أعطانا الله أنبياء - هدف النبواتعينة
اليوم 03: العناية الإلهيّة - إشعياء 46: 9-10
بخلفية عدم تغيّر الله وعنايته في أذهاننا، نتجه الآن إلى عنواننا الثاني: النبوءات والاحتمالات التاريخية. حتى الآن، سنرى أن الاحتمالات للاختيار البشري التي تحدث بين نبوة الأنبياء وتحقيق النبوة، غالباً ما تؤثر بشكل هام على تحقيقات النبوءات.
سوف نلمس مسألتين لهم علاقة بهذا الموضوع: أولاً، النماذج العامة؛ وثانياً، بعض الأمثلة المحددة.
دعونا نفحص أولاً النماذج العامة التي تشتمل على النبوءات والاحتمالات التاريخية. ولعل النص الكتابي النبوي الأفضل الذي يساعدنا في فهم هذه النماذج العامة هو (أرميا 18: 1–10). سوف نتناول بالدراسة ثلاثة أوجه في هذا النص: ملاحظة أرميا في (18: 1-4)؛ وتفسير الرب في (18: 5-6)؛ وتوسيع الرب في (18: 7–10).
أنظر أولاً لملاحظة أرميا في الأعداد 1-4 بالمكان الذي تكلم فيه الله إلى أرميا:
انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ... فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ، فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. (إرميا 18: 1-4)
لاحظ أرميا الفخاري وهو يعمل في حركة ذات اتجاه واحد مع الطين ولكن عندما فسدَ وتشوه الطين، أعاد الفخاري تشكيل الطين تلقائياً كما بدا له أنه أفضل. في العدد 6 وضح الرب مغزى هذا الاختبار:
"أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ... هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ". (إرميا 18: 6)
طبقاً لهذا النص، أن الفخاري مثل الرب، والطين مثل إسرائيل. احتفظ الله بحقه أن يفعل بشعبه كما بدا بالنسبة له أنه الأفضل. وبالطبع، أن الله لا يمكن أن ينتهك طبيعة شخصيته الغير متغيرة، ولا عهوده، ولا خطته الأزلية. ومع ذلك، في وسط هذه المسائل القياسية "أو الثوابت"، فإن الله حر وله السيادة المطلقة أن ينوّع الطرق التي يتعامل بها مع شعبه.
بخلفية ملاحظة الفخاري ثم تفسير الله، نحن الآن في وضع يسمح لنا أن ندرك كيف بعدها وسّع الله تطبيق هذا القياس التمثيلي عن الفخاري والطين في العددين 7-8:
تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ، فَتَرْجعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا، فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. (إرميا 18: 7-8)
يقول الله أنه ممكن أن يعلن وقوع مجيء دينونة. ومع ذلك، لو أن هناك احتمال إمكان حدوث فعل توبة تاريخي متداخل ومعترض، عندئذ قد يندم الله ويتراجع. وهكذا قد لا يحدث التحقق بما قد سبق التنبوء به.
تكلم الله عن نبوءات البركة في العددين 9-10:
وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ. (إرميا 18: 9-10)
قال الله أنه ممكن أن يعلن عن بركة قادمة. ومع ذلك، إذا اعترضت حادثة تمرد وعصيان تاريخية محتمل دخولها في الموقف، عندها ممكن أن يندم الله ويتراجع عن فعل الصلاح الذي كان قد قصده.
يعلمنا إرميا 18 مبدأ عام والذي يظهر من خلال العهد القديم. مرة بعد الأخرى، نرى أن الله راقب ليرى ماذا سيكون رد فعل الناس للكلمة النبوية، ثم بعد ذلك يقرر ماذا يفعل بالمقابل.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org