عندما يخدعك الغضبعينة
الخدعة
لقد شكَّ شاولُ في صلاح الله وأنكر اهتمامَ الله به شخصيًّا. إذا ما نظرنا مليًّا إلى الحالة العاطفيّة والروحيّة الكئيبة التي سعى فيها شاولُ للحصول على توجيهٍ من العرّافة، نجدها مُبكية. "قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ" (1صموئيل 28: 15). كما ظنّ شاولُ أنّه يستطيع تنفيذَ خططه بغضّ النظر عن مقاصد الربّ. أخبر صموئيلُ شاولَ أنّه رُفض كملك وعيَّنَ الربُّ رجلاً آخر يُكرمه ويطيعه. في النهاية، اعترف شاولُ أنَّ داودَ سيكون الملك القادم. لكنّه استمرّ في مسعاه لقتل داودَ محاولاً المحافظة على عرشه. إنَّ الأشخاصَ الذين يشعرون بالمرارة ويعملون تحت خداع الغضب يعصون والديهم، ويعارضون قادةَ الكنيسة، ويخالفون حتّى مبادئ الكتاب المقدّس سعيًا وراء أجندتهم.
الحقيقة
الحقيقةُ هي: "قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ" (مزمور 34: 18). كاتبُ هذه الكلمات هو داودُ الذي كان شاولُ يحتقره. أمّا شاولُ الغارقُ في غضبه ومرارته فبقي أعمى عن صلاح الله. كلّ خطّةٍ أو غايةٍ إنسانيّةٍ تتعارض مع مقاصد الله محكومٌ عليها بالفشل. في بعض الأحيان قد يبدو أنَّها تزدهر. حلَّ وقتٌ ذهب فيه داودُ إلى الفلسطينيّين وابتعد عن طريق شاول، لكنَّ الله ظلَّ يُحقِّق مقاصده. فرُفِضَ شاولُ وأصبح داود ملكًا. أيُّ تقدُّم ظاهريّ ضد مشيئة الله هو مجرّد وهمٍ يسبق الصحوة الرهيبة. فسيُحقِّق الله مشيئته.
عن هذه الخطة
في سلسلة التأملات هذه سنتكلم عن خداع الغضب وسنتطرّق لبعض الخدع التي أثّرت في تفكير الملك شاول وشوّهت رؤيته وأدّت إلى سقوطه ودماره. من يتمسّكْ بغضبه يدخلْ في الظلام، وهناك يحكم على الناس ويفسّر الأحداث بالمنطق الملتوي والدوافع الجسديّة. لكلّ خدعة علاقة بما كان يجري في داخل شاول وهذا ما سنتأمل به في هذه السلسلة المقتبسة من كتاب "إخماد الغضب" لجون كوبلنتز.
More
نود أن نشكر Dar Manhal al Hayat على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://darmanhal.org/