الرب قريبعينة
إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ. (المزمور ٢٣: ٦)
يعلّمنا الله في هذا المزمورعن قربه ورحمته اللامحدودة تجاهنا، فهذه الآية تدعونا إلى علاقةٍ عميقةٍ مع الله، علاقة تتّسم بالثّقة العمياء والاعتماد التّام على حكمته ومحبّته. عندما نثق بأنّ الله هو راعينا المُخلِص، نجد السّلوى والأمان في وجوده، حتى في أحلك الليالي وأصعب الظروف.
في إحدى الحالات، كانت ليال سيّدة تعيش وحدها في مدينةٍ كبيرةٍ، تعاني من صعوباتٍ ماليّةٍ كبيرةٍ بسبب فقدان وظيفتها بشكلٍ غير متوقّع. كانت ليال تحاول بكلّ جهدها العثور على وظيفةٍ جديدةٍ، لكنّها واجهت صعوباتٍ كثيرة ولم تتمكّن من تحمّل نفقاتها الأساسيّة. في أحد الأيّام، عندما بدأت تفقد الأمل وتتساءل كيف ستواجه الأشهر القادمة، قرّرت أن تلتجئ إلى الصّلاة وتثق بأنّ الله سيكون راعيها المُخلِص. كانت تقرأ المزمور 23 وتفكّر كيف يقود الله حياتَها كما يقود الراعي قطيعَه. بعد يومين فقط من هذه الصّلاة، تلقّت ليال مكالمةً هاتفيّةً من صديقةٍ قديمةٍ لم تكن تتواصل معها منذ سنوات. كانت هذه الصديقةُ قد سمِعت عن مشاكلِ ليال وحاجتها الماسّة للعمل، وعرضت عليها وظيفةً بسيطةً في شركتِها. تأثّرت ليال بعمقٍ بهذه اللحظة، لأنّها رأت فيها عمل الله بوضوح. كانت الوظيفةُ تلبّي احتياجاتها الماليّة الأساسيّة وتُمكّنُها من الاستقرار مجددًا. كانت هذه التجربةُ دليلًا واضحًا على أنّ الثّقة العمياء بأنّ الله هو الراعي المُخلِص تجلُب السّلام وتُسدّد الاحتياجات في أوقات الحاجة.
علينا أن نتعلّم أنّ الله ليس فقط مرشدًا، بل هو راعٍ يعرف كلّ طرقنا وضعفاتنا والجروح التي في حياتنا، فهو يسير معنا في كلّ خطوة، يدلّنا على الطريق الصّحيح، ويعطينا القوّة لنواجه التّحدّيات. علاقتنا به ليست مجرّد علاقةٍ بين خالقٍ ومخلوق، بل هي علاقةٌ حميمةٌ نجد فيها الحبّ الذي لا ينتهي.
في قرب الله، نجد الراحة الروحيّة والسّلام الداخلي اللذين لا يمكن أن نجدهما في أيّ مكانٍ آخر، فهو يعرِفُنا بالاسم ويُشفق علينا بمحبّته الأبويّة. لذا، دعونا نثق بأنّ الله يُمسك بيدِنا ويقودنا خطوةً بخطوةٍ نحو مستقبلٍ مليءٍ بالأمل والبركة، بيقين أنّه سيرافقنا ويحمينا في كلّ الأوقات وإلى الأبد. بمجرّد أن ندخل بيت الربّ، نجد أنفسنا في مكانٍ يملؤه الحنان والاهتمام الإلهيّ. هو يُشعرنا بالأمان والحماية، ممّا يساعدنا في مواجهة التّحدّيات بثقةٍ وهدوءٍ. عندما نعيش تحت حكمة الله وإرشاده، نجدُ الثّقة والسّلام الداخليّين اللذين يفوقان فهمنا. نثق بأنّ الله يعرف احتياجاتنا ويقدّم لنا ما هو خيرٌ لنا، حتّى وإن كانت الظروف تبدو صعبة.
الكلمة
عن هذه الخطة
أن تكون قريبًا من الرب يعني العيش في علاقة عميقة ومتواصلة مع الله، تسعى فيها باستمرار إلى التواصل معه من خلال الصلاة والتأمل في كلمته. القرب من الرب يتجلى في الشعور بحضوره في حياتك اليومية، وفي الاعتماد عليه في كل أمر وفق مشيئته ، كبيرًا كان أم صغيرًا.
More
نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/