عندما يخدعك الغضبعينة

الخدعة

ظنّ شاولُ أنّ أحدًا لم يفهم وضعه. ينعكس ذلك في عدّة محطّات من خطاباته. إنّه خداع شائع يقع ضحيَّته مَن نمت فيه المرارة. كلّما ازداد تشوّه تفكيره، ازدادت محاولته لجعل الناس يرون الأشياء كما يريدها هو. وكلّما حاول أكثر، ازداد احتمالُ نفاد صبره وقلةُ تفهّمه للآخرين. ما يريده عادة الأشخاص الذين لديهم مرارة، هو أن يوافق الآخرُ على طريقتهم في رؤية الموقف، وتبريرِ أنفسهم، وإلقاءِ اللوم على الآخرين. فكلّما تمرّغت عقولهم في وحول المرارة، ازدادت "الأدلّة" التي سيجدونها ضدّ الآخرين ولصالحهم. لكن كلّما قلّ وضوح الأدلّة، قلّ معه ميلُ الناس إلى تصديقهم. يتجوّلُ الناس الذين يشعرون بالمرارة، إذا جاز التعبير، حاملين كيسًا على أكتافهم، وفيه كلّ الأخطاء التي ارتكبها الآخرون بحقّهم. لديهم مجموعةٌ متنوِّعة من الطرق لإثارة فضول الآخرين حول محتوى الكيس، مثل المشي منحني الظهرِ تحت ثقل هذه المشاكل، أو التلميح إلى الأشياء الفظيعة المخزّنة في الكيس. يمكنهم حشر مشاكلهم في الحديث عن أيّ موضوع تقريبًا. عندما يغنمون أذُنًا صاغية، يُنزلون كيسهم ويبدؤون بإخراج ما فيه من قصص متعفّنة من ماضيهم. وحين يشكّك صديقٌ يجيد التمييزَ بمنطقهم الأعوج، يجيبون بما معناه، "آه، لم أخبرك شيئًا بعد!" ويُخرجون من كيسهم المزيد. وإذا اقترح صديقٌ مُخلِص ومُلتزم على الشخص المرّ النفس أن يترك مرارته، فسيُجيبه عادة: "أنت لا تفهم." في تلك المرحلة، غالبًا ما يُلقي كيسه على كتفه ويخرج ممتعضًا ليجد شخصًا آخر يستمع إليه.

الحقيقة

الحقيقةُ هي أنّه في العادة ثمّة أشخاصٌ في حياة الشخص المرّ النفس يفهمونه بشكلٍ أفضل ممّا هو على استعداد للاعتراف به. بشكلٍ أساسيّ، لا تكمن المشكلةُ في سوء فهمِ الأشخاص لموقف الشخص الشاعر بالمرارة، لكنّهم غير مرتاحين وغير متعاطفين مع الدوافع الكامنة لديه.