عندما ينقلب عالمكعينة

الشعورُ بالرضا

طرأ على حياتي مؤخرًا كثيرٌ من المتغيرات. أسترجعُ بذهني كلَّ تفصيلةٍ في الكارثةِ التي ألمّت بي. الأصواتُ في أذني والمشاهدُ المؤلمةُ

أمام عيني. والوجوهُ لازلتُ أتذكرُها.

الأمرُ ليس أنني أريدُ أن أنسى كلَّ ما حدث، لكنّني أريدُ أن أجدَ السلامَ وسْطَ فيضِ الأفكارِ التي تجتاحُني، وأتمني أن يتكوَّنَ لديَّ منظورٌ جديدٌ في رؤيةِ الأمور.

حين نخدمُ آخرين خلالَ أزمةٍ أو كارثةٍ ما، قد لا يكونُ لدينا إلا القليلُ من السيطرةِ على ظروفِنا، هذا إن كان لدينا أيُّ قدرٍ منها. قد نعملُ ساعاتٍ طويلةً من دونِ راحة. وقد لا يكونُ لدينا خيارٌ بشأنِ قائمةِ الطعامِ المتاح (هذا إن كان هناك طعام). وقد يكونُ علينا أن نعملَ باستخدامِ أدواتٍ أو وسائلِ حمايةٍ غيرِ كافية. وقد يحتاجُ إلينا كثيرون.

يمكنُ لهذه الظروفِ أن تكونَ مصدرًا للانزعاجِ وعدمِ الرضا.

يبدأُ الشعورُ بالرضا في كلِّ الظروفِ بموقفِ الاتكالِ على إرشادِ اللهِ الأمينِ وعنايتِه المُحِبّةِ لنا والثقةِ بهما.

ويمكنُ لهذا الشعورِ بالرضا أن يتقوّى ويتعزَّزَ بالأشخاصِ الّذين نقضي الوقتَ معهم.

فيمكنُ لصديقٍ أن يضعَ أمامَ عينيَّ منظورًا جديدًا، دعمًا، أو آذانًا مصغيةً في الوقتِ المناسب. وإن كُنّا بدأنا نشعرُ بالإحباط، أو بدأنا نتذمَّر، فقد يساعدُنا صديقٌ في أن نرى الوضعَ بطريقةٍ جديدةٍ ومختلفة.

كتب الرسولُ بولسُ عمّا تعلَّمه من الشعورِ بالرضا والاكتفاءِ في ظروفٍ مختلفةٍ كثيرةٍ قائلًا:

لستُ أعني أنّي كنتُ في حاجةٍ، فأنا قد تعلَّمتُ أن

أكونَ قنوعًا في كلِّ حالٍ. وأعرفُ كيف أعيشُ في

العَوَز، وكيف أعيشُ في الوَفرة. فإنّي، في كلِّ شيءٍ،

وفي جميعِ الأحوال، متدرِّبٌ على الشّبَعِ وعلى الجوع،

وعلى العَيشِ في الوَفرةِ أو في العوَز. إنّي أستطيعُ كلَّ

شيءٍ في المسيحِ الذي يقوّيني. إلا أنّكم حسنًا فعلتُم إذْ

ساهمتم في تبديدِ ضيقتي.

فيلبّي 4: 11 - 14

خصصْ وقتًا لتشاركَ في حلِّ مشكلةٍ شخصٍ ما.

ما الذي تأملُ في أن تتعلَّمَه عن الشعورِ بالرضا من تعامُلِك مع ذلك الشخص؟