العنوان: 15 يوم في الكلمة مع جان بايبرعينة

مزمور135 ومسرة الله في ما َيِفعلهُ

مزمور 135: 1 -6 :

هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ. سَبِّحُوا اللهَ يا خُدّامَهُ ، سَبِّحُوا اللهَ أيُّها الواقِفُونَ لِلخِدمَةِ فِي هَيكَلِهِ,في ساحَةِ بَيتِ إلَهِنا, هَلِّلُوا للهِ فَهُوَ صالِحٌ. رَنِّمُوا تَرانِيمَ إكراماً لاسمِهِ, لأنَّ ذَلِكَ عَذبٌ. لأنَّ اللهَ اختارَ يَعقُوبَ لِيَكُونَ شَعبَهُ الخاصَّ, وَصارَ إسرائِيلُ كَنزَهُ الثَّمِينَ. أعلَمُ أنَّ اللهَ عَظِيمٌ! أعلَمُ أنَّ رَبَّنا أعظَمُ مِنْ كُلِّ الآلِهَةِ المُزَيَّفَةِ!

يستهل المزموربدعوتنا لتسبيح الرب: سبحوا الرّب. سبحوا إسم الرّب. بعدها يعطينا كاتب المزمور في آية 3 الاسباب لماذا يجب أن نشعر بتصاعد قوة التسبيح لله في قلوبنا. فهو يقول في (آية3) "سَبِّحُوا الرَّبَّ فَإِنَّهُ صَالِحٌ". القائمة بأسباب التسبيح تستمر الى آية 6 وهذه وهي التي أريد أن أركز عليها:

كُلُّ ما يَشاءُ اللهُ يَفعَلُهُ،
فِي السَّماءِ وَعَلَى الأرْضِ
وَحَتَّى فِي أعمَقِ أعماقِ المُحِيطاتِ

مزمور115: 3 يقول نفس الشئ:

إلَهُنا فِي السَّماءِ،
يَفعَلُ ما يَشاء!

دائماً حر وغير مقيد

تُعلِمُنا هذه الآية بأن الله متى ما عمل شئ ما فهو يعمله حسبَ ما يسره. فهو غير مُكره لعمل اشياء يحتقرها او مجبورعلى القيام بها. الله يعمل ما يسره, بمعنى أنه يبتهج بكل شئ يصنعه.

يجب أن نتعلم من هذه النصوص وغيرها بأن نسجد أمام الله ونُسبِح عظمة سيادته الحرة. بمعنى أن الله دائماً
يعمل بحرية حسب "مايرضيه" وتبعاً لما تمليه عليه بهجته.

لايمكن لله أن يصبح ضحية ظروفه. فهو لا يمكن أن يُجبر بسبب ظرف معين لكي يعمل أشياءلا يُسَرُ بها. فهو غير مُكره او محاصر و لا مسخور منه.

الذبيحة الزكية الرائحة
حتى عند هذه النقطة الواحدة في التاريخ عندما قام الله بعمل يُعتبر من أصعب ما قام به وهو أنه "لمْ يَمنَعْ عَنّا ابنَهُ الوَحِيدَ" (رو32:8). فالله كان حر و عمل ما يطيب له. يقول بولس الرسول أن تضحية المسيح بتقديم نفسه الى الموت هو "َذَبِيحَةً لِلهِ طَيِّبَةَ الرَّائِحَةِ" (اف2:5). فالخطيئة العظمى و الموت الأعظم والعمل الأكثر صعوبة على الله كان مُرضٍ للآب.

وفي طريقَهِ الى الجلجثة كانوا جُندّ السماء تحت تصرف المسيح " لا أَحَدَ يَنْتَزِعُ حَيَاتِي مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذِلُهَا بِاخْتِيَارِي" ,عَملَ هذا برضاتهِ من أجل الفرح الذي ينتظِرهُ. عند هذه النقطة بالتحديد في تاريخ العالم التي كان يبدوا فيها المسيح محاصر كان في الحقيقة في موقف القيادة يعمل بدقة لتحقيق ما يَسُرهُ وهو الموت حتى يتبرر الكفرة من مثلي ومثلك.
إذاً دعونا نقف في رهبة و عجب. و لنرتعش ليس لتمجيد سيادة الرب فحسب بل لأن خلاصنا عن طريق موت المسيح من أجلنا متوقفٌ على هذا :"إلَهُنا فِي السَّماءِ، يَفعَلُ ما يَشاء."