مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

الاتّكال الباطل على الآلهة الغريبة(إشعيا46: 1-5)

~النص البيبلي~

46ركَعَ الإلهُ بيلُ وا‏نحَنى نَبو‌، فحَمَلَتْهُما على ثِقلِهِما الوحوشُ والبَهائِمُ.2إنحَنَيا وركَعا معًا.لم يَقدِرا أنْ يَنجُوا، بل حُمِلا حَمْلًا إلى السَّبْيِ.3وقالَ الرّبُّ:إسمَعوا يا بيتَ يَعقوبَ، يا بقيَّةَ بيتِ إِسرائيلَ، يا مَنْ تَحمَّلتُهُم مِنَ الرَّحِمِ ورَفَعتُ شأنَهُم مِنَ الوِلادةِ!4إلى شَيخوخَتِكُم أنا هوَ، وإلى شَيبِكُم سأتَحَمَّلُكُم.أنا صنَعتُكُم ورَفَعتُ شَأنَكُم، وأنا أتَحَمَّلُكُم وأُنَجِّيكُم.5بِمَنْ تُشَبِّهونَني وتُعادِلونَني؟ وبمَنْ تُمَثِّلونَني فنَتَشابَهَ؟

~شرح النص~

سخرية من آلهة بابل.واستهزاء بالذين يؤمنون بها، ويتّكلون عليها.بيل ونابو، آلهة البابليّين، تُصوَّر منحنية وجاثية، أي خاوية من كلّ قوّتها.وبانحنائها، ينحني معها، ضعفًا، المؤمنون بها.

ليست تماثيل هذه الآلهة وحدها منحنية، إنّما البهائم المحمّلة عليها.المقصود بهذا الصورة أمران:أوّلهما أنّ الآلهة إنّما هي مصنوعة من معادن أو منحوتة في صخر، وهي تاليًا ثقيلة، وثانيًا، أنّ هذه الآلهة لا تستطيع أن تتحرّك لوحدها.حتّى هي غير قادرة على السير، وبحاجة إلى بهائم لتنقلها من مكان إلى آخر.وتحت ثقل التماثيل، هذه البهائم منحنية ولا تستطيع الحراك.

صورة يراد منها الاستهزاء بالآلهة، وإبراز زيفها وتفاهتها.في آخر آية2يذكر النصّ أنّ الآلهة والبهائم التي تحملها قد مضت أيضًا إلى السبي، أي أنها ذهبت إلى حيث لا تريد، وبالتالي هي مقودة ومسيّرة ولا قدرة لها على أن تقرّر مصيرها بنفسها.

في الفقرة الثانية(آيات3–5)، يستعمل الكاتب الصورة عينها ويطبّقها على العلاقة بين الربّ وبني إسرائيل.يصبح الربّ هو الحامل وليس المحمول، وهو يحمل بني إسرائيل من يوم حبل بهم إلى شيخوختهم، وقد أحسن العمل لأنّه في البداية خلَقَ وفي النهاية نجّى.وهكذا يكون حمله لهم حياةً من البدء وإلى المنتهى.ولذا لا مجال لتشبيه الربّ بآلهة البابليّين، فهي محمولة وترزح تحتها البهائم التي تحملها وتمضي هي وإيّاها إلى الفناء، أمّا الربّ فيحمل ويحيي مَن يحملهم.

~تأمل في النص~

نظنّ أنّنا نحمل الدنيا على كاهلنا.نرزح ونتعب، لأنّنا نتوكّل على قدرة فينا قد لا تكون موجودة.تلك هي أصنامنا التي تثقل علينا، ولا نمضي بها إلى أيّ مكان سوى ضياعنا وتعبنا.لنتّكل على الربّ، ولنؤمن بقدرته على أن يجعلنا نتخلّى عمّا لا قيمة له في الحياة، وأن نسعى إلى عيش المحبّة حتّى الموت.

~الفكرة الرئيسة~

زيف الأصنام وضعفها، وقوّة الربّ وعنايته الحقيقيّة بالذين يؤمنون به، وبكلّ الناس.

~صلاة~

نلقي عليك همّنا، يا ربّنا، وأنت تعولنا.نتطلّع إليك حين تثقل علينا هموم هذا العالم حتّى نتعلّم منك كيف نتحرّر منها، ونمضي معك إلى حيث السكون.

~قرار اليوم~