العنوان: 15 يوم في الكلمة مع جان بايبرعينة
الملح والمعاناة والشبع
أختبر هذا التفسير و ماذا يعني أن يكون المسيحييون مِلّح.
أنا أرى بأن تكون مسيحي مُملح يعني أن هناك شبع عميق بالمسيح يصل للجذور,لأن المسيح هو مكافأتنا الأبدية, تضحيات الحب حررتنا من الخوف والطمع حتى صرنا نبتهج بالأضطهاد.
دعونا نرى اذا كان هذا واضح في هذه النصوص الثلاثة:
متى 5: 11- 13
"هَنِيئِاً لَكُمْ عِندَما يُهِينُكُمُ النّاسُ وَيَضطَهِدُونَكُمْ، وَيَتَّهِمونَكُمْ كَذِباً بِعَمَلِ الشَّرِّ, لِأنَّكُمْ تَلامِيذِي افرَحُوا وَابتَهِجُوا ، لِأنَّ مُكافَأتَكُمْ سَتَكُونُ عَظِيمَةً فِي السَّماءِ لأنَّهُمْ هَكَذا كانُوا يَضطَهِدُونَ الأنبِياءَ الَّذِينَ عاشُوا قَبلَكُمْ أيضاً. 13أنتُمْ مِلْحٌ لِلنّاسِ جَمِيعاً. لَكِنْ إذا فَقَدَ المِلحُ مَذاقَهُ، فَبِماذا نُعالِجُهُ لِيَعُودَ صالِحاً؟ لا يَصلُحُ فِيما بَعْدُ لِشَيءٍ، إلّا لِأنْ يُلقَى إلَى خارِجِ البيتِ، لِتَدُوسَهُ الأقْدامُ."
المفهوم المباشر لهذا السياق "أنتم ملح الأرض" هو " هَنِيئِاً لَكُمْ عِندَما َيَضطَهِدُونَكُم .... افرَحُوا وَابتَهِجُوا... لِأنَّ مُكافَأتَكُمْ سَتَكُونُ عَظِيمَةً فِي السَّماءِ", عندما يعيش الأنسان وفقاً لهذا المفهوم فهذا يعتبر شئ فوق العادي, ومذهل, و رائع, وذو مذاق حلّو حقاً. بهجة الأضطهاد من أجل المسيح هي مدهشة, ومذهلة ,و مُمملّحة.
مرقس 9: 47- 50
وَإنْ كانَتْ عَينُكَ تَدفَعُكَ إلَى الخَطِيَّةِ، فَاقلَعْها. لِأنَّهُ خَيرٌ لَكَ أنْ تَدخُلَ مَلَكوتَ اللهِ بِعَينٍ واحِدَةٍ، مِنْ أنْ تَكونَ لَكَ عَينانِ اثْنَتانِ، وَتُطْرَحَ فِيْ جُهَنَّمَ, 48"حَيثُ الدُّودُ لا يَمُوتُ، وَالنّارُ لا تُطفَأُ ".49 لِأنَّ كُلَّ إنسانٍ سَيُمَلَّحُ بِالنّارِ. 50 لِأنَّ المِلْحَ جَيِّدٌ. فَإنْ فَقَدَ المِلْحُ مُلُوحَتَهُ، بِماذا تُصلِحُونَهُ؟ فَلْيَكُنْ لَكُمْ فِي نُفوسِكُمْ مِلْحٌ، وَعيشوا فِي سَلامٍ بَعضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ."
المسيح ينتقل من عبارة نار جهنم الى قوله:" لِأنَّ كُلَّ إنسانٍ سَيُمَلَّحُ بِالنّار." تفسيري للمعنى هو أنَّ كلَّ واحدٌ سيواجِه النيران الناتجة عن متاعب الحياة والآمها و ستجعل منه هذه التجارب مُمَلّحٌ. أي تُمَلِحُكَ . بمعنى أخر أن تواصلك المستمر وقُربِك من الحياة السماوية يجعلك قادِرٌ على أن تشم رائحة نيران جهنم وعطر الجنة في آنٍ واحد وهذا يمكن أن يملؤك بأحساس مدهش بعدم الشبع واللارضا بالدنيا والأخرٌ بالشبع العميق بالمسيح كونه مكافأتنا الأبدية.
الجزء الأول من آية 50 يقول هذا جيد, واذا خسِرته قد لا تستطيع أبداً أن تسترجعُه مرة اخرى. ثم الجزء الثاني من آية 50 يقول,"فَلْيَكُنْ لَكُمْ فِي نُفوسِكُمْ مِلْحٌ، وَعيشوا فِي سَلامٍ بَعضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ." بعض الأشياء تكون سبباً في صنع سلام أعظم بكثير من السعي وراء التحرر من الرغبة في قبول وتأييد و مكافأة هذا العالم لنا. مِثلُ هؤلاء الناس لا يقاوموا الشر بالشر. بل يبتهجوا بالشتيمة. هم صانعي السلام. و تلك الحرية من أجل الحب تأتي من الشبع المُنكه بالملح ,حيث يكون هذا الشبع بمكافأة المسيح الآن وفي كل آوان والى أخر الدهور.
كولوسي 4: 6
لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ دَائِماً مَصْحُوباً بِالنِّعْمَةِ، وَلْيَكُنْ مُصْلَحاً بِمِلْحٍ،
فَتَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ
السؤال هنا هو: كيف يمكن للملح أن يساعدنا في "أن نعرف كيف نجيب كلَّ واحد" ؟ و يجعلنا أكثر مملؤين بالمعرفة؟ الجواب: أذا كان شَبَعُنا بالمسيح عميقاً كونه مكافأتنا ,وكنا متحررين من كل الرغبات الملحة في قبول ومكافأة العالم لنا في هذه الدنيا, أذن ستكون قدرتنا العقلية أقل تلبداً بالأنانية وقادرة على معرفة المحبة. سوف "نفهم" بسهولة أكثر نداء الحب لأننا سنكون أكثر استعداداً للحب.
الاستنتاج
هذا ما أقترحه: كي تكونوا ملح الارض و نور العالم يعني أن يكون عند المسيحيين شبع عميق جداً بالمسيح يمتد الى الجذورلأن المسيح مكافأتنا للحياة الأبدية , ونتيجة لتضحية هذا الحب نحن محررون من كل خوف و طمع وقادرين على أن نبتهج بالأضطهاد. عندما يدرك العالم هذا حينها سيبُصِرون مجد المسيح و يتذوقون السعادة المُشبِعة بذاته هو.
عن هذه الخطة
الشرح: أنضم الى جان بايبر في عرضه الذي يتناول فيه مواضيع الكتاب المقدس عن حب الله, والقداسة الشخصية, والغنى, و سيادة الله, والخوف, والقلق, والعودة الى الخطيئة, والفرح, والتواضع, والمزيد.
More