أعطانا الله أنبياء - شعب العهدعينة
اليوم 07: الخلاص – رومية 9: 6-7
نأتي الآن إلى النوعية الثالثة من الناس الذين تعامل معهم الأنبياء – جماعة العهد غير المنظورة. مرة أخرى، يمدنا الفكر اللاهوتي المصلح التقليدي بمساعدة في هذا المجال. ففي داخل الكنيسة المنظورة، هناك مجموعة مختارة معروفة بما يدعي "الكنيسة غير المنظورة." وفي لغة إقرار الإيمان الويستمينستري، فصل 25، فقرة 1، "الكنيسة غير المنظورة":
تتألف من كل عدد المختارين الذين يجمعون إلى جسد واحد، رأسه المسيح؛ وهي العروس، التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل.
في هذه المقولة الإقرارية، الكنيسة غير المنظورة موصوفة من منظور الله نفسه. فهي معرّفة من منظور أزلي كالعدد الكامل لكل البشر الذين يأتون إلى الإيمان الخلاصي، والذين سيقضون الأبدية في بركة الله. من هذا الوصف للكنيسة غير المنظورة، يمكننا على الأقل رؤية فكرتين أساسيتين. أولاً، الكنيسة غير المنظورة مؤلفة من المؤمنين الحقيقيين فقط. ثانياً، يمكننا رؤية أن الكنيسة غير المنظورة تتميز بمصير مؤمّن للخلاص.
الرسول بولس يقول في رسالته إلى أهل رومية 9: 6 و7 هذه الكلمات:
"لأن ليسَ جميعُ الذينَ منْ إسرائيلَ هم إسرائيليونَ. ولا لأنهم من نسلِ إبراهيمَ هم جميعاً أولادٌ." (رومية 9: 6-7).
فالابن الحقيقي لإبراهيم عليه أن ينال الإيمان الخلاصي، مثل ابراهيم. ولأجل ذلك، يمكننا أن نتكلم عن إسرائيل داخل إسرائيل – شعب الله المفدي، أي غير المنظور في داخل الجماعة المنظورة لشعب الله.
هذا وتتطابق هذه الفكرة عن الكنيسة غير المنظورة مع فكر أنبياء العهد القديم. فاذ كانوا ينظرون الى أمة إسرائيل اعتقدوا بوجود جماعة عهد غير منظورة. فكان هناك دائماً بعض الناس الأمناء داخل أمة إسرائيل. وكان أولئك هم البقية الأمينة لأنها مارست الإيمان الخلاصي وأظهرته. وكانت مصائرهم الأبدية مؤمّنة حتى في الأوقات التي وقعت فيها الأمة ككل تحت دينونة مريعة من الله. هذا ويصبح مثل هذا التمييز لشعب مفدي في داخل جماعة العهد المنظورة أمراً واضحاً في عدد من النصوص في أسفار الأنبياء.
وقد ميّز الأنبياء، من حين لآخر، بين الإسرائيليين الذين كانوا ظاهرياً داخل جماعة العهد المنظورة وبين أولئك الذين تابوا حقيقة وصاروا بين جماعة العهد غير المنظورة، مؤمنين حقيقيين. ففي إرميا 4: 4، على سبيل المثال، نقرأ هذه الكلمات الموجهة إلى أمة يهوذا المنظورة:
"اختتنوا للربِ وانزعوا غرلَ قلوبكم يا رجالَ يهوذا وسكانَ أورشليمَ لئلا يخرج كنارٍ غيظي..." (إرميا 4: 4).
عندما كان إرميا يخدم أمة يهوذا، كان كل رجال إسرائيل مختونين ختاناً جسدياً وكانوا في جماعة العهد المنظورة. لكن، في ذات الوقت، إرميا النبي حذرَ شعب يهوذا لكي يخلصوا من غضب الله، بختان قلوبهم بواسطة الإيمان الصحيح.
فقد عرف الأنبياء أنه كان في داخل أمة إسرائيل جماعة غير منظورة. وبرغم أن البقية كانت في مرات كثيرة بعيدة عن الكمال، إلا أنها كانت لا تزال تثق في يهوه، مثل ما فعل إبراهيم، إذ كانوا قد آمنوا فقط بالرب فحسب لهم براً.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org