عندما ينقلب عالمكعينة

عندما ينقلب عالمك

يوم 30 من إجمالي 30

قوّةٌ لأجل الغد

أجِدُ صعوبةً في التعامُلِ مع عواقبِ الكارثة. وبالتأكيدِ هي مؤلمةٌ جدًا للذين فقدوا أحباءَهم.

آملُ أن تكونَ لدينا القوّةُ للتعاملِ مع كلِّ ما ينتظرُنافي مسيرةِ الحياة.

إن التعافيَ من كارثةٍ لا يحدثُ بين ليلةٍ وضحاها. واستئنافُ الحياةِ وإعادةُ بنائِها يتطلَّبان كثيرًا من الوقت.

العيشُ في حالةٍ من عدمِ اليقين تذكيرٌ مستمرٌّ لنا بمدى ضعفِ سلطتِنا وسيطرتِنا على ما سيحصلُ في الغد. ولكنّ الكتابَ المُقدَّسَ يؤكِّدُ لنا أنّ اللهَ هو رجاؤنا وقوّتُنا مهما كان ما يحصل. وثقَ الرّسولُ بولسُ بأن اللهَ سيقوّي الكنيسةَ لتحققَ قصدَها بالتعريفِ بالله، حتّى في وسَطِ الألمِ الشديد، ولذا كتب قائلًا:

(أصلّي إلى الآبِ) لكي يمنحَكم، وفقًا لغنى مجدِه، أن

يُمِدَّ الرّوحُ الكِيانَ الدّاخليَّ في كلٍّ منكم بالقوّةِ المؤيِّدة،

ليسكنَ المسيحُ في قلوبِكم بالإيمان؛ حتّى إذا تأصَّلتُم

وتأسَّستم في المحبّة، تصيرون قادرين تمامًا أن تدرِكوا،

مع القدّيسين جميعًا، ما هو العرضُ والطّولُ والعلوُّ

والعمق، وتعرفوا محبّةَ المسيحِ التي تفوقُ المعرفة،

فتمتلئوا حتّى تبلغوا ملءَ اللهِ كلِّه.

والقادرُ أن يفعل، وفقًا للقدرةِ العاملةِ فينا، ما يفوقُ بلا

حصرٍ كلَّ ما نطلبُ أو نتصوَّر، له المجدُ في الكنيسة،

في المسيحِ يسوع، مدى الأجيالِ والدهور!

آمين.

أفسس 3: 16 - 21

ليس من إنسانٍ يعرفُ المسرّاتِ أو المخاطرَ التي سيأتي بها الغد. نعرفُ أنَّ اللهَ يحبُّنا أكثرَ ممّا نستطيعُ أن نتخيَّل، وأن قوّتَه هي التي تقوينا لمواجهةِ ما سيحدثُ في المستقبل.

كيف يؤثِّرُ الوعدُ بقوّةِ الله وقصدِه لحياتِك على الطّريقةِ التي بها تواجهُ المستقبل
الغامضِ وغيرِ اليقينيّ؟

ربما تعرَّضتَ لألمٍ وخسارةٍ في السابق، ولكنّ تلك الكارثة غيَّرت حياتَك بشكلٍ كبير. يؤثِّرُ الألمُ والخسارةُ على كلِّ جزءٍ وناحيةٍ في حياتِك، وفقدانُ السيطرةِ أمرٌ مؤلم، بل معذِّب. نعرفُ، بطريقةٍ ما، أنّ هذه الفوضى ليست أمرًا قصده اللهُ قطّ.

حين بدأ عالمُنا، كانت خليقةُ اللهِ مكانًا ساده السّلامُ والسّكينة. كان مكانًا تمتَّع فيه البشرُ بعلاقةِ انسجامٍ معه، فيما كانوا يهتمّون ويعتنون بخليقتِه الصالحة.

ولكنْ رأى آدمُ وحواءُ أن طريقَهما أفضلَ من طريقِ الله. ولذا اختارا طريقًا أفسد كلَّ علاقاتِ البشر – مع الله، وفي ما بينَهما، ومع الخليقة، بفعلِ الخطيةِ والموت. ومنذُ ذلك الحينِ والألمُ والصراعُ والخرابُ والحزنُ تسودُ العلاقاتِ البشريةِ وتفسدُها.

ولكنّ اللهَ أراد أن يستعيدَ خليقتَه، ولذا اختار مجموعةً من النّاس، هم بنو إسرائيل، ليُظهِروا محبَّتَه للعالم. وقد جاهد بنو إسرائيل ليكونوا جزءًا من الحلّ، لكنَّ المشكلةَ بقيت قائمة. وبالرغم من ذلك، لم يستسلمِ اللهُ ولم يتخلَّ عن تتميمِ قصدِه.

لذا، أرسل اللهُ ابنَه الوحيد، يسوع، إلى العالم، فكان هو مسيّا إسرائيل - ملكَهم. أتى يسوعُ ليُريَ البشر ما خُلِقوا لأجله. أتى ليعملَ ما فشل بنو إسرائيلَ في عملِه: إظهارَ محبّةِ اللهِ لكلِّ البشرية. وأتى ليكونَ ملكَ العالمِ ومُخلِّصَه.

هذه الكارثةُ غيرّت عالمَنا كلَّه.

وبدلًا من الاستسلامِ للخطيةِ وللموتِ مثلما استسلم كلّ إنسانٍ آخرَ ومات، واجَه يسوعُ الخطيةَ والموت، وهزمهما. لكنْ، كيف عمل هذا؟ أعلنَ يسوعُ مجيءَ ملكوتِ الله. ولكنّ الملوكَ والسلطاتِ في زمنِه لم يُعجِبْهمُ التهديدُ الذي مثَّله لنفوذِهم وسلطتِهم. كان هؤلاء يحافظون على حكمِهم ونفوذِهم بالموت. وفي الحقيقة، من أجلِ أن يهزموا يسوع، استخدموا سلطةَ الموتِ فعلّقوه على صليبٍ ليموت.

ولكنْ بعد ثلاثةِ أيّام، فقدتْ سلطتُهم شوكتَها. فقد قام يسوعُ من الموت، وأظهر أنّ قوةَ قيامةِ اللهِ أعظمُ من الخطيةِ والموت. وهكذا، هزمت محبةُ اللهِ وحياتُه قوى الشّرِّ تلك.

حين نواجهُ تهديداتِ الظّلمة، مثل التي نواجهُها اليوم، لسنا مدعوّين لأن نتجاهلَ الظّلمة. فاللهُ يعطينا قصّةَ رجاء، قصّةً يَهزِم فيها النورُ الظلمةَ.

كُنّا جميعًا جزءًا من هذه الظّلمة، حيث اخترنا أن نتبعَ أفكارَنا ورغباتِنا بدلًا من أن نتبعَ أفكارَ الله ورغباتِه. ولكنْ في سعيِ اللهِ لتجديدِ خليقتِه يريدُ أن يعيدَك إلى ما قُصِد لك في الأصلِ أن تكونَ عليه وأن يغفرَ خطاياك، حتّى يأتيَ بهذه الحياةِ الجديدةِ إلى بقيةِ عالمِه.

قصْدُ اللهِ هو أن يجدِّدَ كلَّ الخليقة، حتّى لا يعودَ العالمُ يعاني من الكوارثِ والخراب. سيكونُ مسكنُ اللهِ في الخليقةِ الجديدةِ وسْطَ شعبِه، وسيسكنُ معهم ويكونُ إلهَهم. «وسيمسحُ (اللهُ) كلَّ دمعةٍ من عيونِهم، إذ يزولُ الموتُ والحزنُ والصُّراخُ والألم، لأنّ الأمورَ القديمةَ كلَّها قد زالت» (رؤيا يوحنا 21: 4(.

في الوقتِ الحاضر، يريدُ اللهُ أن يلتقيَ بك حيث أنتَ، ويعزّيَك. ولكنّه يريدُك أيضًا أن تتبعَه خارجًا من الظلّمة، لتصيرَ منارةً تدُلُّ النّاسَ عليه. ما يزال هنالك كثيرٌ من الألمِ في العالم. وهنالك كثيرون بحاجةٍ لهذا الرجاء، وهم بحاجةٍ لأن يعرفوا أن يسوعَ يعطينا الانتصارَ على الظلمة. لا نستطيعُ أن نعملَ هذا وحدَنا، ولذا أعطانا اللهُ روحَه ليحيا فينا، وكلمتَه لتحكيَ لنا القصة، وأعطانا بعضَنا بعضًا لنتشاركَ حياتَنا معًا. ولذا، نشجِّعُك على أن تدعوَ روحَه ليأتيَ إلى حياتِك، وأن تجدَ جماعةً من أتباعِ يسوعَ لتكونَ على صلةٍ بهم، وأن تحصلَ على نسخةٍ من كلمتِه لتقرأَها فتتفاعلَ معها وتتركَ أثرَها فيك.

يوم 29

عن هذه الخطة

عندما ينقلب عالمك

تشملُ كلُّ قراءةٍ فكرةً مستوحاةً من الأزمات ومقطعًا من الكتابِ لمساعدتِك في التكيُّفِ مع تحديّاتِ الحياةِ اليومية

More

نود أن نشكر Biblica على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.biblica.com/