ أراضي إسرائيلَ هذه الحدودَ حتى زمنِ مملكةِ داودَ. ففي زمنِ يشوعَ، لم يُعطِ اللهُ شعبَ إسرائيلَ سوى جزءًا، أي عربونًا، من هذه الأراضي، على كلا جانبيِّ نهرِ الأردن. لكن كما يبينُ سفرُ يشوعَ، كان الاستيطانُ الآمنُ في هذه الأراضي خطوةً أولى محوريةً بالنسبةِ لإسرائيلَ.

لا بدَّ أن نتذكَّرَ أنَّه في زمنِ القضاةِ، والحُكمِ المَلَكيِّ، والسبي البابليِّ، صارعَ شعبُ إسرائيلَ كي يتحكَّموا في الأراضي التي أعطاهم اللهُ إياها، والحفاظُ على سيطرتِهم عليها. فإنَّ نزاعاتٍ بين أسباطِ إسرائيلَ، وإزعاجاتٍ من شعوبٍ أخرى داخلَ هذه الأراضي، وهجماتٍ من قبائلِ الصحراء، وأخيرًا الغزواتِ الكارثيةَ من إمبراطورياتٍ عظمى مثل مصرَ، وأشورَ، وبابلَ، قد أدَّت إلى إرخاءِ قبضةِ إسرائيلَ بشكلٍ متكررٍ عن الأرضِ التي كانَ اللهُ قد وعدَ بها إبراهيمَ.

ومن خلالِ تذكيرِ الكاتبِ لمستمعيه الأصليينَ بمدى هذه الأراضي، أشارَ إلى أهميةِ أن يؤمِّنوا تحكَّمَهم في هذه الأراضي. فحينئذٍ فقط كان بإمكانِ شعبِ إسرائيلَ أن يتقدَّموا نحو امتلاكِ المزيدِ من الأراضي، ونشرِ بركاتِ اللهِ إلى جميعِ أممِ العالمِ. وكي يقنعَ الكاتبُ مستمعيه بضرورةِ عدمِ نسيانِ الحدودِ الأوَّليةِ لميراثِ إسرائيلَ، نسجَ الموضوعاتِ الخمسةَ التي كانَ قد سلَّطَ الضوءَ عليها سابقًا في السفرِ داخلَ هذه الأصحاحاتِ أيضًا.