سفر صموئيلعينة
الصراعات مع الفلسطينيين (1 صموئيل 4: 1 – 7: 17)
تنتهي التناقضاتُ بينَ عائلةِ عالي وصَموئيلَ بسردٍ طويلٍ يتعلَّقُ بـصراعاتِ إسرائيلَ معَ الفلسطنيِّينَ في 4: 1ب – 7: 17. هَذاَ القسمُ الأخيرُ ينقسمُ إلى ثلاثِ وقائعَ تلفتُ الانتباهَ إلى أنَّ لعناتِ الرَّبِّ على عائلةِ عالي أدَّتْ إلى هزيمةِ إسرائيلَ أمامَ الفلسطينيِّينَ. وعلى النقيضِ، قادتْ بركاتُ الرَّبِّ لصموئيلَ إلى انتصارِ إسرائيلَ على الفلسطينيِّينَ.
الواقعةُ الأولى من هَذاَ السردِ تبدأُ في 4: 1ب - 22. هُنَا نجدُ أنَّ خطايَا عائلةِ عالي قادتْ إلى هزيمةِ إسرائيلَ في معركةٍ معَ الفلسطينيِّينَ. تظاهرَ أبناءُ عالي بالتقوى بأخذِهمْ تابوتِ عهدِ الرَّبِّ إلى المعركةِ، لكنَّهُمْ كانَوا ينظرُونَ إلى تابوتِ العهدِ على أنَّهُ مجرَّدُ تعويذةٍ للانتصارِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، كانتْ خطاياهُمْ عبرَ السنينَ قد ازدادتْ لدرجةِ أنَّ الفلسطينيِّينَ لم يدحروا إسرائيلَ فقَط، بلْ أيضًا استحوذَوا على تابوتِ العهدِ. كلٌّ مِنْ ابنَي عالي ماتَا في المعركةِ، وعالي نفسهُ ماتَ بعدَ أن تلقَّى خبرَ موتهمَا والاستحواذِ على تابوتِ العهدِ. لكنْ الأكثرُ من ذلكَ هو أنَّ خطايَا عائلةِ عالي جلبتْ لعنةَ الرَّبِّ على كلِّ أمَّةِ إسرائيلَ. في 4: 21، أطلقتْ كنَّةُ عالي التي أصبحتْ أرملةً على ابنِهَا الوليدِ اسمَ "إيخابود" (אִי־כָבוֹד) بالعبريِّ، الذي يعني "ليسَ هناكَ مجدٌ" أو "أينَ المجدُ؟". كمَا استمرَّتْ في الشرحِ في العددِ 22، "زالَ المَجدُ مِنْ إسرائيلَ لأنَّ تابوتَ اللهِ قد أُخِذَ". لقد جلبتْ خطايا عالي وأبنائهِ هَذهِ اللعنةَ الرهيبةَ على الأمَّةِ.
بعدَ هَذهِ الواقعةِ، نقرأُ عنْ تدخُّلِ الرَّبِّ في 5: 1-7: 2. احتفلَ الفلسطينيُّونَ بانتصارِهمْ على إسرائيلَ بوضعِ تابوتِ عهدِ الرَّبِّ أمامَ تمثالِ إلههمْ الزائفِ دَاجونَ في معبدهِ في أشدودَ. لكنَّ الرَّبَّ تدخَّلَ بشكلٍ فوقَ طبيعيٍّ. بعدَ الليلةِ الأولى، اكتشفَ الفلسطينيُّونَ تمثالَ داجونَ مُلقًى على الأرضِ على وجههِ أمامَ تابوتِ عهدِ الرَّبِّ. بعدَ الليلةِ الثانيةِ، قُطِعَتْ رأسُ ويدَي دَاجونَ، تمامًا كمَا كانتْ الجيوشُ البشريَّةُ القديمةُ تقومُ عادةً بقَطْعِ رؤوسِ وأياديِ اعدائِهمْ المهزوميِنَ. كمَا أصابَ الرَّبُّ أيضًا شعبَ أشدودَ بأورامٍ وربَّمَا أيضًا بضربةِ دماملَ انتشرتْ بفِعلِ القوارضِ. لقد فعلَ نفسَ الأمرِ عندَمَا نقلَ الفلسطينيُّونَ تابوتَ عهدِ الرَّبِّ إلى مدنِ جتَ وعقرونَ. بعدَ سبعةِ أشهرٍ، استشارَ الفلسطينيُّونَ كهنتَهُمْ وعرَّافيهُمْ. فنصحَوهُمْ بأنْ يُعِيدَوا تابوتَ العهدِ على عربةٍ تجرُّهَا بقرتَانِ – رمزٌ لعبادةِ الخصوبةِ الخاصَّةِ بهمْ. وكتقدمةِ إثمٍ للرَّبِّ، نصحوهمْ بإرسالِ خمسةِ أورامٍ ذهبيَّةٍ وخمسةِ فئرانٍ ذهبيَّةٍ بالنيابةِ عنْ الخمسةِ مدنٍ الفلسطينيِّةِ.
أحضرتْ البقراتُ تابوتَ العهدِ إلى الإسرائيليِّينَ في بيتشمسَ، إحدى مدنِ اللاويِّينَ. لكنْ للأسفِ، انتهكَ اللاويُّونَ في بيتشمسَ أيضًا نظمَ الرَّبِّ في العبادةِ. فعلى عكسِ ناموسِ موسى، احتفظَوا بالأورامِ والفئرانِ الذهبيَّةِ التي أرسلهَا الفلسطينيُّونَ في محضرِ تابوتِ العهدِ. وبدلاً من تغطيةِ تابوتِ العهدِ بمهابةٍ، نظرَوا إليه، أي بداخلهِ. وكنتيجةٍ لذلكَ، ضربَ الرَّبُّ 70 رجلاً في بيتشمسَ، وحزنَ الشعبُ. ثمَّ أخذَ الإسرائيليُّونَ تابوتَ العهدِ إلى قريةِ يعاريمَ لحفظهِ. حتَّى وإنْ كانَ تابوتُ العهدِ قد عادَ، فإنَّ 7: 2 يشدِّدُ على أنَّ كلَّ أمَّةِ إسرائيلَ استمرَّتْ تُعاني تحتَ لعناتِ الرَّبِّ في هَذاَ الوقتِ. فنقرأُ:
وكانَ مِنْ يومِ جُلوسِ التّابوتِ في قريةِ يَعاريمَ أنَّ المُدَّةَ طالَتْ وكانتْ عِشرينَ سنَةً. وناحَ كُلُّ بَيتِ إسرائيلَ وراءَ الرَّبِّ.
في الواقعةِ التاليةِ، نعرفُ عنْ انتصارِ إسرائيلَ على الفلسطينيِّينَ في 7: 3-17. كمَا ينبغي علينَا أنْ نتوقَّعَ، سلَّطَ كاتبُنَا الضوءَ على خدمةِ صموئيلَ الأمينةِ كسببٍ لهَذاَ الانتصارِ. أوَّلاً، ناشدَ صموئيلُ الشعبَ أنْ يعودَوا إلى الرَّبِّ وذلكَ بوضعِهِمْ جانبِ آلهتِهمْ الغريبةِ. وأعلنَ أنَّهُمْ إذا وجَّهَوا قلوبَهُمْ إلى الرَّبِّ وخدمَوهُ هوَ وحدهَ، فإنَّ الرَّبَّ سوفَ يُخلِّصُهُمْ منَ الفلسطينيِّينَ. واتَّضعَ الإسرائيليُّونَ أمامَ الرَّبِّ وتابَوا عنْ خرقِهمْ لنظمِ العبادةِ التي وضعها موسى. لذَا، صلَّىَ صموئيلُ إلى الرَّبِّ نيابةً عنهمْ. وعندمَا تجمَّعَ الفلسطينيُّونَ للحربِ، صرخَ الشعبُ إلى صموئيلَ. فقدَّمَ صموئيلُ ذبائحَ بحسبِ ناموسِ موسى، وأعطىَ الرَّبُّ أمَّةَ إسرائيلَ النصرةَ على الفلسطينيِّينَ. في 7: 13 نقرأُ: "وكانتْ يَدُ الرَّبِّ علَى الفِلِسطينيِّينَ كُلَّ أيَّامِ صَموئيلَ". واستمرَّتْ عبادةُ صموئيلَ الأمينةُ تأتي بالبركاتِ على إسرائيلَ عندمَا عادَ إلى مسقطِ رأسهِ، الرامةَ، حيثُ بنى مذبحًا للرَّبِّ.
هَذاَ الجزءُ الأخيرُ منْ انتقالِ قيادةِ اللاويِّينَ في إسرائيلَ حسمتْ أيَّ سؤالٍ حولَ انتقالِ سلطةِ اللاويِّينَ منْ عائلةِ عالي إلى صموئيلَ. فلعناتُ الرَّبِّ على عائلةِ عالي بسببِ استخفافِهمْ بعبادةِ الرَّبِّ قادتْ كلَّ أمَّةِ إسرائيلَ إلى الهزيمةِ. لكنْ بركاتُ الرَّبِّ لصموئيلَ من أجلِ خدمتهِ الأمينةِ في العبادةِ أمامَ الرَّبِّ قادتْ إسرائيلَ إلى الانتصارِ. الرَّبُّ بنفسهِ هوَ الذي رفعَ صموئيلَ، الذي مهَّدَ إسرائيلَ للمملكةِ، وبشكلٍ أكثرِ تحديدٍ، لداودَ كملكٍ.
عن هذه الخطة
تمثل خطة القراءة هذه مقدمة لسفر صموئيل (الأول والثاني)، وتشمل خلفية وظروف وأسباب كتابة هذا السفر، وكيف ينطبق على المؤمنين (أو المسيحيين) اليوم.
More
نود أن نشكر Third Millennium Ministries على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/ |