عندما يخدعك الغضبعينة
الخدعة
ظنّ شاولُ أنَّ دوافعَ الآخرين مماثلةٌ لدوافعه. أصبح شاولُ لئيمًا وانتقاميًّا. وكلّما ازدادت دوافعُ الشرِّ التي تحرِّك عقلَ شاولَ وسلوكه، ازداد شكّه في الآخرين. تآمر سرًّا ضدَّ داودَ، وافترض أنَّ داودَ كان يتآمر ضدّه. أخفى دوافعه الحقيقيّة عن رجاله وافترض أنَّ رجاله يعملون ضدّه سرًّا. وراء وجهه الطيّب، كلّف أشخاصًا بمهامٍّ سريّة وخططٍ شرّيرة، وافترض أنّ للكهنة خططًا شرّيرةً مخبّأةً وراء خدمتهم الصالحة. هذا هو خداعُ المرارة. تصبح متآلفةً مع الخيانة بحيث لا تعودُ تثق بأحد، ووثيقةَ الصلة بالخبث لدرجة أنّها لا تستطيع أن تصدّق أنّ الناس قد يحبّون بنقاوة. وتصبح أيضًا ماهرةً جدًّا في ارتداء الأقنعة التي تشكّ في وجه كلّ رجل شريف، كما أنّها تغرق في الأنانية لدرجة أنّها لا تستطيع تصديقَ أنّ الآخرين قادرون على التضحيّة لأجل وفائهم. تنتقل الدوافعُ الشرّيرة التي تغلي في قلب الشخص المرّ النفس إلى الآخرين من دون وعي.
كما أنّه بإلقاء اللوم على الآخرين، عميَ بصر شاولَ عن كيفيّة تصحيح خطاياه. أدّى هذا الخداع إلى مأساة موت شاول. قضى حياته باحثًا عن الانتقام بدلاً من التوبة. يمكننا أن نتساءل كيف كان للقصّة الكتابيّة أن تختلف لو وضع شاولُ ضغينته ضدّ داودَ جانبًا وطلب الربّ. ربما لم يكن شاولُ سيُغيِّر مقاصد الله بنقل المُلك إلى داود، ولكن كان بوسعه تغييرُ موقفه وموقعه في ما يتعلّق بمقاصد الله. ولكن، من خلال التركيز على ما يريده هو، وإبقاء إصبع اللوم موجّهًا نحو الآخرين، لم يستطع شاولُ رؤيةَ السبيل إلى التوبة. لقد عميَ بصره عن كيفيّة جلب الوحدة للأمة والسلام إلى قلبه. "مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ" (1 يوحنا 2: 10، 11).
الحقيقة
الحقيقة هي أنّ شاولَ اتّهم رجالاً نزهاءَ وأهلاً للثقة وشكّ بهم. فالدوافعُ الشرّيرة تدمّر القدرة على تمييز دوافع الآخرين الحقيقيّة. والأمر الأهم الذي ينبغي أن نعتبره هو أنّه لا يمكنُ لأيّ شخصٍ أن يمنعنا من التوبة ومن إيجادِ بركة الله في حياتنا. كان الشرُّ في قلب شاولَ الحاجزَ الذي يمنع الفرح في حياته.
صلاة
شكرًا يا ربّ لأنّه لا يمكن لأحد أن يمنعني من التوبة والعودة إليك واختبار بركتك في حياتي. بعد كلّ ما تعلّمته من حياة الملك شاول عن خداع الغضب، ساعدني لأحيا بنقاوة وأسلك في النّور مستبدلًا كلّ خدعة تُراود ذهني بحقيقة من كلمتك. احفظني بعيدًا عن الغيرة والمرارة والغضب. باسم يسوع، آمين.
حقوق الطبع ©محفوظة لدار منهل الحياة. لمزيد من الموارد، أو لشراء كتاب "إخماد الغضب"لجون كوبلنتز، بامكانك أن تزور موقعنا:
Amazon.com : dar manhal al hayat
عن هذه الخطة
في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/