مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

ويتَفقَّدُكِ الرّبُّ القديرُ(إشعيا29: 1-8)

~النص البيبلي~

29ويلٌ لأريئيلَ‌المدينةِ الّتي سكَنَها داوُدُ!بعدَ سنَةٍ أو سنَتَينِ بأعيادِهِما،2سأُحاصِرُ أريئيلَ فيكونُ نَوحٌ ونَحيبٌ، وتكونُ المدينةُ كمذبَحٍ مُخَضَّبٍ بالدِّماءِ.3أحيطُ بكِ كالدَّائِرةِ‌وأُحاصِرُكِ بالمَتاريسِ وأُقيمُ علَيكِ بُروجًا.4فتَنطَرحينَ وتَتكلَّمينَ مِنَ الأرضِ، ويكونُ كَلامُكِ مُختَنِقًا بالتُّرابِ، وصوتُكِ هَمْسًا كصوتِ الشَّبَحِ.5وعلى الفَورِ بغتَةً يكونُ جُموعُ أعدائِكِ كالغُبارِ الدَّقيقِ وجُموعُ الطُّغاةِ كالرِّيشةِ في مَهَبِّ الرِّيحِ.‌6ويتَفقَّدُكِ الرّبُّ القديرُ برَعدٍ وزِلزالٍ، وصوتٍ عظيمٍ وزَوبَعةٍ، وبِعاصِفٍ ولَهيبَ نارٍ آكِلَةٍ.7فيَضمَحِلُّ كالحُلُمِ وكرُؤْيا اللَّيلِ جُمهورُ الأُمَمِ الّذينَ يَشِنُّونَ الحربَ على أريئيلَ ويكونونَ رُغمَ المَتاريسِ الّتي يُحاصِرونَها بِها‌8كالجُوعانِ يحلَمُ أنَّهُ آكِلٌ ثُمَّ يَستَفيقُ وبَطنُهُ خاوٍ، أو كالعَطشانِ يَحلَمُ أنَّهُ شارِبٌ ثمَّ يَستَفيقُ وإذا هوَ خائِرٌ مِنَ العطَشِ.وكذلِكَ يكونُ جُمهورُ الأُمَمِ الّذينَ يشِنُّونَ الحربَ على جبَلِ صِهيَونَ.

~شرح النص~

كلام عن أورشليم بعد سقوط السامرة بيد الأشوريين سنة722ق.م.يتكلم النص عن حصار أورشليم ونجاتها. “أريئيل” (ربما“مدينة إيل”، أي مدينة الله)، في إشارة إلى أورشليم.ستُحاصر(من قِبَل الأشوريين)وتصبح مثل“المذبَح المُخَضَّب بالدِّماءِ”، دماء الذبائح.كما حاصر داود أورشليم ليأخذها، هكذا يحيط الرب بها الآن لمعاقبة المتكبرين وعبدة الأوثان.كذلك أعداء إسرائيل يريدون أن يأخذوا المدينة ويذلوها ويتنازعوها مع الرب.لكنّ الرب يتدخّل“على الفَورِ بغتَةً”و”يتفقّد”شعبه الواقع تحت المخاطر.إنها زيارة للخلاص، للتحرر من الأعداء؛ لن يتحقق كابوس السكان، الموصوف في الآيات7–8، أي لن يتمكّن جمهور الأمم من شنّ الحرب على جبل صهيون.

~تأمل في النص~

عندما نكون“تحت الحصار”، نواجه الأخطار.أفضل ردة فعل نقوم بها هي التواضع وفحص الذات، ثم ترميم العلاقة مع الله.ومهما تكن حالتنا، يتدخل الله، ويقلب المعادلة، فحصار الصعوبات لن يتغلب علينا، ومخاطر الحصار تزول.

يضمحلّ جُمهورُ الأُمَمِ الّذينَ يَشِنُّونَ الحربَ على أريئيلَ كالحلم وكرُؤْيا اللَّيلِ.الظلمة لديك ليست ظلمة والليل يضيء كالنهار(مزمور139: 12).الربّ رجاءٌ لنا، هو يتفقّد شعبه، ينزل إليه من علياه ليخلّصه.لأنه مهما حدث، لا يمكن للشر أن يسود:الكلمة الأخيرة هي لله.وما علينا إلا الصمت وانتظار خلاص الرب.

~الفكرة الرئيسة~

الله لا يترك الانسان في ظلمة الموت بل،“على الفَورِ بغتَةً”،ينتشله منها ويعيده إليه.

~صلاة~

إلهي!دعني أُلقي همّي عندك، وأنام كطفل“مَفطومٍ في حِضْنِ أُمِّهِ” (مزمور131).لأنك لن تدع تقيّك يناله الفساد(مزمور16: 10).

~قرار اليوم~