مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
هل يموت التلميذ الحبيب؟(يوحنّا21: 23)
~النص البيبلي~
23فشاعَ بَينَ الإخوةِ أنَّ هذا التِّلميذَ الحبيبَ لا يَموتُ، معَ أنَّ يَسوعَ ما قالَ لبُطرُسَ إنَّهُ لا يَموتُ، بل قالَ لَه لَو شِئتُ أنْ يَبقى إلى أنْ أَجيءَ، فَماذا يَعنيكَ.
~شرح النص~
تُصحّحُ هذه الآية تفسيرًا خاطئًا، ضمن الجماعة المسيحيّة، يختصّ بمصير التلميذ الحبيب.لقد توهّم معاصرو يوحنّا، وقد أصبح شيخًا طاعنًا في السنّ، أنّه لن يموت، لكي يبقى شاهدًا حيًّا حتى مجيء المسيح الثاني.فهِمَ بعضهم كلام يسوع بمعنى سطحيّ وحصريّ على عدم موت ذلك التلميذ، شخصيًّا.أمّا وقد مات، كُتبت هذه الآية لتصحّح ذلك الوهم فلا يُشكّكوا في ما بعد بكلام يسوع، ولا يتخيّلوا أنّ نبوءته لم تتمّ.لقد كتبت المدرسةُ اليوحنّويّة هذه الآية لتركّز على“الشرط”في كلام يسوع: “لو شئتُ”.فبما أنّ هذا التلميذ الحبيب قد مات فهذا يعني أنّ المسيح لم يشأ بقاءَه حيًّا حتى مجيئه الثاني.
ولكن، إن قبلنا بالمعنى الرمزيّ للتلميذ الحبيب، أي أنّه رمزٌ لكلّ تلميذ أمينٍ ومُحبٍّ لله وللأخوة، فلن تؤدّي هذه الآية(21: 23)إلاّ دورًا نمطيًّا“typologique”، إذ تشير إلى الأخوة أنّ التلمذة الحقّة مستمرّة في الكنيسة حتى المجيء الثاني.
من الواضح أنّ هذه الآية كُتبت بعد موت هذا التلميذ، الشاهد الأخير من الرسل على حياة المسيح.قد كان لموته أثرٌ كبير في الجماعة المسيحيّة، خاصةً انّ بطرس الرسول استشهد قبله بسنوات كثيرة.كان على بطرس ألاّ يهتمّ بمصير هذا التلميذ، إذ قال له يسوع“ماذا يعنيك”؛ عليه فقط اتّباع المسيح حتى النهاية كراعٍ للقطيع.ولكن، بعد استشهاده في رومة حسب النبوءة الموجّهَة له(21: 18–19)، قد يعتقد بعضهم أنّ يوحنّا، بما أنّه على قيد الحياة، وهو الحبيب والمقرَّب من يسوع، فهو الذي سيخلفه في رعاية الكنيسة.لكنّ التاريخ الكنسيّ أوضح أنّ لكلٍّ من التلميذين موهبته وخدمته في الكنيسة؛ فجميع الخِدَم والمواهب مُهمّة لبناء جسد المسيح.
~تأمل في النص~
لقد قام يسوع بوليمة أولى قرب بحيرة طبريّة، أثناء حياته العلنيّة، لم تنتهِ جيّدًا، إذ همّوا باختطافه ليقيموه ملكًا ومن ثمّ ارتدّ عنه كثيرٌ من التلاميذ(يوحنّا6: 15و66).أمّا بعد القيامة، قرب بحيرة طبريّة، انتهت وليمة يسوع جيّدًا، إذ أوحى بتنظيم الكنيسة في رسالتها عند كلّ الشعوب، من خلال خدمة الرأس، بطرس، خليفة يسوع، ومن خلال خدمة المحبّة والشركة التي أدّاها يوحنّا وجماعته إذ أشاروا إلى بقاء تلاميذ حقيقييّن في الكنيسة حتى مجيء يسوع الثاني.
~الفكرة الرئيسة~
إنّ شهادة يوحنّا،التلميذ الحبيب والشاهد الأمين،ليست أقلّ شأنًا من خدمة بطرس الرئاسيّة واستشهاده.للموهبتَين قيمة أساسيّة في نشأة الكنيسة وحياتها.
~صلاة~
تريدُ، يا رب، أن يبقى دائمًا في الكنيسة مؤمنون حقيقيّون يُلهبون قلبها بالحبّ؛ إرادتُك هي خلاص جميع البشر؛ اجعلني أنضمّ لقافلة هؤلاء الشهود الأبطال، فتُضحي حياتي حبًّا لك وشهادةً صادقة لك أمام الناس.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/