مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

الموتى يقومون(إشعيا26: 19-21)

~النص البيبلي~

19تَحيا موتاكَ وتقومُ أشلاؤُهُم، فا‏ستَفيقوا ورَنِّموا يا سُكَّانَ التُّرابِ!نداكَ نَدى النُّورِ يا ربُّ يسقُطُ على أرضِ الأشباحِ.20تعالَوا ا‏دخُلوا بُيوتَكُم وا‏غلِقوا أبوابَكُم علَيكُم.توارَوا قليلاً يا شعبي، إلى أن يَعبُرَ الغضَبُ.21فها الرّبُّ خارِجٌ مِنْ مَسكِنِهِ ليَتفَقَّدَ شُرورَ سُكَّانِ الأرضِ فتَكشِفُ الأرضُ عَنْ دماءِ قَتلاها، ولا تَستُرُهُم مِنْ بَعدُ.

~شرح النص~

في هذا النص، يرسم الرب صورة الحالة المزرية، ثم يوجّه دعوة لشعبه المظلوم.لقد شربت الأرض دماء مَن قُتلوا ظلمًا، وأصبحت أرض أشباح.يبدو أن الصورة هي صورة السبي، حيث سُفكت فيه دماء كثيرة، ويوجد من قُتل ظلمًا.وفي النص، خرج الرب يتفقّد الأرض وسكانها، وسيكشف مَن سفك دمًا، وسيُنصف من قُتل ظلمًا.لقد ظّن القتلة بأن الدماء التي سفكوها شربتها الأرض واختفت، وأن جرائمهم سَتَرها التراب.لكن عليهم أن يعرفوا أن كل شيء مكشوف أمام الله، الذي، عندما خرج، فَضَحَ المستور.هذه هي الحالة؛ أما النداء الإلهي، فهو لشعبه المقتول ظلمًا، هو نداء ندى النور الذي يُحيي الموتى.وبنداء الله هذا يحيا الموتى الأتقياء، ويرنمون للرب.الصورة شبيهة برؤيا العظام اليابسة في حزقيال37.لكن يبدو أن المخاطر ما زالت مستمرة، وعلى شعب الرب أن يتواروا عن الأنظار إلى أن يعبر الغضب.

~تأمل في النص~

يمكننا أن نستخرج من هذا النص درسًا للظالم، ودرسًا للمظلوم.يجب أن يعرف الإنسان الظالم أن ما ظَلَمَ به في الظلام، سيُكشف في النور.فكم من جرائم اقتُرفت في السر، وظنّ أصحابها أنها لن تُكشف، ثم جاء يوم وكُشف المستور.لقد علّم المسيح بأنه ليس خفي إلا ويُظهر، ولا مكتوم إلا ويُعلم(لوقا8: 17).وإن لم يتم هذا في هذه الحياة الأرضية، فسيتم في الحياة الأخرى، وسيَلقى المجرم جزاءه، إلا إذا تاب واعترف وصحّح في هذه الحياة.والدرس للمظلوم هو أن الله يرى المظلوم والمسحوق والمنفي والمعزول، ويمدّه بالقوة والتعزية، وسيتدخّل عمليًا لينصفه في الوقت المناسب.نعم سيتدخّل ليقيم ابنه من“موت”، فيحيا ابنه ويعلو صوته بالتسبيح.المهم أن لا يسمح التقي للبغض وحب الانتقام من ظالمه أن يتغلغلا إلى قلبه.

~الفكرة الرئيسة~

ليس خفيّ إلا ويُظهر،وليس مكتوم إلا ويُعلن.الظالم ينال جزاءه،والمظلوم يحظى بدعم الله له.

~صلاة~

إلهي!إذا ضعفتُ وظلمتُ أحدهم، أعطني النور والشجاعة لأعترف وأعتذر وأصحّح وأعوّض؛ وإذا ظُلمتُ، أيّدني بالصبر والقوة والإيمان منتظرًا تدخّلك.

~قرار اليوم~