عندما يخدعك الغضبعينة
الخلفيّة
سنلاحظِ سريعًا بقيّة الأحداثَ التي جرت في حياة شاولَ، والتي أدّت إلى تفاقم غضبه ومرارته.
8. أصبحت مطاردة داودَ هوسًا لدى شاول جعله يهاجم رجاله وأيَّ شخص آخر يبدو وكأنّه يعترض طريقه. قتل شاولُ 85 كاهنًا لأنَّ أحدهم ساعد داودَ (لم يكن يعلم أنَّه كان هاربًا من شاول).
9. توقّف شاولُ عن مطاردة داودَ عندما انتقل داودُ ليعيشمع الفلسطينيين.
10. بعد ذلك بعامَين، زحف الجيشُ الفلسطينيُّ إلى شاول. وبما أنّ الربَّ لم يعد يتكلّم مع شاول، ذهب إلى عرّافة ليطلب المشورة. في اليوم التالي، أصيبَ في المعركة وانتحرَ حتى لا يلقي الفلسطينيون القبضَ عليه حيًّا.
الخدعة
اعتقد شاولُ أنَّ التهديد الشخصيّ الذي كان داودُ يشكّله هو مبرِّرٌ لقتله. في البداية، أخفى شاولُ هذا الفكرَ جيِّدًا. توقّع أن يُقتَل داودُ في معركة مع الفلسطينيّين. لكن بدلاً من ذلك، عَظُمَ داود. ومع مرور الوقت، أصبحت المؤامراتُ ضدَّ حياة داودَ أكثر جرأة، حتى أصبحت أخبارًا وطنيّة. إنَّ كلَّ جهد صريح لإلحاق الأذى بالآخر تسبقه رغباتٌ خبيثة سريّة. وعندما تتجذّرُ هذه الرغباتُ، تُشوِّه التفكيرَ حتى يعمل الشخصُ المرّ النفس علانية ضدَّ منافسه أو يخطّط بلا خجل لتدميره.
كما ظنّ شاولُ أنّه يجوز له استخدامُ جميع الوسائل لحماية مصالحه الشخصيّة. لقد تحوّلت محاولات شاولَ لاغتيال داودَ إلى مؤامرات، وأكاذيب، وقتلِ الأبرياء، وغاراتٍ عسكريّة مكلفة. لم يتحوّل شاولُ إلى قاتلٍ فحسب، بل أصبح أيضًا مستبدًّا، ومنتقمًا، وغيرَ منطقيّ، ومتّهِمًا، ومخادعًا. ألقى رمحًا على ابنه، وقتل 85 كاهنًا بريئًا، وأرسل رجالاً آخرين لتنفيذ خططه الشريرة، وأهدر وقت جيش الأمّة وموارده في مطاردة داود. وفعل كلّ هذا لتحطيم رجلٍ تحتاج إليه الأمّة احتياجًا ماسًا! بمَ كنت تفكّرُ يا شاول؟ عندما تستقرُّ المرارةُ في القلب، تضيع القدرةُ على التمييز بدقّة. إنَّ المفارقة المثيرة للشفقة تكمنُ في أنّ أصغرَ خطأ، حقيقيّ أو خياليّ، من قِبل "عدوّه"، قد "يُبرِّر" الشخصَ المرّ النفس الذي يرتكب أخطاءً أسوأ بكثير.
الحقيقة
الحقيقة هي أنّ داودَ لم يكن يشكّل تهديدًا لشاول، بل كان مصدرَ قوّة. لكن حتى لو كان يُشكّل تهديدًا، فإنّ طلبَ إرشاد الربّ كان ليكون الطريقَ الصحيح لشاول، وليس ملاحقة داود. كما أنّ شعبَ الله يجب ألا يتخطّى الحدودَ الأخلاقيّة حتى عندما تكون القضيّةُ محقّة. الغايةُ الصحيحة لا تُبرِّرُ الوسيلةَ الخاطئة. يجعل الغضب والمرارة الناسَ معرَّضين بشكلٍ خاص للتفكير المنحرف القائل إنّه إذا كان شخصٌ آخر مخطئًا، يمكنني استخدام أيّة وسيلة أختارها للتعامل معه.
الكلمة
عن هذه الخطة
في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/