مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

تحذير من التحالفات غير الآمنة(إشعيا28: 14-22)

~النص البيبلي~

14فا‏سمَعوا كلامَ الرّبِّ أيُّها المُستَهزِؤونَ‌، يا حكَّامَ هذا الشَّعبِ الّذي في أورُشليمَ!15تقولونَ: “قَطَعْنا عَهدًا معَ الموتِ، وعقَدْنا ميثاقًا معَ عالمِ الأمواتِ.فالسَّيلُ العارِمُ إذا عبَرَ لا يدنو مِنَّا، لأنَّنا جَعَلْنا الكذِبَ مَلجَأً لنا وا‏سْتَتَرنا بالغُرورِ.16لذلِكَ قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ:ها أنا أضَعُ في صِهيَونَ حجرًا‌مُختارًا، حجرَ زاويةٍ كريمًا، أساسًا راسخًا، فمَنْ آمنَ بهِ فلن ينهَزِمَ.17وأجعَلُ العَدلَ ميزانًا والحَقَّ مِعيارًا، فيَجرِفُ البرَدُ مَلجأَ الكذِبِ وتَطفو المياهُ على ما ا‏ستَتَرَ.18ويُلغَى عَهدُكُم معَ الموتِ ويَبطُلُ ميثاقُكُم معَ الهاويةِ.فيَدوسُكُمُ السَّيلُ إذا عبَرَ.19يأخذُكُم كُلَّما عبَرَ صباحًا فصباحًا، نهارًا وليلًا، ويكونُ حتّى سَماعُ خبَرِه مُخيفًا...21ويقومُ الرّبُّ كما في جبَلِ فراصيمَ ويغضَبُ كما في وادي جِبعونَ، فيَعمَلُ عمَلَهُ العجيـبَ ويفعَلُ فِعلَهُ الغريبَ.‌22فلا تكونوا مِنَ المُستَهزِئينَ لئلاَّ تشتَدَّ علَيكُم قُيودُكُم.فأنا سَمِعتُ السَّيِّدَ الرّبَّ القديرَ يُعلِنُ حُكمَهُ بالفَناءِ على جميعِ الأرضِ.

~شرح النص~

يوجّه النبي كلامه إلى حكّام مملكة يهوذا الذين صنعوا حلفًا مع مصر ليأمنوا شر الأشوريين.هم كمن صنع حلفًا مع الموت والهاوية.فهم يظنّون أنهم آمنون ومحصّنون، والشر لا يصيبهم.

لكن الله يضع في يهوذا“حجر زاوية”، أي أساسًا مختارًا وكريمًا.قد يكون هذا إشارة إلى الهيكل والله الذي يقيم فيه، أو إلى أحد الحكام الأتقياء، أو النبي نفسه، وهو سيقيم العدل والحق، ويجرف الكذب والغش.وبوجوده، عهدهم مع مصر لن ينفعهم.فإن لم يلتجئوا للرب، سيجرفهم السيل الجارف في طريقه.أخيرًا، ينصحهم النبي ألّا يكونوا من“المستهزئين”، بل أن يقبلوا حماية الرب، فأعماله في الماضي تشهد له.

~تأمل في النص~

نعيش في عالم مليء بالمخاطر.ومن أجل درئها نلجأ لشركات التأمين لكي تغطينا وتقدّم لنا ضمانة، وتؤمن لنا الحماية أو التعويض في حال تحقق أحد المخاطر.أحيانًا، نتّخذ من المركز، أو الحساب المصرفي، أو العائلة ذات الحسب والنسب، أو قرابة مع إحدى العائلات أو الشخصيات النافذة، ملجأً وحماية.قد تستطيع بعض الأمور أو العلاقات أن تحمينا من بعض المخاطر المادية، لكن لا ينفعنا غير الرب من أجل الحماية الروحية.وإن لم نتخذ من الرب حمىً، فسرعان ما سيول الشر والإحباط والسوداوية تجرفنا وترمينا.

~الفكرة الرئيسة~

الله وحده هو الحصن المنيع القادر أن يحمي حياتي من اليأس،والإحباط،والسقوط.إن اتخذته“حجر الزاوية”في بناء حياتي،سأكون بأمان.

~صلاة~

إلهي!أنِر بصيرتي، حتى لا أتخذ من الحصون البشرية الهشة ملجأً، ولأعرفَكَ أنت الحصن الوحيد القادر أن تحمي حياتي من الضياع.

~قرار اليوم~