سفر يشوعEjemplo

اليوم 12: ميراث الأسباط: يشوع 22
ليس من الصعبِ أن نرى لماذا ختمَ الكاتبُ هذا القسمَ من سفرِه بقصةِ الأصحاحِ 22. تشرحُ هذه القصةُ كيف تمكَّنتِ الأسباطُ من الحفاظِ على وحدتِهم، حتَّى أمامَ احتمالاتٍ ضخمةٍ لحدوثِ نزاعٍ. فقد استعدتْ أسباطُ غربِ الأردنِّ عن حقٍ لمعاقبةِ أسباطِ عبرِ الأردنِّ لأجلِ ما ظنوا أنَه تمردٌ صارخٌ على اللهِ. لكنَّهم تحققوا من الوضعِ في حكمةٍ، وابتهجوا في سرورٍ بوحدتِهم القوميةِ في عبادةِ اللهِ. رسمت هذه الأحداثُ أمامَ المستمعينَ الأصليينَ مسارًا لكي يتبعوه كلَّما نشبَت صراعاتٌ مماثلةٌ بين أسباطِ إسرائيلَ.
تذكرُ نقطةُ التحولِ الطويلةِ لهذه القصةِ، في الأعدادِ 15-31، المواجهةَ التي وقعت بين هذا الوفدِ وأسباطِ عبرِ الأردن. حذَّرَ الوفدُ من كونِ هذا المذبحِ المُشيّدِ حديثًا انتهاكًا لوصيةِ اللهِ بتقديمِ الذبائحِ فقط في خيمةِ الاجتماعِ. لكن أوضحَ القادةُ من عبرِ الأردنِ في حماسٍ أنَهم لم يبنوا مذبحهم هذا لتقديمِ الذبائحِ. بل أنَه كانَ رمزًا لوحدتهم مع الأسباطِ الأخرى، لأنَهم خشوا أن ترفضَهم الأسباطُ الأخرى من الأمةِ. وكردِّ فعلٍ على هذا، ابتهجَ الوفدُ لأنَّ أسباطَ عبرِ الأردنِ لم يخونوا الرب.
كما نقرأُ في الأعدادِ 25 و27، لم ترغبْ أسباطُ عبرِ الأردنِّ أن تقولَ الأسباطُ الأخرى: "لَيْسَ لَكُمْ قِسْمٌ فِي ٱلرَّبِّ." كلمةُ "قِسْمٍ" مترجَمةٌ عن الكلمةِ العبريةِ "حيليك" (חֵלֶק). وكما توضحُ نصوصٌ مثلُ سفرِ يشوعَ 18: 7 و19: 9، ربطَ الكاتبُ بشكلٍ وثيقٍ كلمةَ "حيليك" (חֵלֶק) بكلمةِ "ميراثٍ"، أو نِحالا (נַחֲלָה). وكما رأينا عدَّةَ مراتٍ في هذه السلسلةِ، كانت كلمةُ «ميراث» متصلةً بوجهٍ عامٍ بعهودِ اللهِ مع إبراهيمَ وموسى. وبالتالي، أرادت أسباطُ عبرِ الأردنِّ أن يضمنوا أن تُعاملَهم أسباطُ غربِ الأردنِّ باعتبارِهم ورثةً كاملينَ لوعودِ العهدِ التي قُطِعَت لآبائِهم. لفتَ كاتبُ سفرِ يشوعَ الانتباهَ إلى هذه المسائلِ كي يؤكِّدَ على دعوتِه لمستمعيه الأصليينَ إلى الوحدةِ القوميةِ. فقد أصرَّ على أنَه يجبُ ألا يغيبَ البتةَ عن أعينِ مستمعيه الأصليينَ حقيقةُ أنَّ جميعَ أسباطِ إسرائيلَ –شمالاً، وجنوبًا، وشرقًا، وغربًا– كان لهم قسمٌ ونصيبٌ في أرضِ الموعدِ، متأصلاً في عهدِ اللهِ مع إسرائيلَ.
تركِّزُ أيضًا قصةُ الكاتبِ عن الوحدةِ القوميةِ لإسرائيلَ على مقياسِ ناموسِ موسى. ففي المرحلةِ الافتتاحيةِ للقصةِ، حذَّرَ يشوعُ أسباطَ عبرِ الأردن، في 22: 5، قائلاً: "ٱحْرِصُوا جِدًّا أَنْ تَعْمَلُوا ٱلْوَصِيَّةَ وَٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أَمَرَكُمْ بِهَا مُوسَى." وفي المواجهةِ بين الأسباطِ، حذَّرَ الوفدَ الذي جاءَ من غربِ الأردنِّ في العددِ 19 بالقولِ: "عَلَى ٱلرَّبِّ لَا تَتَمَرَّدُوا، وَعَلَيْنَا لَا تَتَمَرَّدُوا بِبِنَائِكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ مَذْبَحًا." ففعلُ هذا هو بمثابةِ انتهاكٍ لناموسِ موسى. وفي العددِ 29، أكدت أسباطُ عبرِ الأردنِّ على مقياسِ ناموسِ موسى حين هتفوا: "حَاشَا لَنَا مِنْهُ أَنْ نَتَمَرَّدَ عَلَى ٱلرَّبِّ."
أظهرَ تركيزُ الكاتبِ على ناموسِ موسى شرطًا محوريًّا للسعي إلى الوحدةِ القوميةِ. فبقدرِ أهميةِ أن يسعى مستمعوه إلى وحدةِ الأمةِ، لكن كان عليهم فعلُ هذا فقط بحسبِ أحكامِ ناموسِ موسى.
تلفتُ قصةُ الوحدةِ القوميةِ الانتباهَ أيضًا إلى قوةِ اللهِ فوقَ الطبيعيةِ. يَظهَرُ هذا الموضوعُ بشكلٍ خاصٍ في المواجهةِ التي وقعت بين وفدِ غربِ الأردنِّ وأسباطِ عبرِ الأردن. ففي العددِ 17، حذَّرَ الوفدُ من قدرةِ اللهِ على أن يلعنَ أسباطَ عبرِ الأردنِّ من خلالِ تذكيرِهم بأنَّه "كَانَ ٱلْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ ٱلرَّبِّ"، حين أخطأَ شعبُ إسرائيلَ في فغور. وفي المقابلِ، بمجرَّدِ سماعِ فينحاسَ لشرحِ أسباطِ عبرِ الأردن، أقرَّ ببركةِ اللهِ فوقَ الطبيعيةِ في العددِ 31، حين قالَ: "ٱلْيَوْمَ عَلِمْنَا أَنَّ ٱلرَّبَّ بَيْنَنَا."
يظهرُ حدثُ الهبوطِ في القصةِ في الأعدادِ 32 و33 مع توقفِ التهديدِ بالحربِ. أدلى الوفدُ بتقريرِه بشأنِ ما عرِفوه، وباركت أسباطُ غربِ الأردنِّ اللهَ، وتوقَّفوا في الحالِ عن الحديثِ عن الحربِ.
ثم ظهرَ الحلُّ النهائيُّ للحدَّةِ الدراميةِ للقصةِ في العددِ 34 من خلالِ تسميةِ المذبحِ. فقد أظهرَ أسباطُ عبرِ الأردنِّ نواياهم بتسميةِ مذبحِهم الذي عندَ الأردنِّ "شهادةً". وفَّسروا الاسمَ قائلينَ: "لِأَنَّهُ شَاهِدٌ بَيْنَنَا أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱللهُ". وبهذا، أكدت أسباطُ عبرِ الأردنِّ على دوافعِهم النبيلةِ، ورغبتِهم في أن يقدِّموا الذبائحَ فقط في خيمةِ الاجتماعِ، والتزامِهم بالوحدةِ القوميةِ لإسرائيلَ.
أوضحَ كاتبُ سفرِ يشوعَ كيف هدأت حِدَّةُ التوترِ بين أسباطِ إسرائيلَ في زمنِ يشوعَ بسببِ الالتزامِ الشديدِ بوحدةِ أسباطِ إسرائيلَ. وفعلَ هذا كي يدعوَ مستمعيه الأصليينَ إلى المستوى ذاتِه من الالتزامِ بالوحدةِ القوميةِ في زمانِهم أيضًا.
Escrituras
Acerca de este Plan

مِنَ المُعتادِ أن يُسَرَّ الناسُ في كلِّ العالمِ بمعرفةِ الأحداثِ الكبرى الَّتي وقعت أثناءَ تأسيسِ بلادِهِم. لكن عندما تواجِهُ الأجيالُ اللاحقةُ تحدِّيَّاتٍ، وخسارةً وإحباطًا، عادةً ما يكونُ ضروريًّا أن تتمَّ تذْكِرتُهم بأهمِّيَّةِ تلكَ الأحداثِ الَّتي وقعَتْ منذُ زمنٍ طويل. لكن حينَ واجَهَت الأجيالُ اللاحِقَةُ المشقَّات، أصبحَ ضروريًّا أن يعرفوا منْ جديدٍ أهميةَ هذه الأحداث
More
Planes relacionados

El Afán De La Superficialidad

Historias Que Trascienden

Ora por los musulmanes durante el Ramadán

EL ESPERAR—UNA POSTURA MISIONAL: Un viaje de 5 días que explora el rol del esperar en la vida misional

Querida Hija: Consejos Maternales Para Mamás Que Necesitan Cuidados Maternales

Lectura Diaria De La Biblia De Marzo De 2025. La Fortalecedora Palabra De Dios: Acudir a Dios en Oración

Devocional Marzo - "Lámpara a mis pies"

Perfume de Grato Olor

Apocalipsis Explicado Parte 1
