مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

نحب الرب ونحب شعبه(إشعيا26: 8-11)

~النص البيبلي~

8سِرْنا على أحكامِكَ يا ربُّ، وفيكَ جَعَلنا رجاءَنا.إلى ا‏سمِكَ وذِكرِكَ يا ربُّ تشتاقُ نُفوسُنا.9في اللَّيلِ أتوقُ إليكَ وفي الصَّباحِ‌إليكَ أُبكِّرُ.تسودُ أحكامُكَ في الأرضِ فيتَعَلَّمُ سُكَّانُها العَدلَ.10إذا تَحنَّنْتَ على الأشرارِ فكَيفَ يتَعلَّمونَ العَدلَ.حيثُ الاستِقامةُ‌يتَصَرَّفونَ با‏عوِجاجٍ، ولا يَرَونَ جَلالَ الرّبِّ.11رفَعتَ يَدَكَ على أعدائِكَ لكنَّهُم يا ربُّ لا يُبصِرونَ.دَعهُم يرَونَ غيرَتَكَ على شعبِكَ فيَخزوا وتأكُلُهُم نارُكَ.‌

~شرح النص~

أسلوب النص هو أسلوب المزامير:عرض وشكوى.يتكلّم النبي، في النص، عن فئتين من البشر:شعبه(بنو إسرائيل)وفئة الأشرار.في الفئة الأولى، يتضامن النبي مع شعبه ويتكلم بلغة المتكلّم، ليؤكّد للرب بأنه وشعبه يشتاقون إلى الله ويبكّرون إليه كل صباح؛ وبأنهم ساروا بأمانة، طبقًا للشريعة، وجعلوا الرب متّكلهم.ثم يشيدون بأحكام الرب التي تملأ الأرض، فيتعلّم سكانها العدل.ثم يسألون:لماذا يتعامل الله مع الأشرار بحنان، إذ يرون أن هذه الطريقة تحول دون تعلّمهم العدالة.ها هم يتصرّفون باعوجاج ولا يأبهون للرب وجلاله.أخيرًا، يحثون الله على معاقبة أعدائه لكي يرى الأشرار قدرته وغيرته.

~تأمل في النص~

يثير النص مسألة طالما أثارها الإنسان في كل العصور:لماذا لا يعاقب الله الأشرار.ويرون أن هذا التردد من قِبَل الله، سيحرم الناس أن يتعلّموا العدالة أو يهابوا الرب.بهذه الطريقة، يعتقد الإنسان أنه يُظهر غيرة على اسم الرب ومجده.بينما الله منشغل بإظهار رحمته وإحسانه لكل البشر.إن التركيز على الأشرار، فيه نوع من مفاضلة الذات على الآخرين:أنا صالح، والآخر فاسد.والطلب إلى الله أن يعاقب الأشرار، فيه شيء من روح الانتقام والحسد.يجب أن نعلم أن شغل الله الشاغل هو خلاص البشر وليس معاقبتهم.عدالة الله هي رحمة.وإذا كنا نريد أن نتمثل بالله، فعلينا أن ننظر إلى الأشرار بعين الرحمة لا بعين الحسد والانتقام؛ وبعين المحبة وليس بعين استحقاقهم العقاب.المحبة تقضي بأن نتمنى خلاص الشرير وليس معاقبته.

~الفكرة الرئيسة~

التمثل بالله يقضي التثمل بمحبته ورحمته وغفرانه.وعلى مثاله،يجب أن أتوق ليتخلّص الشرير من شرّه،وواجبي كمؤمن أن أعمل في هذا الاتجاه.

~صلاة~

أعطني إلهي أن أنظر إلى الناس كما تنظر أنت إليهم بعين الرحمة والحنان، وأن أشعر بهم، كما أنت تشعر بحاجتهم إلى من يقبلهم ويقف إلى جانبهم ويساعدهم للتخلّص من الشرور.

~قرار اليوم~