مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

صورتان متناقضتان(إشعيا28: 1-6)

~النص البيبلي~

28ويلٌ لإكليلِ الكِبرياءِ على جبينِ سَكارى أفرايِمَ‌، ولِبَهاءِ جَمالِ الزَّهرةِ الذَّاويةِ على مَشارِفِ الوادي الخصيبِ.ويلٌ للَّذينَ أسكرَتهُم الخمرُ!2ها رجُلٌ قويٌّ وجبَّارٌ‌يُرسِلُهُ الرّبُّ كعاصِفٍ مِنَ البرَدِ، كزَوبعةٍ مُهلِكةٍ، كسَيلِ مياهٍ غزيرةٍ جارِفةٍ، تَصرَعُهُم صَرعًا إلى الأرضِ.3فتَدوسُ الأقدامُ إكليلَ الكِبرياءِ على جبينِ سَكارى أفرايمَ،4ويصيرُ بَهاءُ جَمالِ الزَّهرَةِ الذَّاويَةِ على مَشارِفِ الوادي الخَصيبِ كباكورةِ التِّينِ قَبلَ مجيءِ الصَّيفِ، تُرَى فتُبتَلَعُ ما إنْ تطالُها اليَدُ.5في ذلِكَ اليومِ يكونُ الرّبُّ القديرُ إكليلَ مَجدٍ وتاجَ بهاءٍ لبَقيَّةِ شعبِهِ،6ويكونُ روحَ عَدلٍ لِلجالِسِ في كُرسيِّ القضاءِ، وروحَ شجاعَةٍ للَّذينَ يَصُدُّونَ المُهاجِمينَ عَنِ الأبوابِ.

~شرح النص~

في النص صورتان، واحدة مظلمة، وأخرى فيها رجاء.رُسمت الصورة المظلمة عندما ضرب الملك الأشوري حصارًا على السامرة سنة724–723، فأطلق النبي ويلًا على“إفرايم” (يعني إسرائيل كلها)وسكانها السكارى الضائعين.مع الحصار، ستُسحق كبرياء إسرائيل، ويزول مجدها.أما الصورة المشرقة فهي تلك التي يرسمها الله بتدخّل لصالح“البقية التقية”، فـ”الزهرة الذاوية”ستُشرق بالبهاء كباكورة التين قبل مجيء الصيف.ويبقى في إسرائيل بقية تقية يفتقدها الرب“في ذلك اليوم”، يوم يتدخّل مباشرةً،“يكون الرب القدير إكليل مجد وتاج بهاء لبقية شعبه”، وينفخ على كرسي القضاء روح عدل، وعلى الحرّاس روح شجاعة فيصدّون المهاجمين عن الأبواب.لذلك، فمهما كانت البلوى كبيرة، لا يفقد الأتقياء رجاءهم في الرب.

~تأمل في النص~

هاتان الصفحتان المتناقضتان اللتان يرسمهما النص تُصوّر لنا وضع المؤمنين الأتقياء في عالم اليوم.مجتمع يجنح بقوة إلى المادية، فـ”الدنيويات”تسكره وتفقده وعيه، ويبدأ بإلحاق الأذى بمكوناته بوتيرة متصاعدة، وصولًا إلى التدمير الكامل.أما الأتقياء في هذا المجتمع، الذين يتحلّون بالحكمة، فيتمسكون بالأخلاقيات الإلهية، وهكذا يحفظون أنفسهم من الشرور التي تصيب المجتمع.ويتمسكون بالرجاء، فيرون صورة مشرقة:الله إلى جانبهم، يمدهم بالقوة الروحية للوقوف بصلابة في وجه الشرور التي تهاجمهم بقصد اقتحام حياتهم.المؤمن الحكيم هو من يجعل صورة الرجاء والمعونة الإلهية التي يتلقّاها تسيطر على صورة الشر والخراب التي يخضع لها المجتمع الغارق في“الدنيويات”من دون النعمة الإلهية.

~الفكرة الرئيسة~

في كل صورة نبوية قاتمة،مكوّناتها الشر والخراب،توجد صورة نبوية مشرقة،مكوّناتها العون الإلهي والرجاء.

~صلاة~

إلهي!أنر بصيرتي حتى أستطيع أن أرى يدك تمتد إليّ لتسندني، بينما أنا أترنّح في بحرٍ تعلو رياحه وتعج أمواجه.وبينما ظلام وقتام يخيّم على العالم، اجعلني، بالرجاء، أرى شمس الفرج وفي أجنحتها الشفاء.

~قرار اليوم~