مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
سؤال بطرس عن مصير التلميذ الحبيب(يوحنّا21: 21-22)
~النص البيبلي~
21فلمَّا رآه بُطرُسُ(رأى التلميذَ الحبيب)قالَ لِـيَسوعَ: “يا ربُّ، وهذا ما هوَ مَصيرُهُ؟”22فأجابَهُ يَسوعُ: “لَو شِئتُ أنْ يَبقى إلى أنْ أَجيءَ، فماذا يَعنيك،َ اتبَعْني أنتَ!”.
~شرح النص~
بعد أن عرف بطرس مصيره المستقبليّ(21: 18–19)، يريد الآن أن يعرف مصير رفيقه.وجواب يسوع كان أنّه سيبقى إلى أن يجيء، وكأنّ مصيره(البقاء)هو، بعض الشيء، أفضل بشريًّا من مصير بطرس(الاستشهاد).فلكلمات يسوع هذه معنيان:معنى سطحيّ حَرفيّ، ومعنى روحيّ عميق.المعنى السطحيّ الأوّل هو أنّ ذلك التلميذ لا يموت قبل أن يشهد على مجيء يسوع الثاني، وهذا ما صحَّحَته المدرسة اليوحنّويّة في ما بعد(آية23).أمّا المعنى الثاني الأعمق والأجدر بالاتّباع هو أنّ نموذج هكذا تلميذ يحبّه يسوع سيبقى دائمًا موجودًا في الكنيسة حتى المجيء الثاني.فلماذا يبقى هكذا تلميذ ضمن جماعة المؤمنين؟
بالرغم من أنّ التلميذ الذي يحبّه يسوع هو شخص له هويّته، معروف أيضًا بالإنجيل من خلال عبارة التلميذ الآخر(يوحنّا18: 15؛20: 3)، إلاّ أنّه يبقى أيضًا رمزًا، مثالاً ونموذجًا لكلّ تلميذٍ حقيقيّ ليسوع.إنّ مفتاح فهم هكذا نموذج موجود في تعليم يسوع: “بِهذا يَتمَجَّدُ أبـي:أنْ تَحمِلوا ثَمَرًا كثيرًا فتكونوا تلاميذي.أنا أحِبُّكُم مِثلَما أحبَّني الآبُ، فاثبُـتوا في مَحبَّتي.إذا عَمِلتُم بِوصايايَ…” (يوحنّا15: 8–10).إنّ تلاميذ يسوع معروفون من خلال الحُبّ وحفظ الوصايا التي أهمّها المحبّة.تُعمِّقُ هذه الآيات(15: 8–10)لاهوتَ الحبّ من خلال إقامة توازٍ بين يسوع وأبيه من جهة، وبين يسوع وتلاميذه من جهة أخرى.فعلاقات الحبّ بين التلاميذ ويسوع مؤسّسة على علاقة الحبّ بين يسوع وأبيه.إنّ التلميذ الذي يحبّه يسوع والذي مال على صدره وقت العشاء(13: 23)يشبه الابن الوحيد الذي هو في صدر الآب منذ الدهور(1: 18).وكما أنّ الابن الوحيد يريد أن يكشف للناس أسرار الآب، كذلك التلميذ الحبيب يستطيع أن يكشف لبطرس أسرار الابن(13: 24)؛ نجد إذًا تشابهًا واضحًا بين علاقة الابن بالآب وعلاقة التلميذ الحبيب بيسوع؛ لذلك أضحى هذا التلميذ رمزًا لكلّ تلميذ حقيقيّ على مرّ الأجيال، يعرف أن يدخل في علاقة الحبّ الحميمة التي أراد يسوع إشراكنا بها مع الآب، وبالتالي يعرف أن يترجم عمليًّا هذا الحبّ مع أخيه الانسان(1يوحنّا4: 20).
~تأمل في النص~
إنّ الأسلوب المعتمَد في إنجيل يوحنّا يجعل من الأشخاص الموجودين على مسرح الأحداث أشخاصًا نموذجيّين من دون أن يفقدوا هويّتهم كأشخاص حقيقيّين.هكذا بطرس الذي يقول له يسوع للمرّة الثانية بعد الصيد على بحيرة طبريّة“اتبعني” (21: 19و22)هو رمزٌ للسلطة الكنسيّة التي تتبع دومًا تعاليم المسيح الإنجيليّة وتنشرها في كلّ مكان.وهكذا، كلّ مسيحيّ، على مرّ العصور، هو مدعوّ للدخول في شركة الحبّ الحميمة التي استطاع يوحنّا الحبيب أن يختبرها فأضحى مثالاً يُحتذى به.
~الفكرة الرئيسة~
سيبقى دائمًا في الكنيسة تلاميذ يعيشون الحبّ لله وبعضهم لبعض.
~صلاة~
أردتَ يا رب اشراكي في الحب الذي أظهرتَه في العالم، ساعدني لأعيشه في حياتي.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/