مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
القسم الأوّل من الخاتمة الثانية للإنجيل(يوحنّا21: 24)
~النص البيبلي~
24وهذا التِّلميذُ هوَ الذي يَشهَدُ بِهذِه الأمورِ ويُدوِّنُها، ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صادِقَةٌ.
~شرح النص~
إلى مَن يعود الضمير“نحن”في الآية24؟ إنّهم تلاميذ المدرسة اليوحنّويّة الذين أكملوا العمل الكتابيّ ليوحنّا الحبيب بعد موته.لقد أَسندت أوّلاً إليه كلَّ ما دوِّن في الإنجيل إذ هو شاهدٌ أمين على مجريات الأمور التي حصلت مع المسيح؛ ثمّ أضافت، من خلال الضمير“نحن”خبرتها وشهادتها معه.فموت هذا التلميذ، الشاهد الأخير من الرسل على حياة المسيح، قد كان له الأثر الكبير في الجماعة المسيحيّة.وقد أخذت على عاتقها المدرسة اليوحنّويّة العمل على إنجاز ثلاث إصدارات:الإنجيل، الرسائل الثلاثة، ورؤيا يوحنّا.
تقوم جماعة تلاميذ المدرسة اليوحنّويّة، وقد رتّبت الانجيل في وضعه الحاليّ، بالشهادة المستمرّة ليسوع التاريخيّ، وليسوع موضوع الإيمان، استنادًا إلى شهادة الإنجيليّ يوحنّا الصادقة.إنّ هذه الشهادة جديرة بأن تقود الناس إلى الإيمان بيسوع، وإلى بلوغ الحياة الأبديّة.لقد استعملت هذه الآية(21: 24)مرّتين جذر الكلمة“شهادة”لتركّز على هذا الموضوع الهامّ في الإنجيل.بعد شفاء مقعد بيت زاتا قال يسوع لليهود إنّه لا يشهد لنفسه وإلاّ لما صحّت شهادته، وأعلمهم أنّ أربعًا يشهدون له:المعمدان، الأعمال، الآب، والكتب(5: 31–39).تُضاف الآن إلى هذه الشهادات شهادةُ التلميذ الحبيب(21: 24)، وقد أُضيفت سابقًا عند طعن جنب يسوع بالحربة: “فالذي رأى شهد، وشهادته صحيحة” (19: 35).فالشاهد هو الذي يعلم بالحدث عِلمًا مباشرًا والذي يستخلص منه معناه العميق كما قال المعمدان: “أنا رأيتُ وشهدتُ أنّه هو ابن الله” (1: 34).لقد رأت الجماعة اليوحنّويّة شهادةَ التلميذ الحبيب لحياة يسوع، موته وقيامته أنّها شهادة صادقة وقد اعتبرت نفسها وارثةً لهذه الشهادة.إنّ هذا التلميذ الذي يحبّه يسوع هو مدوّن الانجيل، وقد ركّزت الجماعة بعده على دوره الأساسيّ من خلال صيغة الغائب المفرد“هو”من دون أن تذكر اسمه إنّما من خلال عبارتين تعنيه شخصيًّا:التلميذ الآخر والتلميذ الحبيب.
لم ينتهِ الإنجيل في قصّة بطرس إنّما مع التلميذ الذي يحبّه يسوع، ويُعطى لقَبان:شاهدٌ ومدوِّن.معه تبدأ سلسلة طويلة من الشهود، سيرون حياتهم تتبدَّل مع الربّ القائم، وسيستطيعون، بدورهم، أن يشهدوا على رسالة الإنجيل الحقّة.
~تأمل في النص~
إنّ شهادة التلميذ الحبيب على سرّ المسيح، وتدوينه له، يعبّران عن جواب الإيمان المثاليّ الذي يعلّمه الكاتب لقرّائه.لقد اختبر هذا التلميذ حبَّ يسوع بدرجة فائقة، جعلَته يجاوب على هذا الحبّ من خلال شهادةٍ إيمانيّة مكتوبة.وهكذا يجب على كلّ مَن يلمس المسيح ويختبره في حياته أن يؤدّي الشهادة الإيمانيّة عن ذلك أمام الناس.لم يكن التلميذ الحبيب إلاّ قدوةً لنا في الاختبار والشهادة.فإنجيل يوحنّا هو إنجيل شاهد عيان، اختبر حبّ الله، شهد له، ودوّنه.
~الفكرة الرئيسة~
إنّ التلميذ الحبيب هو أيضًا شاهدٌ لكلّ الأمور ومدوّنٌ لها،فاتحًا الطريق أمام شهودٍ كُثر.
~صلاة~
لقد رأى، يا رب، تلميذُك الحبيب آياتك، وشهد لها؛ اجعلني دائمًا أختبرك وأشهد لك.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/