مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

نشيد شكر وتسبيح(إشعيا25: 1-5)

~النص البيبلي~

25أيُّها الرّبُّ أنتَ إلهي!أُعَظِّمُكَ وأحمَدُ ا‏سمَكَ لأنَّكَ صنَعتَ عجَبًا وتَمَّمْتَ بحَقٍّ وصِدقٍ ما شِئتَهُ مِنْ قديمِ الزَّمانِ:2جعَلْتَ مِنَ المَدائِنِ رُجمةً ومِنَ القُرى الحصينةِ خَرابًا.قِلاعُ الغُرَباءِ‌لم تَعُدْ مُدُنًا وهيَ لن تُبنى إلى الأبدِ.3تُمجِّدُكَ الشُّعوبُ القويَّةُ وتَرهَبُكَ مُدُنُ الأُمَمِ العاتيةِ.4فأنتَ مَلاذٌ لِلفُقراءِ ومَوئِلٌ للبائِسِ في ضيقِهِ، وأنتَ ملجأٌ مِنَ العَواصِفِ وفَيءٌ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، حينَ يكونُ لُهاثُ الطُّغاةِ كريحٍ عاصفَةٍ في الصَّقيعِ،5كالقَحطِ في أرضٍ قاحِلَةٍ، وأنتَ تَخفِضُ ضَجيجَ الغُرباءِ كالحَرِّ يَخفِضُهُ ظِلُّ السَّحابِ، وتُذِلُّ هُتافَ الطُّغاةِ.

~شرح النص~

بعد أن رأى النبي إشعيا دينونة المتكبرين وإنصاف المساكين، انطلق بنشيد حمد للرب من أجل عظيم صنعه.لقد وضع الله حدًا لشرّ المتكبّرين فلا سلطان يعلو على سلطانه، وصار موئلاً وملجأً للبائسين، فلا رحمة تعلو على رحمته وحنانه.نجد مثل نشيد الحمد هذا بعد كل ظرف صعب، مثل نشيد موسى والشعب وأخته مريم بعد اجتياز البحر الأحمر(خروج15: 1–21)ونشيد حنّة بعد أن أعطاها الرب مولودًا(1صموئيل2: 1–11)؛ بالإمكان إسقاط هذه الصورة على خبرة السبي والعودة منه، وأي ظرف مشابه في الحياة، إنه مبدأ إلهي:يسقط المتجبّر الظالم في شر أفعاله، ويتمتّع الضعيف المسكين التقيّ بنعمة ربّه.

~تأمل في النص~

يحتاج المؤمنون لهذه الصورة عندما يكونون في خضمّ الخراب، وفي قلب الظلم، وفي ظلمة الإحباط.فإن المشهد الأرضي غير منفلت عن سلطة السماء.الله يرى ظلم الظالمين، وتعنّت المتكبّرين؛ ويسمع أنين المظلومين، ويتضامن مع الأتقياء الضعفاء.هذه الصورة تؤجج الأمل عندما لا يوجد أمل، وتُضيء الظلمة عندما لا يكون نور.يحتاج المؤمن المجرَّب المتألم أن يتذكّر ويتأكّد بأن الله حاضر في المشهد الحياتي، ويتفاعل معه.

~الفكرة الرئيسة~

الله رفيق الذين يسيرون في دروب وعرة،مثل الظلم،والفقر،والحزن،والمرض؛هو حاضر في حالتهم،متضامن مع ألمهم،فاعل في حاجتهم،ما يؤجج نار الأمل.

~صلاة~

إلهي!ساعدني لكي أنظر في يوم الشر إلى صلاحك، وفي الظلمة إلى نورك، وفي الخراب إلى قدرتك، فيولد فيّ الأمل وأنهض من حزن السقوط إلى فرح الرجاء.

~قرار اليوم~