مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
يسوع يجعل بطرس راعي الخراف(1)(يوحنّا21: 15ب-16)
~النص البيبلي~
15…فأجابَه(فأجاب بطرسُ يسوعَ): “نعم، يا ربُّ، أنتَ تَعرِفُ أنِّي أحِبُّكَ”.فقالَ لَه: “إرعَ خِرافي”.16وسألَهُ مرَّةً ثانيَةً: “يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحِبُّني”، فأجابَهُ: “نعم، يا ربُّ، أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّكَ”.فقالَ لَه: “إرعَ خِرافي”.
~شرح النص~
يتضمّن جوابُ بطرس على سؤالَي يسوع الأوّلين التسليمَ بمعرفة يسوع بالذي يسأله: “أنت تعرف أنّي أحبّك”.لكن، في اللغة اليونانيّة الأصليّة هناك فرق بين سؤال يسوع وجواب بطرس، إذ استعمل يسوع في سؤالَيه الأوّلين فعل المحبّة“agapan”بينما كانت اجابتا بطرس مع فعل“philein”.والفرق هو أنّ الكلمة الـمُستعمَلة في سؤالَي يسوع تعني الحبّ الحقيقيّ الكريم والمنفتح بسخاء، بينما الكلمة الـمُستعمَلة في جوابَي بطرس تعني حبّ الصداقة والمودّة، من هذا الفعل أتت مثلاً كلمة فلسفة“حبّ الحكمة،philosophie”.وبالتالي، إنّ بطرس يقرّ أنّ يسوع يعلم بعدم إمكانيّته حبّه على المستوى الكبير المطلوب.
تعقيبًا على الجواب، حمَّل يسوعُ بطرسَ مهمّة الرعاية.ليست مهمّة الراعي بسهلة، فهو مجبَرٌ أن يبحث عن المراعي الخصبة وأن يدافع عن القطيع وأن يعوّض للمالك عن الخراف التي قد تُفقَد أو تُسرَق.فالرعاية تعني الإطلاق، التغذية، الحماية، اليقظة، السهر، طلب النعجة الضالة، والتضحية بالنفس، إذا لزم الأمر، من أجل الخراف.استُعملت هذه الصورة للتعبير عن علاقة الله بشعبه(مزمور23: 1)، وطبّقها يسوع على نفسه قائلاً: “أنا الراعي الصالح” (يوحنّا10: 11).أمّا بطرس فعليه أن يتمثّل بمعلّمه وألاّ يـَضِلّ عن الطريق الصحيح للرعاية(حزقيال34).
إنّ لبطرس، في قلب الجماعة، مهمّة خاصة.إنّه وكيل الراعي الصالح على القطيع، فالخراف ليست مُلكًا له؛ يُستشَفّ ذلك من خلال ياء المتكلّم المرتبطة بكلمة خراف: “إرعَ خرافي”.وبذلك، لبطرس مهمّة مزدوجة:من جهة، هو وكيل المسيح ومتعلّق به وعليه أن يؤدّي حسابًا له، ومن جهة أخرى هو راعٍ لقطيع لا يملكه وعليه أن يهتمّ بكافّة الخراف كي تصل إلى الحياة.إنّ ديناميكيّة الحبّ في إنجيل يوحنّا تفترض على التلميذ أن يُحبّ الابن، كما يُحبّ الابن الآب، والآب الابن، مستذكرًا وصيّة يسوع: “أحبّوا بعضكم بعضًا مثلما أحببتكم” (15: 12).
~تأمل في النص~
إن شرْط المسؤوليّة هو المحبّة.لكي يستطيع الإنسان أن يكون مسؤولاً كنسيًّا، وحتى مدنيًّا، عليه أن يتحلّى بالمحبّة التي في قلب الراعي.فليست الوصوليّة أو ما نسمّيه“واسطة”هي الأساس، إنمّا حبٌّ من دون شروط.من الملاحظ أن يسوع لم يختر التلميذ الذي يحبّه(يوحنّا)للرعاية:ما من محسوبيّات عند يسوع!فالمسؤول هو اختيارٌ بنعمة من قِبَل الله، ولكن أيضًا، عليه أن يُعلن عن حبّه وولائه لعمله وكفاءته واستعداده لاتّباع معلّمه.
~الفكرة الرئيسة~
بعد أن أعلن بطرس حبّه ليسوع،جعله الربُّ راعيًا– وكيلاً على خرافه.
~صلاة~
إجعلني، يا رب، في خضمّ مسؤوليّاتي الحياتيّة، أعيش الحبّ والتضحية.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/