مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
الانباء عن استشهاد بطرس(يوحنّا21: 18-19)
~النص البيبلي~
“…18الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ كُنتَ، وأنتَ شابٌّ، تَشُدُّ حِزامَكَ بِـيَدَيكَ وتذهَبُ إلى حَيثُ تُريدُ.فإذا صِرتَ شيخًا مَدَدْتَ يَدَيكَ وشَدَّ غيرُكَ لكَ حِزامَكَ وأخذَكَ إلى حيثُ لا تُريدُ”.19بِهذا الكلامِ أشارَ يَسوعُ إلى المِيتَةِ التي سيَموتُها بُطرُسُ، فيُمَجِّدُ بِها اللهَ.ثُمَّ قالَ لَه: “اتبَعْني”.
~شرح النص~
يُنبئ يسوعُ بطرسَ، بطريقة مستترة، عن مصيره المستقبليّ.عندما يشدّ الانسان حزامه بيديه وهو شابّ هذا يعني أنّه يستطيع أن يختار بحرّية ما ينوي أن يقوم به بكلّ ما أُوتي من طاقة وحيويّة.أمّا عبارة“مددتَ يديك”فهي إشارةٌ للتبعيّة وتعني الحركة التي يستطيع من خلالها أيُّ صديق أو عدوّ أن يربط الحزام للآخر من دون أن تُعيقه اليدان المتمايلتان.فعندما يُشَدّ للشيخ حزامه هذا يدلّ على اصطحابه إلى حيث يريد الآخرون.إنّ مدَّ اليدين هي عبارة شبيهة بالارتفاع عن الأرض(يوحنّا12: 32)وتشير إلى الموت صلبًا(18: 32؛19: 16).فطريقة موت بطرس ستكون شبيهة بموت يسوع.
سوف يتشبّه بطرس بمعلّمه، الراعي الصالح الذي يبذل حياته من أجل خرافه(10: 11و14).لقد جُعل راعيًا للقطيع بعد يسوع، بنعمة منه، وعليه أن يُعطي حياته من أجل الذين أُوكَلوا إليه.وهكذا نرى معنى النداء الأخير الذي وجّهه يسوع إلى بطرس قائلاً: “اتبعني”.إنّها الطريقة المألوفة لدعوة أيّ تلميذ لاتّباع المسيح(لوقا5: 11؛ يوحنّا1: 43).لكنّ هذه الدعوة في إطارها الجديد، بعد القيامة، لا تعني فقط العمل بمقتضى تعاليم المعلّم إنّما خاصة قبول الموت كما المسيح مات من أجلنا.في بداية حياة يسوع العلنيّة، عنت“اتبعني”التتلمذ له واتّباع تعاليمه، وبعد القيامة تعني“اتبعني”التشبّه بالمصير وبذل الذات.وهذا ما لم يكن بطرس قادرًا على القيام به قبل موت المسيح، فقد كان مليئًا بالإرادة الحسنة فيما الجسد كان ضعيفًا(13: 37–38)، وسقط في الخوف والنكران.لكنّ موت المعلّم وقيامته قلبا، رأسًا على عقب، حياة بطرس؛ فبعد أن ذهب إلى القبر الفارغ، حلّ عليه الروح القدس(20: 22)، بادر إلى الصيد، وأعلن حبّه ثلاث مرّات ليسوع، لذلك أصبح الآن قويًّا بامكانه فعلاً اتّباع يسوع حتى الموت، حتى المجد.
~تأمل في النص~
بعد تكليفه بالرعاية أنبأ يسوع بطرس عن طريقة موته؛ وقد فهم آباء الكنيسة، ومنهم أوسابيوس القيصريّ، إيرونيموس ويوحنّا الذهبيّ الفم، أنّ عبارة“إلى حيث لا تريد”تشير إلى سجن بطرس القسريّ، وعبارة“مددتَ يديك”تشير إلى استشهاده صلبًا.إنّ آلام بطرس ستجعله شبيهًا بالمسيح:سيبقى أمينًا في مسؤوليّته حتى النهاية.لذلك، كانت الكلمة الأخيرة في حوار يسوع مع بطرس: “اتبعني”أي كن تلميذًا يحفظ الدرس، ويطبّق التعليم، ويتشبّه بالأستاذ وبمصيره.حَسْبُ التلميذ أن يكون مثل معلّمه، سائرًا على درب الصليب فالقيامة!إنّها دعوة لكلّ المسؤولين على مرّ العصور.
~الفكرة الرئيسة~
على بطرس،الراعي الجديد،أن يتشبّه بمعلّمه في كلّ شيء:حياته،تعاليمه واستشهاده.
~صلاة~
إنّ اتّباعك، يا رب، على دروب الحياة لا يقتصر فقط على عيش بعض التعاليم والمواقف الإيمانيّة؛ ساعدني أن أتشبّه بك، وعندما يثقل الصليب، أن أنظر إلى قيامتك.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/