العنوان: 15 يوم في الكلمة مع جان بايبرعينة
يريد القديس بولس من معتنقي المسيحية أن يثبتوا في أيمانهم المقدس عند مجئ المسيح – في هذا اليوم الذي سيعود فيه سيقوم كل الذين ماتوا في المسيح (ا كو 15: 23). هذه القداسة ( خالية من أي "شائبة" و "عيب" و " فوق كل انتقاد" و "نزيهة") هي مؤكدة من خلال صدق الله , وتتوقف على المثابرة في الإيمان, وتعتمدعلى الانسان ليكون الواسطة.
اليقين
بولس الرسول واثق بأن الله سيعمل على ثبات الأيمان و القداسة في المؤمنين في يوم عودة المسيح. وهذا هو صدق الله.
"وإلهُ السّلامِ نفسُهُ يُقدّسُكُم في كُلّ شيءٍ ويحفظُكُم مُنزّهينَ عَنِ اللّومِ، سالِمينَ روحًا ونفسًا وجسدًا، عندَ مجيءِ ربّنا يسوعَ المَسيحِ فالذي دعاكُم أمينٌ يفي بوعدِهِ." (1تس 5: 23 – 24).
"وأنتُم تَنتَظِرونَ ظُهورَ رَبّنا يَسوعَ المَسيحِ، وهوَ الذي يَحفَظُكم ثابِتينَ إلى النّهايَةِ حتى لا يكونَ علَيكُم لومٌ في يومِ رَبّنا يَسوعَ المَسيحِ أمينٌ هوَ اللهُ الذي دَعاكُم إلى شَرِكةِ اَبنِهِ يَسوعَ المَسيحِ رَبّنا" ( 1 كو1 7: 9 ).
"فأنا واثِقٌ بِأنّ الذي بدَأ فيكُم عمَلاً صالِحًا سيَسيرُ في إتمامِهِ إلى يومِ المَسيحِ يَسوعَ" (في 1: 6).
هذا هو توقع و ثقة بولس الرسول لمعتنقي المسيحية. لكن يقينهم بمثابرتهم على الإيمان و قداسته ليس تلقائي. حيث أنه لا يَكّمن في المؤمنين بهذه البساطة ولايمكن للإيمان والقداسة أن يحيوا من دون عمل الله فيهم.
بالرغم من أن معتنقي الدين المسيحي هم خليقة الله الجديدة (2 كو 5: 17) لكن ليس لديهم القدرة على المثابرة. بالاحرى الخليقة الجديدة تملك الرابط الذي يربطها مع معطي القوة اليومية على المثابرة. يقول بولس الرسول أن هذه الرابطة هي أكيدة لأنها مستمرة وبقائها قطعي من قبل الله وليس الإنسان. لهذا أصّر بولس الرسول على قوله:"فَإِنَّ اللهَ الَّذِي يَدْعُوكُمْ صَادِقٌ، وَسَوْفَ يُتِمُّ ذَلِكَ" (1 تس 5: 24 ؛1 كو 1: 9).
الاحتمال
مع ذلك و بالرغم من أنه مؤكد لكل الذين هم خليقة جديدة في المسيح, فأن بولس الرسول يقول " فَقَدْ صالَحَكُمُ المَسيحُ بِجِسمِهِ البَشَرِيِّ، بِمَوتِهِ، لِكَي يُقَدِّمَكُمْ أمامَ اللهِ مُقَدَّسِينَ، وَطاهِرِينَ، وَبِلا شائِبَةٍ وَذَلِكَ إنْ ثَبَتُّمْ فِي الإيمانِ" (كو1 : 21 – 23).
القداسة التي سننالها في يوم مجئ المسيح هي متوقفة على شرط استمرارية الثبات في الإيمان. هذه الاحتمالية لاتتناقض مع اليقين. الله أمين ويفي بوعده. لكن لاينبغي على أي معتنق للمسيحية أن يتوقع بأنه جاهز للقاء المسيح إذا لم يكن "مستمراً في الايمان" .
أن الله أمينٌ معنا و أمانته مُختبَرة في النعمة التي يحرص على أستمرارية صحوتها فينا حتى نثبُت في الإيمان. فهو يحفظُنا. ويفعل ذلك بأن يهبنا العاطفة لكي نُهيمُ حباً به ونسعى الى القداسة.
الواسطة
بولس الرسول ليس مجرد متفرجاً لهذه المسرحية الحيوية في حياة معتنقي المسيحية. بل هو يصلي من أجلهم. وما يطلبه في صلاته ,في الحقيقة, هو أن يكونوا طاهرين وبلا شائبة عند عودة المسيح.
فمن المؤكد أنهم سيصلون بأمان حيث أيمانهم و قداستهم تكونان محفوظتان عند عودة المسيح. هذا الوصول يعتمد على المثابرة في الإيمان. صلاة بولس هي الواسطة الذي يستعملها الله ليوصلهم الى بر الأمان.
"وَهَذِهِ هِيَ صَلاتِي: أنْ تَنمُوَ مَحَبَّتُكُمْ أكثَرَ فَأكثَرَ، مَصْحوبَةً بِالمَعْرِفَةِ وَالفَهْمِ العَمِيقِ. فَتَتَمَكَّنوا مِنْ تَميِيزِ ما هُوَ أفضَلُ، وَتَكونوا طاهِرِينَ وَبِلا عَيبٍ عِندَ عَودَةِ المَسِيحِ." (فل 1: 9 -11).
"وَأطلُبُ مِنَ الرَّبِّ أنْ تَزدادُوا فِي المَحَبَّةِ بَعضُكُمْ لِبَعضٍ وَلِلجَمِيعِ حَتَّى الفَيضِ، كَما تَفِيضُ مَحَبَّتُنا لَكُمْ فَهَذا يُقَوِّي قُلُوبَكُمْ وَيَجعَلُها طاهِرَةً وَمُقَدَّسَةً أمامَ إلَهِنا وَأبِينا عِندَ عَودَةِ رَبِّنا مَعَ شَعبِهِ المُقَدَّسِ." (1 تس 3 : 12- 13).
لهذا دع حقيقة اليقين عند بولس الرسول تكون ثباتُنا. و حقيقة الاحتمال تجعلنا جديين. وحقيقة الواسطة تدفعنا الى أن نحيط أنفسنا بالمصلين من الأخوة والأخوات ليتشفعوا من أجل إيماننا و قداستنا.
عن هذه الخطة
الشرح: أنضم الى جان بايبر في عرضه الذي يتناول فيه مواضيع الكتاب المقدس عن حب الله, والقداسة الشخصية, والغنى, و سيادة الله, والخوف, والقلق, والعودة الى الخطيئة, والفرح, والتواضع, والمزيد.
More