سفر صموئيلعينة

سفر صموئيل

يوم 2 من إجمالي 12

التقييم الإلهي والشعبي (1 صموئيل 2: 12-26)

عندمَا كرَّستْ حنَّةُ صموئيلَ لعبادةِ الرَّبِّ في شيلوهَ، كانَ عاليِ وأبناؤُه يمثِّلُونَ أكثرَ سلطةٍ قويَّةٍ للاويِّينَ في إسرائيلَ. لكنَّ عبرَ السنينَ، حدثَ شيءٌ غيرُ مُتوَقَّعٍ. لقد حلَّ صموئيلُ المتَّضعُ محلَّ عاليِ وأبنائهِ. هَذاَ الانتقالُ كانَ محوريًّا لتأسيسِ المملكةِ في إسرائيلَ. لقد كانَ في الواقعِ محوريًّا لدرجةِ أنَّ كاتبنَا شعرَ بالاحتياجِ لتوضيحِ أنَّ الرَّبَّ بنفسهِ هو الذي أتىَ بهَذهِ الأحداثِ من خلالِ تطبيقهِ للعناتِ وبركاتِ عهدهِ معَ موسى. لقدْ وقعَ عالي وأبناؤُه تحتَ لعناتِ الرَّبِّ لأنَّهُمْ اخترقَوا بشكلٍ صارخٍ نُظمَ موسى في العبادةِ. وصموئيلَ تلقَّى بركاتِ الرَّبِّ لأنَّهُ تمسَّكَ بأمانةٍ بنظمِ العبادةِ الموجودةِ في ناموسِ موسى.

شرحَ كاتبُ سفرِ صموئيلَ هَذاَ الانتقالَ في القيادةِ من خلالِ سلسلةٍ من أربعةِ تناقضاتٍ بينَ عائلةِ عالي وصموئيلَ. أوَّلاً، أوضحَ التناقضَ بينَ التقييمِ الإلهيِّ لعبادةِ أبناءِ عالي ولعبادةِ صموئيلَ في 1 صموئيلَ 2: 12-21. ثانيًا، أبرزَ التناقضَ بينَ التقييمِ الإلهيِّ والشعبيِّ لعائلةِ عالي ولصموئيلَ في 1 صموئيلَ 2: 22-26. ثالثًا، أبرزَ التناقضَ بينَ استجاباتِ الرَّبِّ لعالي واستجاباتهِ لصموئيلَ في الإصحاحِ 2: 27-4: 1أ. ورابعًا، نرى التناقضَ بينَ عائلةِ عالي وبينَ صموئيلَ فيمَا يتعلَّقُ بـصراعاتِ إسرائيلَ معَ الفلسطنيِّينَ، بدئًا منَ النصفِ الثانيِ منَ 4: 1ب-7: 17.

تتناولُ مقارنةُ التقييمِ الإلهيِّ أوَّلاً أبناءَ عالي في الأعدادِ 12-17 وتبدأُ بإدانةٍ مُفاجِئةٍ وقاطعةٍ. فنقرأُ في العددِ 12، "وكانَ بَنو عالي بَني بَليَّعالَ، لَمْ يَعرِفْوا الرَّبَّ". ثمَّ يوضِّحُ كاتبُنَا لماذَا توصَّلَ إلى وجهةِ النظرِ هَذهِ. فبدلاً من أنْ يأخذَوا نصيبَهُمْ منَ اللحومِ المقدَّسةِ بالطريقةِ التي أسَّسهَا ناموسُ موسى، كانَ أبناءُ عالي ينتقُونَ أفضلَ اللحومِ لأنفسهِمْ قبلَ الذبحِ. وإذا اعترضَ أحدُهُمْ كانَوا يُهدِّدونهُ بأخذِ أفضلِ أجزاءِ اللحومِ بالقوَّةِ. ثمَّ كشفَ كاتبُ سفرِ صموئيلَ تقييمَ الرَّبِّ لانتهاكاتِهمْ هَذهِ للعبادةِ. فكتبَ في العددِ 17، "فكانتْ خَطيَّةُ الغِلمانِ عظيمَةً جِدًّا أمامَ الرَّبِّ، لأنَّ النَّاسَ استَهانوا بتقدِمَةِ الرَّبِّ".

لكنْ مباشرةً بعدَ هَذاَ السردِ، ينتقلُ كاتبُنَا إلى تقييمِ الرَّبِّ المختلفِ بشكلٍ لافتٍ للانتباهِ لـصموئيلَ في 2: 18-21. لقدْ سجَّلَ أوَّلاً كيفَ أظهرتْ حنَّةُ وفاءَهَا للرَّبِّ بالعودةِ سنةً تلوَ الأخرَى لكي تحضرَ لصموئيلَ أفودًا جديدةً، أي ملابسَ متواضعةً. واستمرَّ الرَّبُّ يباركُ حنَّةَ، بإعطائِهَا ثلاثةِ أبناءٍ آخرِينَ وابنتَينِ. ثمَّ يختمُ 2: 21 هَذاَ القسمَ بهَذهِ الكلماتِ:

وكبُرَ الصَّبيُّ صَموئيلُ عِندَ الرَّبِّ

كانَ تأييدُ الرَّبِّ المستمرُّ لصموئيلَ على النقيضِ تمامًا من إدانتهِ الشديدةِ لأبناءِ عالي.

بعدَ ذلكَ قامَ كاتبُنَا بإبرازِ التناقضِ بينَ التقييمِ الإلهيِّ والشعبيِّ لعائلةِ عالي ولصموئيلَ في 1 2: 22-26. من ناحيةٍ، في الأعدادِ منَ 22-25، نعرفُ أنَّ [أبناءَ عالي]، تأثَّروا بطقوسِ الخصوبةِ الكنعانيَّةِ فكانتْ لهُمْ علاقاتٌ جنسيَّةٌ مع النساءِ اللاتي كُنَّ يخدمنَ في مدخلِ الهيكلِ. والعددُ 24 يشيرُ إلى أنَّ الإسرائيليِّينَ الأمناءَ الذينَ أطلقَ عليهِمْ عالي اسمَ "شَعبَ الرَّبِّ"، كانَوا يشتكونَ أبناءَهُ. وحذَّرَ عالي أبناءَهُ أنَّهُ إنْ استمرَّوا في هَذهِ الأمورِ، لن يقدرَ أحدًا على مساعدتِهِمْ. لكنَّهُمْ تجاهلَوا توبيخَ أبيهمْ. يُخبرنَا العددُ 25 بالسببِ: "ولَمْ يَسمَعوا أبناءُ عالي لصوتِ أبيهِمْ لأنَّ الرَّبَّ شاءَ أنْ يُميتَهُمْ".

بعدَ تسجيلِ هَذهِ التقييماتِ السلبيَّةِ الإلهيَّةِ والشعبيَّةِ لأبناءِ عالي، نجدُ إشارةً سريعةً تعكسُ على النقيضِ خدمةَ صَموئيلَ. قامَ كاتبُنَا بتوسيِعِ تعليقهِ الإيجابيِّ السابقِ الخاصِّ بصموئيلَ من العددِ 21 وذلكَ بالإشارةِ إلى كيفَ تفاعَلَ الرَّبُّ وشعبُ إسرائيلَ معَ صَموئيلَ.

في 1 صموئيلَ 2: 26 نقرأُ هَذاَ:

وأمّا الصَّبيُّ صَموئيلُ فتزايَدَ نُموًّا وصَلاحًا لَدَى الرَّبِّ والنّاسِ أيضًا.

كمَا يقولُ لنَا هَذاَ العددُ، كلٌّ مِنَ الرَّبِّ وشعبِ إسرائيلَ الأمناءِ أيَّدَوا خدمةَ صموئيلَ كلاويٍّ.

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

سفر صموئيل

تمثل خطة القراءة هذه مقدمة لسفر صموئيل (الأول والثاني)، وتشمل خلفية وظروف وأسباب كتابة هذا السفر، وكيف ينطبق على المؤمنين (أو المسيحيين) اليوم.

More

نود أن نشكر Third Millennium Ministries على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/