مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

دعوة الأمم إلى خلاص الربّ(إشعيا45: 20-25)

~النص البيبلي~

20”إجتَمِعوا وتعالَوا وتقَدَّموا جميعًا، أيُّها النَّاجونَ مِنْ أيدي الأُمَمِ!ما أجهَلَ الّذينَ يَحمِلونَ تِمثالًا مِنْ خشَبٍ ويُصَلُّونَ إلى إلهٍ لا يُخلِّصُ.21أخبِروهُم وأعلِنوا لهُم، فيَتَشاوَروا في ما بَينَهُم:مَنْ أسمَعَ مِنْ قديمٍ بما جرَى وأنبَأَ بهِ مِنْ ذلِكَ الزَّمانِ؟ أمَا هوَ أنا الرّبُّ ولا آخَرُ؟ لا إلهٌ غَيري، ولا إلهٌ عادِلٌ مُخلِّصٌ سِوايَ”.

22”تعالَوا إليَّ تَخلُصوا يا جميعَ شُعوبِ الأرضِ!فأنا أنا اللهُ ولا آخَرُ.23بذاتي أقسَمتُ صادِقًا، فمِنْ فَمي يخرُجُ الصِّدْقُ، وكلِمَةٌ مِنهُ لا ترجِعُ:سَتَنحَني لي كُلُّ رِكبَةٍ، وبي سيَحلِفُ كُلُّ لِسانٍ‌24ويُقالُ:بالرّبِّ وحدَهُ العَدلُ والقُوَّةُ، وإليهِ يجيءُ‌جميعُ الغاضِبينَ علَيهِ خاضِعينَ.25بالرّبِّ يتَبرَّرُ كُلُّ ذُرِّيَّةِ إِسرائيلَ وبهِ يفتَخِرونَ”.

~شرح النص~

مرّة أخرى يخاطب الربّ الأمم.ويدعوهم إلى اتّباعه.بهذا يتوضّح الترتيب الذي أراده الكاتب في هذا القسم من سفر إشعيا.لاحظنا أنّ النسق الذي يتكرّر، يتألّف من إعلان لمعاقبة“يعقوب”على خطاياه، ثمّ غفران هذه الخطايا بعد أن يكون يعقوب/إسرائيل قد أذلّ، يليه تمجيد للربّ وفرادة فعله، ودعوة إلى الأمم للدخول في هذا الخلاص.

هذا النسق مهمّ جدًّا، لأنّه يشكلّ قلب الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد.وهو، كما نلاحظ، يأتي تقريبًا في وسط سفر إشعيا، في الفصول التي تتحدّث عن خلاص الربّ.

الدعوة تبدأ بالتوجّه إلى الناجين“من الأمم”، أي اولئك الذين خضعوا للأمم ليس فقط سياسيًّا وعسكريًّا، ولكن أيضًا، وفي المقام الأوّل، فكريًّا ودينيًّا.إلى هؤلاء يقول النبيّ، بلسان الربّ، إنّ تماثيل الأمم بالية.والتماثيل، كما رأينا، لا تشير فقط إلى الأصنام، بل إلى الفكر الدينيّ الذي وراءها، وهو أنّها تمثّل النزعات الانسانيّة، وتعبّر عن كبرياء الانسان.

الله هو الأوّل والآخر.عبارة تتكرّر، وبها ينتقل الربّ إلى الحديث إلى الأمم مباشرة.يدعوهم إلى التوبة إليه، وإلى استمداد العدل والقوّة منه.هو أيضًا للأمم الأوّل والآخر.

~تأمل في النص~

الوحدة الكونيّة في الربّ أساس التعليم الكتابيّ.من الانسان الواحد خرجت الأمم، وبالانسان الواحد، يسوع المسيح، تعود الأمم إلى الربّ.هو الذي يحقّق عدله وقوّته، بموته، مسكينًا، على الصليب.حتّى ولو أتت الأمم متأخّرة إلى الإيمان، إلّا أنّ مسؤوليّتها لا تقلّ عن تلك التي للذين فيه قبلها.

~الفكرة الرئيسة~

دعوة المنفيّين من“يعقوب”إلى الخلاص وترك الآلهة الوثنيّة، ثمّ دعوة الأمم إلى العودة إلى الربّ، الذي هو الأوّل والآخر.

~صلاة~

اجمعنا يا ربّ من أربع اتّجاهات الأرض، وقدْنا إليك لنتعلّم منك وصاياك، ونعمل بحسب مشيئتك.أرهقتنا مشاغل هذا العالم، علّمنا كيف نختار النصيب الصالح.

~قرار اليوم~