عندما ينقلب عالمكعينة

اختياركُ أن تغفر

أستَمِرُّ في التساؤُلِ مَن المسؤولُ عن كلِّ هذه الفوضى.

معرفتي لمَن يجبُ عليَّ أن أُلقيَ باللومِ عليه يهدئُ من انزعاجي.

حين تخرجُ الأمورُ عن السيطرة، وحين نتعرَّضُ لظروفٍ صعبة، وحين نعاني الخَسارة، نكونُ معرَّضين لأنْ نفكِّرَ بأنّ حصولَنا على إجاباتٍ بشأنِ الأمورِ التي لم تسِرْ كما ينبغي، أو معرفةَ المسؤولِ عما نواجهُه، سيُشعرُنا بالتحسن. لهذا تظهرُ نظرياتُ المؤامرةِ في أوقاتِ الأزمات.

قد تخفِّفُ الإجاباتُ من ضغطِ عدمِ اليقين، وتهدِّئ ُحيرتَنا بعضَ الوقت. ولكنّ الاتّهامَ وتوجيهَ اللومِ لن يغيِّرا الظروف، ولن يُحسِّنا موقِفَنا وقدرتَنا على التكيُّفِ مع ما حصل.

الحقيقةُ هي أنّ التعاملَ مع كارثةٍ هو أمرٌ صعبٌ ومُعقَّد. فليس لدينا كلُّ الإجابات، وتحصلُ أمورٌ غيرُ متوقَّعة. والقرارُ الذكيُّ الذي يُؤخَذُ اليومَ قد يبدو غيرَ حكيمٍ في الغد. ووجودُنا تحتَ ضغطٍ شديدٍ قد يجعلُ حكمَنا على النّاسِ أقسى مما ينبغي. حين نفكِّرُ بماضينا تكونُ لدى كلِّ واحدٍ منّا أشياءٌ يندمُ على عملِها. وسنُدرِكُ أنّه كان يمكنُنا أن نتعاملَ مع بعضِ الأمورِ بطريقةٍ أفضل. كان يمكنُنا أن نأخذَ قراراتٍ أكثرَ حكمةً. ولكنْ برغمِ كلِّ هذا، علينا ألا نبقى عالقين في لُعبةِ اللومِ ودوّامتِه. قد تكونُ مسامحتُنا أنفسَنا والآخرين على الأخطاءِ والأمورِ التي فشلنا وفشلوا بها أمرًا صعبًا، ولكنّها خطوةٌ مهمّةٌ تحرِّرُنا لنُشفى وننموَ وننطلقَ نحو المستقبلِ ممتلِئين بالرجاء.

... محتملين بعضُكم بعضًا ومسامحين بعضُكم بعضًا. إن كان لأحدِكم شكوى على آخر،

كما سامحكم الربُّ هكذا افعلوا أنتُم أيضًا.

كولوسّي 3: 13

كونوا لطفاءَ بعضُكم نحو بعض، شفوقين مسامحين بعضُكم بعضًا كما سامحكم اللهُ في المسيح.

أفسس 4: 32

يغفرُ اللهُ لنا كلَّ خطايانا وتعديّاتِنا وتجاوزاتِنا. ويمكنُنا أن نعملَ الأمرَ نفسَه للآخرين. هل هناك إنسانٌ تلومُه بدونِ وجهِ حق؟ ما الإساءاتُ التي ارتُكِبت بحقِّك والتي تُبقيك عالقًا سجينًا في الماضي؟

غفرانُ اللهِ لك مجانيّ.

لمَن ستقدِّمُ هبةَ الغفران؟