مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مجد الله في الأرض كلّها(إشعيا24: 14-23)

~النص البيبلي~

14هؤلاءِ‌يرفَعونَ أصواتَهُم بالتَّرنيمِ لعَظَمةِ الرّبِّ، وأولئِكَ يهتِفونَ هُتافًا مِنَ البحرِ.15هُنا في المَشارِقِ وهُناكَ في جُزُرِ البحرِ يُمجِّدونَ ا‏سمَ الرّبِّ إلهِ إِسرائيلَ.16ومِنْ أطرافِ الأرضِ نسمَعُ أناشيدَ الإكرامِ للإلهِ الحَقِّ.ولكِنْ ويحٌ لي، بلِ الويلُ كُلُّ الويلِ.خانَ الّذي خانَ، والخَوَنةُ يَخونونَ.17الرُّعبُ والحُفرَةُ والفَخُّ لكُم يا سُكَّانَ الأرضِ.18مَنْ يهربُ مِنْ صوتِ الرُّعبِ يقَعُ في الحُفرَةِ، ومَنْ يصعَدُ مِنَ الحُفرَةِ يُؤخَذُ بالفَخِّ.وتَنفَتِحُ مَزاريبُ السَّماءِ وتَتزَلزَلُ أسُسُ الأرضِ،‌19فتَتزَعزَعُ وتَتشَقَّقُ وتَتحَطَّمُ20وتَهوي كالسَّكرانِ وتتأرجَحُ كالعِرزالِ في العاصفةِ.وتكونُ مَعاصيها مِنَ الثِّقلِ بحيثُ تسقُطُ ولا تعودُ تقومُ.21وفي ذلِكَ اليومِ يُعاقِبُ الرّبُّ جُندَ العَلاءِ في العَلاءِ ومُلوكَ الأرضِ على الأرضِ.22يجمَعُهُم كما تُجمَعُ الأسرَى في الحبسِ، ويُغلَقُ علَيهِم في السِّجنِ حتّى يُعاقِبَهم‌بَعدَ طُولِ ا‏نتظارٍ.23ويخجَلُ القمرُ وتَخزى الشَّمسُ لأنَّ الرّبَّ القديرَ يملِكُ في جبَلِ صِهيَونَ وفي أُورُشليمَ، ويتمَجَّدُ أمامَ شُيوخِ شعبِهِ.

~شرح النص~

سمع النبي أصوات الفرح والتسبيح للرب تعلو من كل الاتجاهات:من أطراف الأرض، فهم يسبحون الله ويهتفون فرحًا بخلاصه؛ بينما كان النواح والندب يملأ أرض إسرائيل بسبب الشر والويلات التي حلّت بالبلاد.شاهد النبي الويلات التي حلّت بالأرض فتألّم وصار يولول حزنًا على مصير شعبه.يرى النبي بأن سلطان الله يغطّي الأرض والسماء ويمتد من الشرق إلى الغرب، وفي أسافل الأرض وفي العلاء.كان القمر والشمس يملكان في العلاء، وعندما صار الرب القدير يملك في جبل صهيون وفي أورشليم، خزي القمر والشمس أمامه.أما الآن، أمام ملك الرب لا قيمة لهما.

~تأمل في النص~

الشرير يتخبّط بشرّه، والتقيّ يتلذّذ بفضائله.الأول يطلق الولاول، والثاني يطلق هتافات الفرح.رأى النبي حالة شعبه المزرية، فحزن وتألم.إنه لموقف نبيل.كان يهدّدهم بالعقاب، ويدعوهم إلى التوبة، وكان يتمنى لو أن شعبه تاب إلى الربّ ووفّر على نفسه هذه البلايا كلّها.سلطان الله يمتدّ في كل الأرض، وللربّ أتقياؤه في بقاع الأرض كلّها، بخلاف ما كان يعتقده بنو إسرائيل أنهم شعبه، وهو إلههم حصرًا.لقد أبرز المسيح شمولية خلاص الله، فكان يكرّر أمام اليهود: “أقولُ لكُم:كثيرونَ مِنَ النّاسِ سيَجيئونَ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ ويَجلِسونَ إلى المائدةِ معَ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ في مَلكوتِ السّماواتِ.وأمّا مَنْ كانَ لَهُمُ المَلكوتُ، فيُطْرَحونَ خارِجًا” (متَّى8: 11–12).

~الفكرة الرئيسة~

الامتيازات التي يتمتع بها الإنسان،إن لم تكن فرصة للتجذّر بالرب،تصبح هي مبرّر العقاب والدينونة.ومن يستفيد من نعمة الله يتمتّع بخلاصه المجيد.

~صلاة~

إلهي!منحتني امتيازات كثيرة، ساعدني أن أستفيد منها للتقرّب منك.ساعدني أيضًا أن أتضامن مع آلام شعبي لأجذبهم إليك.

~قرار اليوم~