مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
بابل الخاطئة(إشعيا47: 1-5)
~النص البيبلي~
47“إنزِلي واقعُدي على التُّرابِ، أيَّتُها البِكرُ، يا ابنَةَ بابِلَ!أُقعُدي على الأرضِ بدَلَ العرشِ، يا ابنَةَ الكَلدانيِّينَ!فلا أحدَ بَعدَ اليومِ يَدعوكِ المُرهفَةَ المِغْناجَ.2خُذي الرَّحى واطحَني الدَّقيقَ.إنزعي حِجابَكِ وشَمِّري الثَّوبَ واكشِفي عَنْ ساقِكِ واعبُري الأنهارَ،3لتَنكَشِفْ عَورَتُكِ ويَظهَرْ عارُكِ.فأنا أنتَقِمُ ولا يُعيقنُي أحدٌ”.4ذلِكَ ما قالَهُ الرّبُّ القديرُ، فادينا واسمُهُ قُدُّوسُ إِسرائيلَ.5”أُقعُدي صامِتَةً يا ابنَةَ بابِلَ!أُدخُلي في الظَّلامِ يا ابنَةَ الكَلدانيِّينَ!فلا أحدَ بَعدَ اليومِ، يدعوكِ سيِّدةَ المَمالِكِ...”.
~شرح النص~
في كامل الفصل47يخاطب الربّ بابل.بابل هي المدينة التي سُبي إليها بني يعقوب بعد سقوط أورشليم.هذا على مستوى الصورة والتأليف الأدبيّ.أمّا على مستوًى آخر من المعنى، فإنّ بابل تمثّل كبرياء البشر.
أساس هذا المعنى نجده في سفر التكوين، في قصّة بناء مدينة بابل وبرجها(تكوين11: 1–11).نقرأ عنها أنّ بُناتها أرادوا أن تكون لهم فخرًا، أن تحفظ اسمهم على مدى الأجيال.من خلال برجها أرادوا الرفعة حتّى بلوغ السماء، أي حتّى ولوج العالم الإلهيّ.
غير أنّهم جهلوا أنّهم، بمساعيهم هذه، إنّما جعلوا أنفسهم عبيدًا لكبريائهم، عبيدًا لرأس برج في السماء من صنع أيديهم.فبابل بُنيت من حجارة مصنوعة وطين مصنوع، لا ممّا أوجدته الطبيعة.عالَم اصطناعيّ يعتقد بانوه أنّه يجعلهم أعظم شأنًا، في ما هم في الحقيقة، يبتعدون عن الربّ.
في التكوين، يوقف الربّ بناء المدينة.ويفرّق الناس الذين اتّحدوا لغةً وفكرًا لبنائها، ويجعلهم لغات مختلفة.وحدة اللغة والفكر والقول تدلّ على الاستعباد.تدلّ على أنّ الانسان لا يمكن إلّا أن يفكّر في اتّجاه واحد، وهذا الاتّجاه هو كبرياؤه.
هنا، في إشعيا، تلعب بابل الدور عينه.هي أرض السبي، بمعنى أنّ المسبيّين اختطفوا أنفسهم من لدن الربّ، وارتموا في أحضان بابل لكونها أرفع إنجازات البشر.ألقوا فرادتهم وفرادة إلههم جانبًا، ومضوا إلى حيث الجميع عبيد لسيّد واحد هو الكبرياء المتعظّمة.
يكشف الربّ عورة بابل، يعرّيها.يبيّنها على حقيقتها.مدينة كسائر المدن ماضية إلى الهلاك.صنم لا ينطق ولا يسير ولا يتحرّك.بنت الظلام، وما فيها نور أبدًا.
~تأمل في النص~
بابل تغرينا كلّ يوم.ولكلّ منّا بابله.على نحو أو آخر نسعى لأن نجعل لأنفسنا أسماء من خلال إنجازاتنا.لهذا أدبه، ولذاك علمه، ولآخر غناه، ولغيره جماله، وفنّه، وما إلى ذلك.كلّ هذا، وإن كان مفيدًا، إلاّ أنّه لا يمكن أن يكون غاية في حياتنا بحدّ ذاته.وجه الله وكلمته هو الغاية، وعيشنا بحسب المحبّة.كلّ شيء يزول وتبقى المحبّة.
~الفكرة الرئيسة~
سقوط بابل المغرية للعالم أجمع ببهائها وعظم حضارتها.
~صلاة~
إن أعطيتنا علمًا زدْنا تواضعًا، وإنْ غنى فعطاءً، وإن تُقى فانسحاقًا، وإن سلطة فخدمةً لا تُحدّ.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/