مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

القادة الروحيون يعثرون(إشعيا28: 7-13)

~النص البيبلي~

7ولكنَّ هؤلاءِ أنفُسَهُم ضَلُّوا بالخمرِ وتاهوا بالمُسكِرِ.حتّى الكاهنُ والنَّبيُّ تَرَنَّحا بالمُسكِرِ وغرِقا في الخمرِ.وعثَرا في الحُكمِ.8كُلُّ المَوائِدِ ا‏متَلأت مِنَ القَيءِ القَذِرِ وما بقيَ مكانٌ نظيفٌ.9يقولونَ عنِّي‌: “لِمَنْ يُعلِّمُ هذا العِلمَ؟ ولِمَن يُحاوِلُ أنْ يُفهِمَ تَعليمَهُ؟ ألِلمَفطومينَ عَنِ اللَّبَنِ الحليبِ؟ ألِلمَفصولينَ عَنِ الثَّديِ؟10يوصي وصيَّةً على وصيَّةٍ على وصيَّةٍ، ويَفرِضُ فَرضًا على فَرضٍ على فَرضٍ، ويقولُ شيئًا مِنْ هُنا وشيئًا مِنْ هُناكَ.‌11لكنَّ الرّبَّ سيُكلِّمُ هذا الشَّعبَ بِشِفاهٍ ساخِرةٍ وبِلسانٍ غريبٍ.12أمَا قالَ لهُم: “هُنا الرَّاحةُ، فأريحوا المُتعَبَ، وهذِهِ هيَ الرَّفاهيةُ؟”فرَفَضوا أنْ يَسمَعوا‌.13لذلِكَ سيكونُ كلامُ الرّبِّ لهُم وصيَّةً على وصيَّةٍ على وصيَّةٍ، وفَرضًا على فَرضٍ على فَرضٍ، وشيئًا مِنْ هُنا وشيئًا مِنْ هُناكَ، حتّى إذا مَشَوا سقَطوا إلى الوراءِ، فتَحَطَّموا ووَقَعوا في الشَّرَكِ والأسْرِ.

~شرح النص~

يبدو أن الخمر والمسكر لا يتناوله الأغنياء والمسؤولون في الدولة، بل أيضًا الكهنة والأنبياء.لذلك، فقد عثروا في الخدمة، وأخطأوا في النصح والإرشاد.وبدل أن يخرج من أفواههم الكلام الصالح، ومن سلوكهم العمل المستقيم، تقيّأوا، وامتلأت موائدهم قيئًا.يتساءلون كيف يحاول النبي(إشعيا)أن يعلّمهم الاستقامة وهم“أطفال”فُطموا للتو عن الحليب فلا يتعلّمون، وكل مجهوداته في تعليمهم تذهب سدىً.لكن، هذا الشعب الذي أبى أن يتعلم بكلام الله بواسطة نبيِّه، سيتعلّم بلسان غريب، أي عندما تجتاحه قوة غريبة، الأشوريون غالبًا.لن يكون هذا النوع من التعليم سهلًا، حيث يفرض عليهم هذا الغريب أشياء لا يريدونها، وسيسقطون في مشيهم، ويتحطمون، وأخيرًا يقعون في الشرك والأسر، أي السبي.

~تأمل في النص~

إنه لأمر سيء أن يُصاب شعب بالسكر، أي بالعمى الروحي، من جراء شروره.لكن الأسوأ هو أن يُصاب القادة الروحيين بهذا المرض الروحي فيصبحون، على حد قول المسيح،“عميان قادة عميان”.إذا كنا من القادة، يلجأ الله أحيانًا لتقويم حياتنا بواسطة كلمته، أو يحذرنا من خلال أحد خدّامه الأمناء، لكننا نرفض التعليم بطرق شتى.نُصاب بالعمى الروحي، ونسقط إذا مشينا، أو نسبب لنفوسنا الشر والأذى.والحل الأمثل هو أن نأخذ، على محمل الجد، التعليم الذي نتلقاه، والتحذير الذي يصلنا، فإن فيه الشفاء لنفوسنا.

~الفكرة الرئيسة~

محبة العالم تسبّب لنا العمى الروحي،والعمى الروحي يؤدي بها إلى السقوط.والحل هو أن نتعلم ونتحذّر عندما يعلّمنا الرب أو يحذّرنا.

~صلاة~

إلهي!احفظني من العمى الروحي الذي أسبّبه لنفسي وأؤذي به من يتخذونني مثالًا.امنحني سمعًا مرهفًا لأسمع صوتك تعلّمني، وقلبًا مطيعًا لأطبّق تعليمك.

~قرار اليوم~